أخبار الشرقية

الذكرى الـ45 لمذبحة بحر البقر «أبشع جريمه ارتكبتها إسرائيل ضد تلاميذ مصر»

420157183122

“كتاب حساب” وكراسة ومريلة وشنطة وعروسة وشهادات ميلاد.. آخر ما تبقى من” مذبحة مدرسة بحر البقر “.. أبشع جريمه ارتكبتها إسرائيل ضد تلاميذ مصر، والتى تم وضعهم فى متحف بالمدرسة الجديدة، التى تم بناؤها من جديد.

واثناء الجولة بالمدرسة فى الذكرى الـ45 للمذبحة، والتى تحل غدًا الأربعاء، لنروى للأجيال الحالية والقادمة معاناة جيل استهدفته إسرائيل بأسلحتها.

مدرسة بحر البقر الابتدائية بالشرقية

مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة، تقع بقرية بحر البقر رقم “2”بمركز الحسينية، بشمال محافظة الشرقية، ‏تتكون من دور واحد وتضم‏ ثلاثة‏ فصول، بالإضافة إلى غرفة المدير وعدد تلاميذها مائة وثلاثون طفلا أعمارهم تتراوح من ستة أعوام إلى اثنى عشر عامًا، ومن حسن الحظ أن هذا اليوم كان عدد الحضور 86 تلميذًا فقط.

5 طائرات إسرائيلية فانتوم دمرت المدرسة بالكامل فى 8 أبريل 1970

وفى صباح يوم الأربعاء 8 أبريل 1970م فى الساعة التاسعة وعشرين دقيقة، كانت مدرسة بحر البقر على موعد لتدخل التاريخ من باب الكوارث، حيث قامت 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم، تزن ” 1000 رطل “بقصف المدرسة وتدميرها على أجسام التلاميذ الصغار، وأسفرت الهجمات عن استشهاد 30 طفلا وقتها وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة، وأصيب مدرس و11 شخصًا من العاملين بالمدرسة.

الحكومة تصرف 100 جنيه لكل شهيد و10 جنيهات لكل مصاب حينها

وقامت الحكومة المصرية بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب، وتم جمع بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من ملفات، فضلًا عن بقايا لأجزاء من القنابل، التى قصفت المدرسة، والتى تم وضعها جميعًا فى متحف، يحمل اسم المدرسة.

الحاجة نبيلة والدة الشهيد التلميذة ممدوح بالصف الأول الابتدائي

تقول الحاجة “نبيلة على محمد حسن” 73 سنة، والدة أحد التلاميذ شهداء المذبحة “ممدوح حسن” 6 سنوات، والتى تقيم على بعد أمتار من مدرسة بحر البقر بمنزل من طابق واحد مبنى من الطوب اللبن، إن زوجها توفى قبل المذبحة بـ4 سنوات، وكان يعمل سائقا وترك لها 4 أبناء ومنزلا من الطين تقيم فيه حتى الآن، وأن صوت طائرات الفانتوم ما زال يردد بأذنيها حتى الآن.

وعن ذكرى المذبحة، قالت إنه فى يوم 8 أبريل 1970 كانت فى “وسط الدار” وفجأة سمعت صوت غارة قوية، فهرعت من المنزل بعد تهشم النوافذ من صوت الانفجار، وخرجت وحضنت أطفالها وحمدت الله أنهم بخير، ولكنها تذكرت فى لحظات أن ممدوح كان بالمدرسة، فهرعت حافية إليه وجدته جثة وأحد الأهالى يحتضنه وسلمه لها، وأسرعت به على أمل أن به الروح، وفى الطريق حاول أحد الأهالى إيقاف سيارة سائق كان يعمل مع زوجها لكى تركب معه.

وتضيف الحاجة نبيلة أنها أخذت معها أطفالها الثلاثة الأيتام بالعربية، وبعد ما صعدت العربية “ربع نقل” شاهدت على الكرسى أطفالا مصابين وأشلاء المجزرة، واللحم ينازع منهم ويتألم، فخافت ونزلت من هول المنظر هى وأبناؤها وأخذت طفلها الشهيد إلى قرية المناجاة مسقط رأس والده ودفنته.

وتستطرد قائلة: “إن الدولة كانت تكرمهم كل عام من خلال وزارة التربية والتعليم، ولكنها قطعت معاش الشهداء منذ 5 سنوات، وهى فى حاجة إليها لشراء الأدوية وخاصة أنها أصيبت بالعديد من الأمراض، مع تقدمها فى العمر، وتمنت من الدولة تعيين أحد أبنائها بها، تكريما لنجلها الشهيد”.

محمد محجوب أحد المزارعين الذين نقلوا التلاميذ فى جرار زراعى إلى المستشفى

ويقول الحاج محمد محجوب، مزارع، من قرية بحر البقر 1، إنه لن يمحى من ذاكرته هذا اليوم الأسود، ولا صوت طائرات الفانتوم ودماء الأطفال وأشلاءهم التى جمعها.

ويضيف الحاج “محجوب” أن عمره وقت المذبحة الإسرائيلية البشعة، كان 22 عاما وكان يجلس مع أهالى قريته، وفجأة سمع صوت انفجار مروع، من ناحية بحر البقر “2” التى تبعد عن بحر البقر “1” كيلو متر، وتوجه مع الفلاحين والمزارعين بالحقول إلى القرية، وشاهد مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة قد تم قصفها، وشارك مع الأهالى فى نقل المصابين بالجرارات الزراعية إلى مستشفى الحسينية العام.

التلاميذ بالمدرسة نحتفل كل عام بذكرى الشهداء وهم فى وجداننا

وقال العديد من التلاميذ بمدرسة بحر البقر الابتدائية، التى تم بناؤها بعد المذبحة وتحتوى على متحف يخلد رفات الأطفال، أن إدارة المدرسة تحيى ذكرى الشهداء كل عام، من خلال حفل سنوى يقام بالقرية، لتخليد ذكرى تلاميذ المدرسة، وأن أجداهم دائما ما يحدثونهم عن بشاعة وقذارة العدوان الإسرائيلى.

الهجوم الوحشى تسبب فى إثارة الرأى العام ضد وحشية إسرائيل

أثار الهجوم الوحشى على المدرسة، حالة من الحزن و الغضب بجميع أنحاء العالم والاستنكار على مستوى الرأى العام العالمى، ونددت جميع الدول العربية بوحشية المجزرة، التى اتكبها الصهاينة فى حق الإنسانية، و تسبب ذلك وقتها فى إحراج الولايات المتحدة وإجبار رئيسها على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة.

أهالى المصابين والشهداء يرفعون دعاوى قضائية لمطالبة إسرائيل بالتعويض

وفى سياق متصل، قال الأهالى بقرية بحر البقر، إن العديد من أهالى الشهداء والمصابين قاموا فى عام 2013 بعد مرور 43 عاما على المذبحة، برفع دعوى قضائية مطالبة إسرائيل بتعويض أسر شهداء ومصابى المجزرة ماديًا ومعنويًا.

وأكدت الدعوى أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وضد السلام تخضع لقوانين ثابتة، وتم بموجبها إنشاء محكمة جرائم الحرب الدولية، وأن حق الضحايا أيضًا لا يسقط بالتقادم طبقًا للأصول والتعويضات، وخاصة أن إسرائيل حصلت على تعويض من ألمانيا فى حربها ضد الإنسانية، كما وصفتها إسرائيل، ولكن أهالى شهداء مدرسة بحر البقر لم يحصلوا على شىء حتى الآن.

أسماء التلاميذ الشهداء

ومن أسماء التلاميذ الشهداء “حسن محمد السيد الشرقاوى”، و”محسن سالم عبدالجليل محمد”، و”بركات سلامة حماد”، و”إيمان الشبراوى طاهر” و”فاروق إبراهيم الدسوقى هلال”، و” محمود محمد عطية عبدالله”، و”جبر عبدالمجيد فايد نايل”، و” عوض محمد متولى الجوهرى”، و” محمد أحمد محرم”، و” نجاة محمد حسن خليل”، و” صلاح محمد إمام قاسم”، و” أحمد عبدالعال السيد”، و” محمد حسن محمد إمام”، و” زينب السيد إبراهيم عوض”، و”محمد السيد إبراهيم عوض” و”محمد صبرى محمد الباهى”، و”عادل جودة رياض كراوية”، و”ممدوح حسنى الصادق محمد”.

تخليد المذبحة فى السينما المصرية

وخلد كتاب وشعراء مصر بشاعة المذبحة فى بعض الأفلام السينمائية، كما قام الشاعر صلاح جاهين بكتابة قصيدة “الدرس انتهى لموا الكراريس”، وفؤاد حداد “قصيدة أنا بحبك يابلادى (محافظة الشرقية) مدرستى.. بحر البقر الابتدائية.. كراستى.. مكتوب عليها تاريخ اليوم.. مكتوب على الكراس اسمي.. سايل عليه عرقى ودمى.. من الجراح اللى فى جسمى.. ومن شفايف بتنادى.. يا بلادى.. يا بلادى.. أنا بحبك يا بلادى ويا كل واحد فى الملايين.. بنت وولد طلوا وشوفوا.. درس النهاردة يا مصريين..كتبت ع التختة حروفه”.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى