أخبار الشرقية

عودة “المحروق” خُط الشرقية بعد مصرع شقيقه و2 من أفراد عصابته

كتبت – فتحية الديب 

شهدت محافظة الشرقية فى الآونة الأخيرة العديد من الحوادث الإجرامية المتنوعة من بين سرقات بالإكراه وترويع الأهالى وسرقة السيارات وخطف بعض الأثرياء، وخاصة بطريق “ديرب نجم – الزقازيق” و”ديرب نجم – ميت غمر” وآخرها مساء أمس، حيث قام مسلحون بالسطو على شونة طبيب بيطرى، وسرقتها، وكما يعتقد الجميع فإن بطل هذه الحوادث جميعها مسجل خطر يدعى “شوقى المحروق” ابن مدينة القنايات بمحافظة الشرقية.

المعلومات المتوافرة عن شوقى تشير إلى أنه يبلغ من العمر 26 عاماً، وله خمسة أشقاء، وترتيبه الرابع بينهم، وهو متزوج، وعنده طفلة عمرها 4 سنوات وتدعى “ليلى”، تعيش مع جدتها بعد انفصال زوجته عنه، توفى والده وهو فى سن صغيرة، وأهله على قدر كبير من الاحترام بشهادة أهالى المدينة، ولكن شوقى تم اعتقاله أكثر من مرة، ليصبح بعدها كما يطلق عليه الأهالى خط الشرقية.

واكتسب “المحروق” هذا اللقب من حادث مروع تعرض له على يد “محمد.ص” مسجل خطر، وشهرته عجوة، حيث قام بسكب بكميات كبيرة من ماء النار على وجه المحروق فى أحد الموالد بالشرقية على أثر قيام شوقى بمعاكسة إحدى أقاربه، ليتحول شوقى بعدها لشوقى المحروق، وقد اكتسب شهرة واسعة، ولقب بصاحب القلب الميت، حيث تحول من شخص عادى لا يعدوا كونه مجرم إلى كائن لا يخاف الموت وصاحب أخطر تشكيل عصابى.

ونسب الأهالى وأجهزة الأمن للمحروق العديد من الوقائع الإجرامية، منها عملية السطو المسلح على مدينة ديرب نجم، وسرقة 7 من محال المحمول، وقتل سائق وعامل، وإصابة طالب بكلية الشرطة على أثر قيامه بإطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائى على الأهالى بعد صلاة الفجر، بالإضافة إلى سرقة سيارات بعض من ضباط الشرطة ورجال القضاء أثناء سيرهم على الطرق ليلا.

وتضم صحيفة سوابق المحروق، وقائع إطلاق النار على عدة أكمنة على الطريق العام “ديرب نجم- الزقازيق” و”ديرب نجم- المنصورة”، وقام بسرقة “أحمد.م” 31 سنة، سائق، ومقيم الفيوم، حال سيره على طريق الزقازيق ديرب نجم، قام بسرقة مبلغ مالى منه حوالى 15 ألف جنيه، كما حاول سرقة سيارته رقم 51569 نقل الفيوم، وقام بتحرير المحضر رقم 1774 جنح قسم القنايات لسنة 2011.

كما قام بسرقة تاجر يدعى “أحمد.م.ع” أثناء وقوفه بالسيارة رقم 43604 نقل شرقية بمنطقة الأشراف فى انتظار توزيع بضاعة كانت على السيارة، حيث فوجئ بسيارة بيجو خضراء اللون، ونزل منها 7 أشخاص مسلحين، وشخص يدعى شوقى، وتمكنوا من سرقة السيارة تحت تهديد السلاح، وقام بتحرير المحضر رقم 733 لسنة 2011 جنح القسم.

ووصل الأمر أنه لم تعد جريمة، ولا حادث سرقة يرتكب بالمحافظة أو بالمحافظات المجاورة للشرقية والتى لها حدود مشتركة معها مثل المنصورة والإسماعيلية، إلا ويتم تحرير محضر ضد شوقى، رغم أن محافظة الشرقية بها بلطجية أخطر من المحروق أمثال هاشم بالعاقولة مركز منيا القمح وسيد السريع بلبيس وعجوة بالزقازيق، ولكن لم ينالوا شهرة واسعة مثل المحروق الذى تميز عنهم بأن أصبح الأهالى يطلقون عليه خط الشرقية وصاحب القلب الميت.

وقامت أجهزة الأمن بالعديد من الحملات الأمنية والأكمنة للقبض عليه، ولكن جميع الحملات كان مصيرها الفشل حتى قامت مباحث الشرقية بشن حملة بالتعاون مع أجهزة أمن القليوبية بعمل كمين لشوقى وأفراد عصابته، حيث تمكنت الحملة من قتل أحد أفراد عصابته وشقيقه وضبط آخر.

وفى زيارة لأسرة المحروق تحدث أفراد أسرته عن قصة تحول شوقى إلى عالم الأجرام، حيث تركت الأسرة الحديث لأحد الأصدقاء المقربين لشوقى ويدعى “ه.م” وروى التفاصيل كاملة لحياة المحروق.

وقال: إن أحد ضباط المباحث بقسم القنايات “م.ط” هو الذى صنع شوقى، ثم تمرد عليه، حيث طلب منه أن يكون مرشداً له، وكان يقوم بإجباره على توقيع إيصالات أمانة حتى يستطيع السيطرة عليه، وعندما طلب من شوقى التخلص من مسجل خطر يدعى “روبى” من شيبة، لقيامه بالتعدى على ضابط المباحث بسنجه فى بطنه ووجهه، رفض شوقى أن يتخلص منه ومن هنا بدأ ضابط المباحث يتمرد على شوقى، وقام بتلفيق قضية مخدرات لزوجته، وتم اعتقال شوقى أكثر من مرة فى سجن برج العرب إلى أن خرج بعد الثورة بثلاثة شهور من السجن بشكل شرعى دون أن يهرب، وظل بعد خروجه من السجن بشهرين فقط فى منزله، بل وقام بعمل عيد ميلاد كبير لابنته ليلى، وجمع خلاله مبالغ مالية، ويعيش وسط أسرته وجيرانه باحترام إلى أن علم بإلغاء قانون الطوارئ.

وظل الأمر هكذا إلى أن نجح رجال الأمن فى استدراج أحد أصدقاء شوقى ويدعى عمرو، وتحت ضغط عليه اتصل بشوقى وطلب منه تخليص عملية بمدينة الخانكة بالقليوبية، وبالفعل وافق شوقى، ولبى طلبه، وأثناء قيامه بمقابلته بالقليوبية نجح رجال الأمن فى ضبط أحد أفراد عصابته، وقتل أحدهم، فى حين قفز شوقى مع صديق له وشقيقه بترعة الإسماعيلية المجاورة للخانكة، ويخرج شقيقه محمود جثة هامدة من البحر دون أن توجد به أى إصابات نارية، فى حين ينجح المحروق فى الهروب، بل وحضر جنازته شقيقه وسط حراسة أمنية مكثفة بالمقابر.

حيث أكد صديقه أن شوقى حضر بالمقابر وانتظر حتى لحظة وصول جثمان شقيقه، وتلقى العزاء به لعدة دقائق، ثم انصرف، وأضاف إنه حضر غير متنكر، بل كان يرتدى ترنج، وكان يرفض طول حياته التنكر فى زى السيدات، واختفى شوقى بعد حادث مقتل شقيقه لمدة شهرين، ثم عاد مرة أخرى بعد أن كون تشكيلاً آخر، وآخر جرائمه، أمس، قيامه بالسطو على محل خاص بطبيب بيطرى، وسرقة مبلغ نصف مليون جنيه.

المصدر : اليوم السابع 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى