أعمدة

عمر طاهر| يكتب: ليست صافيناز وحدها التى رقصت بعلم مصر

عمر طاهر

كل يوم هناك مَن يقوم ببطولة مشهد (ثانية واحدة أروح أتحزم بعلم مصر وآجى)، ليست صافيناز وحدها التى رقصت بعلم مصر، على الأقل صافيناز ارتدته فوق قامة ليّنة، بينما هناك من يرتدونه ليرقصوا على إيقاع الحَفْر على الناشف.

حضرتك أنا مش شخص سمَّاوى أريد أن أفسد فرحتك، أنا شخصيا كنت أريد أن أفرح بمراسم حفر قناة السويس الجديدة لكن النور كان مقطوعا عندى لمدة 11 ساعة متقطعة يعود كل مرة لدقيقة أو أقل، لدرجة علّت الضغط.

والضغط لن ينخفض إلا عندما أرى حاجة توحد الله فى هذا البلد بتتعمل صح حتى النهاية، إن شالله حتى تسليم العشرة آلاف شاب عربات الخضار التى وعد بها الرئيس، أو حتى استمرار حملات تنظيف الشوارع وإزالة الإشغالات المؤذية التى استمرت لأيام ثم عادت الأمور أسوأ مما كانت عليه.

ومشروع قناة السويس الجديدة عالمى ومشرّف ويدعو للفخر، لكن الفرحة بالمشروع هى كمان لم تكتمل.

سؤال: كيف قامت ثلاث مدن فقط على خط الكنال بمحاربة ثلاثة جيوش دعما لرغبة ناصر فى بناء السد العالى؟، لأنه قبل أن يبنى مشروعا قوميا كان قد بنى قدرا من الاستقرار بمشاريع تصنيع وإصلاح زراعى وغيرها، لكنك الآن تطالب الشعب بأن يحتشد خلف المشروع و«يدفع» والشعب مادخلش جيبه جنيه على بعضه ويواجه غلاء قانونيا وهو صامت وصابر كرامة لـ«30 يونيو» والخروج بالبلد من الأزمة.

ضع إلى جانب هذا أن الفرحة بالمشروع ناقصة ونحن نرى الشرخ النفسى والمجتمعى يتسع، وكلما قلنا جاءت الفرصة للمّ الشمل العام، مرة بسبب النجاح فى الانتخابات، مرة بمناسبة رمضان، طب بمناسبة العيد، لا نرى شيئا سوى التعالى المقيت، التعالى الذى أصبح رسميا ومقننا على كل من لا يسير فى الزفة.

ثم سيبك من ده كله وكلمنى بطريقة علمية، فما معنى مشروعٍ الشركات الكبرى قالت يستغرق خمس سنوات، ثم بفضل العزيمة والإخلاص تحولت إلى ثلاث سنوات، ثم فجأة يتم تشهيد أمة لا إله إلا الله على المنفّذين أنهم يسلموا المشروع بعد سنة؟، إذا كان بقالنا سنتين فى تحويلة ومدخل قبل الإسكندرية! هل ستسخّر كل إمكانيات الحكومة والشركات الخاصة لهذا المشروع؟، طيب وبقية المشروعات؟، مين هينفذ المليون وحدة السكنية اللى الشباب والعائلات فى انتظارها؟، طيب سخّرها على الأقل فى تطوير الكهرباء التى هلك غيابها مزاج وصحة المصريين قبل مشروعات من هذا النوع، باقول لحضرتك الكهرباء مقطوعة 11 ساعة وعندما عادت لدقائق فتحت التليفزيون لأتابع مراسم الحفر على الهواء لكننى لم ألحق، يادوب لحقت سمير غانم وهو يقول لبطلة المسرحية «هو المنجد بيعمل إيه يعنى؟ بيجيب القطن من هنا لهنا.. طب أهوه».

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى