أعمدة

عمر طاهر | يكتب: متاهة البحث عن الكنز

عمر طاهر

فى مجلات الأطفال تبدو لعبة المتاهة هى الأكثر جاذبية، عليك أن تتجول بين الخيوط المتشابكة حتى تقتفى أثر واحد يقودك إلى الكنز، لم نعرف يوما ما بداخل الكنز، ربما هو الوصول فى حد ذاته.

إليك عددا من الخيوط المتشابكة حاول أن تجد واحدا يقودك إلى شىء ما.

يقول حكيم مجهول: من اصفرّ وجهه من النصيحة اسودّ لونه من الفضيحة، أو كما قال عمر بن عبد العزيز لأحد المقربين منه: قل لى فى وجهى ما لا أحبه، النصيحة مهمة وقبولها لا يقدر عليه إلا الأكابر وأولو العزم، و«برنارد شو» يقول إن الذين لا يغيرون عقولهم لا يغيرون شيئا.

إن المكان الذى يجب أن تصل إليه يا صديقى لا يقارن أبدا بالمكان الذى تقف فيه الآن، يطالبك الخواجة «بيتس» أن تؤمن بهذه الفكرة حتى تتحرك، التوقف عن الحركة به سوء أدب مع تجربة الحياة، حركة لا تنقطع كالحياة نفسها، يسألك «جونا ماث» إن كنت لن تسير الطريق إلى آخره، طيب بتمشيه ليه أصلا؟ ويخبرك «أينشتاين» عن سر دوام الحركة والمفتاح الذى يساعدك أن لا تتوقف: المنطق ينقلك من النقطة واحد إلى النقطة رقم اثنين، لكن الخيال ينقلك إلى كل مكان، ولا يمتلك خيالا سوى من يثق بنفسه، وهو الشخص الذى لا يخاف على عقله من الأفكار الجديدة، أو كما قال «آدم أوسبورت»: عندما يتمدد المخ بفعل فكرة جديدة فإنه لا يعود أبدا إلى مقاسه القديم.

القصص العظيمة فى الكوكب تقوم كلها على تفصيلة درامية واحدة، وهى أن البطل لم يستسلم «كما قال لوريانو»، أو كما قال «وليام والاس»: كل الناس سيموتون ولكن ليس كلهم سيعيشون. ويقول سيدنا على: إذا هِبت أمرًا فلتقع فيه، فإن شرّ توقيه أعظم مما تخاف منه. وقال أحدهم شجاعة القلب هى الحكمة، بينما الحماقة هى شجاعة الوجه. ستواجه فى مسيرتك الغوغاء، لكن اعلم أن الغوغاء ضرورة للحياة، الغوغاء إذا اجتمعوا ضروا، وإذا تفرقوا نفعوا. قال أحدهم قد عرفنا مضرة اجتماعهم، فما الفائدة من تفرقهم؟ فقيل: بتفرقهم يرجع صاحب كل مهنة إلى مهنته فينتفع به الناس. فى كل الأحوال عليك بالاستعانة على مشقة الطريق بالأصدقاء، تحديدا من النوع الذى قال عنه «والتر وينسل»: الصديق هو الشخص الذى يدخل بينما الناس كلها «خارجون».

هذه محاولة للبحث عن كنز أنت وحدك تعرفه وليست محاولة لادعاء الحكمة، فما تقرؤه كلام ناس رحلت عن عالمنا لا كلامى، وأصلا أصلا يعنى يقول «سقراط»: إن الشخص الحكيم فعلا هو الشخص الذى يؤمن بقوة أنه لا يعرف شيئا، عليك أن تبحث هنا عما سيفيدك، بالمناسبة قد لا تجده فى هذا المقال، وقد تجده عند كتّاب آخرين، ليس مُهما الكاتب بقدر أهمية القارئ أو كما قال «هنرى ديفيد»: ليس مُهما على الإطلاق سؤال: ما الذى تنظر إليه؟ الأهم هو سؤال: إنت شايف إيه؟

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى