ثقافة و فن

غنى بـ12 جنيها وهذا سبب اعتزاله.. محطات في حياة «محمود القلعاوي»

%D8%BA%D9%86%D9%89 %D8%A8%D9%8012 %D8%AC%D9%86%D9%8A%D9%87%D8%A7 %D9%88%D9%87%D8%B0%D8%A7 %D8%B3%D8%A8%D8%A8 %D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%87.. %D9%85%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D8%AA %D9%81%D9%8A %D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9 %C2%AB%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF %D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%C2%BB

“مسرحية الجوكر كانت وشّ السعد عليّ”، هكذا قال الفنان محمود القلعاوي الذي قام بدور “شوكت” مع الفنان الكبير محمد صبحي، وكانت هذه المسرحية عام 1979 انطلاقته الحقيقية للفن والجمهور، رغم أن أول مشاركاته السينمائية كانت عام 1971 بفيلم “لعنة امرأة”، بطولة الفنان الراحل فريد شوقي والراحلة ناهد شريف.

من محام لفنان

ولد الفنان محمود القلعاوي في 12 نوفمبر عام 1939 ونشأ وسط عائلة فنية، فهو ابن الفنان عبد الحليم القلعاوي وشقيق الفنانة إحسان القلعاوي، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1964، وعمل في بداية حياته موظفًا للشئون القانونية؛ إلا أنه قرر اقتحام عالم الفن كمطرب.

مطرب بمسلسل أطفال

اشترك الفنان القدير بمسلسل أطفال اسمه “شجرة الحواديت”، وعمل فيه مغنيًا مقابل 12 جنيهًا في الحلقة، ثم ظهر ممثلًا في “لعنة امرأة”، وتوالت بعدها مشاركاته في السينما بعدة أفلام، مثل “العذراء والشعر الأبيض” و”ريا وسكينة” و”لا من شاف ولا من دري” و”عليش دخل الجيش” وغيره؛ إلا أن المسرح كان له النصيب الأكبر من أعماله الفنية، وشارك كذلك في مسلسل “رحلة المليون”.

فنان كوميدي من الدرجة الأولى

عشق الفنان محمود القلعاوي المسرح، فشارك في عدد من المسرحيات البارزة التي ما زالت تمتع الجمهور، مثل “عبده يتحدى رامبو” و”واحد لمون والتاني مجنون” و”أولاد دراكولا” و”أنا ومراتي ومونيكا” وغيرها، وقال القلعاوي عن حبه للمسرح: “المسرح هو مفجّر طاقات الإبداع، وهو أساس التمثيل، الممثل المسرحي عندما يُطلب منه عمل مسلسل أو فيلم كأنه خارج في نزهة، لأن المسرح هو المردود الفوري لعملك من خلال تفاعل الجمهور، أما السينما والتليفزيون فالمشهد يُعاد أكثر من مرة حتى يظهر ما يريده المخرج”.

الإعلان الأول والأخير

لم يتوقف نشاط القلعاوي على المسرح والسينما فقط؛ وإنما كان له محاولة إعلانية وحيدة عام 1990 لبسكويت “الشمعدان”، وقرر بعدها عدم تجربة الأمر مرة أخرى، حيث قال: “لقيت الناس عارفاني إني بتاع إعلان، ونسيوا إني ممثل، قولت والله ما أنا عامل إعلان تاني”.

«شوكت» النصاب في «الجوكر»

مسرحية “الجوكر” كان لها حكاية طويلة مع القلعاوي، الذي سرد بعضا منها أثناء استضافته ببرنامج “صاحبة السعادة” مع الإعلامية والفنانة “إسعاد يونس”، وقال: “وصل أجري في أول سنة عمل فيها 400 جنيه وتم رفع الأجر في السنة التالية ليصل إلى 600 جنيه، ولكن عندما طُلب منا أن نسجل لعرضها في التليفزيون مع مكافأة قيمة فوجئت بأن هذه المكافأة هي مبلغ 40 جنيهًا”.

وقال عن كواليس المسرحية: “ذهبت لصبحي وكانوا يستعدون للمسرحية، وكنت أهنئه فوجدته يقول لي انتظر، أنت ستعمل معي بالمسرحية، وانتظرت 3 أيام في الصالة أشاهد المسرحية، وفي اليوم الرابع أخذت ملابسي وذهبت لأقوم بالدور، وجلال الشرقاوي قال لي (هتشتغل إزاي.. إنت ماعملتش ولا بروفة)، لكني قمت بالدور وشاركت دون بروفة، وأفسدت المسرحية لمدة أسبوع تقريبًا، وفي مشهد أيوب فوجئت به، وكانت معانا ماجدة الخطيب قبل هناء الشوربجي، وكانت هتموت من الضحك، وأراد الله أن يجعل مني نجمًا بمشهد سقوط أيوب”.

وأشار إلى أن الرقابة تدخلت في المسرحية، قائلًا: “أحلى إفيه تم حذفه بسبب رقابة التليفزيون، كان يقول (أمك.. غسالة)، وأنا أرد (ست الحبايب يتقال عنها غسالة.. ثم.. دي بطلت)، وكنت آخذ الإفيه وأرد من عندي، لكن فور انتهائي من المشهد مددت يدي لعم أيوب حتى يقف، ولم أجد ماجدة لأنها دخلت الكواليس، فقلت أي كلام حتى دخلت ماجدة، وبعد المشهد قلت لها (معقول تسيبيني في المسرح)، لترد مش قادرة.. كان لازم أدخل الحمام”.

توقف فني وشيخوخة

منذ عام 2008 انحسر ظهور الفنان محمود القلعاوي، حتى اعتقد البعض أنه اعتزل، ولكنه قال عن تلك الفترة: “قررت الابتعاد لأنني لا أجد عملاً يحترم قيمة كبار السن، أرفض الظهور كديكور في دور لا أهمية له سوى الوجود، فما معنى أن أقدم أعمالاً تقلل من شأني في عيون جمهوري”.

وأضاف: “أتمنى أن أموت وتظل الصورة الذهنية لي أنني الفنان الذي يضحك الجمهور ويرعبني أن أسمع أنني لا أجد مالاً أصرف على نفسي فأضطر لأن أقلل من مستواي ويقول الجمهور (مش لاقي اللي يشغله)، من الصعب على الفنان أن يكون مجرد شكل بعدما تعامل معه الجمهور على أنه يمتلك موهبة حقيقية”.

اعتزال عن اقتناع

فيلم “علي سبايسي” عام 2005 يعتبر النهاية الفنية الحقيقية للقلعاوي، وقال عن مشاركته في هذا الفيلم: “أقنعتني به إسعاد يونس وقتها، وقالت لي أهم منك وبينزلوا يشتغلوا أدوار صغيرة، وعندما قرأت وجدت أن دوري عبارة عن مشهدين فقط، ورغم أني ذهبت وقدمتهما إلا أني وجدتهم حذفوا مشهدًا منهما وأصبحت أظهر في مشهد واحد فقط بالفيلم، ومنذ ذلك اليوم قررت أني لن أقدم ما ليس في قناعتي ولن أقف أمام الكاميرا”.

المصدر

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى