منوعات

فلاحو الريف من حضن الطبيعة إلى عمال فوق رصيف العاصمة يرجون الرزق

فلاحو الريف من حضن الطبيعة إلى عمال فوق رصيف العاصمة يرجون الرزق

إلى جوارهم الفأس والأزميل ينتظر معهم على أرصفة الشوارع وتحت الكبارى الرزق المتجسد فى سيارة يحمل لهم سائقهاً خبر العمل وتأخذهم إلى حيث الكد والعرق، لا يهمهم ماهية طبيعة العمل إن كان عمارة تبنى، أو منزلاً صغيراً أو حتى حائطاً خرسانياً يُهدم، فكل ما يشغل بالهم أجرة أياديهم آخر النهار.

“إنما للصبر حدود” جملة تتردد على بالهم عندما تطول بهم فترة الانتظار ساعات، بل أحياناً أيام دون أن تأتى هذه السيارة التى تتعلق بها أحلامهم فى الإنقاذ من أشعة الشمس الحارقة وآلام الجوع الهالكة، فيعودون من حيث أتوا إلى مسقط رأسهم باحثين عن رزقهم وسط طين الأرض حتى تحملهم الرياح مرة أخرى إلى الرصيف، مكررين الرحلة من جديد.

“عندى استعداد أعمل أى حاجة علشان أجيب قوت يومى طالما كانت حلال”.. هكذا بدأ “مصطفى محمود” عامل البناء حديثه، واصفاً يومه الشاق الذى يقضيه تحت كوبرى أبو الريش فى انتظار رزقه قائلاً “ساعات بحس إنى بضاعة ملهاش زبون من كتر ما بنتظر ساعات طويلة، ويمكن أيام من غير ما حد يجى يطلبنا فى شغل”.

متابعاً، “حتى لما ربنا بيبعت ويجى واحد بعربية يا إما عايز واحد بس أو اتنين لو كان الشغل بسيط فى شقة أو بيت صغير أو عايز مجموعة يشتغلوا بنى فى عمارة كبيرة، بحس بإهانة لما يقعد ينقى مننا وإحنا نتزاحم عليه وكأنه بيفرق لحمة، لكن هنعمل إيه مفيش بإدينا غير الرضا والانتظار والفأس اللى هو سلاحنا الوحيد فى الدنيا”.

“إحنا من الأرض وللأرض نعود”.. كلمات بسيطة حاول بها “سيد على” أحد العمال وصف رحلته الدائمة من أسيوط مسقط رأسه كعامل تراحيل يحرث الأرض، ويقلبها كفلاح إلى القاهرة كعامل بناء باحثاً عن رزقه.

ويضيف “معظم عمال البناء كانوا عمال تراحيل فى الأصل وسابوا بلادهم وأرضهم لما الحال وقف وفكروا إن هيجوا القاهرة ما يلحقوش على الرزق، ويتابع حديثه بابتسامة ساخرة، “لكن تفاجئنا أن أحمد زى الحاج أحمد، يعنى هنا زى هناك علشان كده بتنقل من القاهرة لأسيوط بلدى الأساسية حسب ما موج الرزق يودينى، وكل اللى بتمناه إنى أشتغل مقابل اللى يكفينى ويكفى أسرتى ولو أسبوع واحد”.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى