منوعات

قراءة الكف علم و الفنجان نصب.. فنان خدعٍ بصرية يؤسس أوَّل مدرسة لتعليم السِّحر في مصر

n-mstfaalbrjawy-large570

خيط رفيع يفصل بين السحر وألعاب الخدع البصرية.. ورغم أن كثيراً من الأخيرة، يعد من أعمال السحر التي يطلق عليها “سحر التخيل”، والتي تجعل العين ترى ما يحدده لها الساحر، إلا أنه يحب أن يطلق على ما يقوم به “خدع بصرية”.

إنه الساحر “مصطفى البرجاوي” فنان الخدع البصرية، وأول مصري يصبح عضواً بأكبر مؤسسة للسحرة في العالم، وهي مؤسسة “أي إم إس” التي تضم 40 ألفاً من السحرة حول العالم من مختلف الجنسيات.

يسعى البرجاوي لتغيير صورة الساحر ذي السترة السوداء، والقبعة التي يخرج منها أرانب ومناديل، عن طريق تقديم خدع أكثر احترافية على طريقة فناني الخدع العالميين، والتي تعتمد على السحر بالعقل وقراءة الأفكار.

الأمر ليس صعبًا”، كما يقول البرجاوي، فكل المطلوب هو “التدريب المستمر والتعلم والكثير من الحب والخيال”، ويلخص كيفية تعلم “فن خداع البصر” بقوله: “إن الأمر كله يرجع لحب الشخص نفسه لممارسة الخدع البصرية”.

ويؤكد البرجاوي في حديثه لـ “هافينغتون بوست عربي” أن الموضوع كله عبارة عن “خدع بصرية وخفة يد تعلمتها منذ الصغر من خلال دخولي على موقعٍ على اليوتيوب يشرح ويعلم هذا الفن بجانب دراسة لعلم النفس والفيزياء، التي تصقل هذا الفن بالعلم.
ويعتمد السحر أو خداع البصر في شق كبير منه على العلم كي تتمكن من التأثير على الشخص الذي ترغب في خداعه بصرياً، أو الذي يشاهدك، وبالتالي تنجح في عروضك”.

مدرسة بـ 2 مليون دولار لتعليم السحر

وبرغم حرص كل العاملين في هذا المجال على عدم الكشف عن كيفية قيامهم بهذه الألعاب السحرية باعتبارها “لقمة عيشهم”، وكشفها يحرق مهاراتهم، إلا أن “مصطفى البرجاوي” يؤكد أنه يسعى لإنشاء أول مدرسة لتعلم السحر وفن خداع البصر في مصر، حيث يقول: “أعكف على إعداد دراسة لإنشاء أول مدرسة لتعليم السحر بمصر، وأعلم أنه سينضم إليها كثيرون، فهذا الفن له مريدون كثر، نظراً لجاذبيته الشديدة وتفرده بأشياء لا يستطيع أحد غير من تعلم هذا الفن إتقانها”، هكذا يؤكد الساحر المصري لـ “هافينغتون بوست عربي”.

على خطى “دافيد كوبر فيلد”

لكن الأمر الذي يؤرق البرجاوي هو “ميزانية” هذه المدرسة، التي يقول إنها تحتاج مبلغاً ضخماً قد يتعدى المليوني دولار كنواة لمشروع الدراسة على حد قوله.
ولكنه يؤكد أنه لم ييئس، وأنه يتواصل حالياً مع عدد من رجال الأعمال لإقناعهم بالمساهمة في إنشاء هذه المدرسة التي يرى أنها تمثل دعماً للسياحة في مصر.

“إذ أن تلاميذ مدرسة السحر هذه في مصر سيكونون من مختلف دول العالم، وسيقدمون عروض السحر وخداع البصر في أماكن سياحيه مثل الأهرام وأبو الهول والقلعة وغيرها. كما سيتم تصوير ورشات التدريب هذه وعرضها في برنامج التلفزيوني أعكف على الإعداد له حالياً، وأحلم بأن ينال شهرة برامج السحر العالمية التي حظي بها برنامج الساحر دافيد كوبر فيلد”.

ويقول “برجاوي” إنه بالفعل بدأ في تعليم تلاميذه السحر من الآن، ولكن من خلال الموقع الإلكتروني لمؤسسة “آي إم إس”، وأنه يدرس لديه الآن أربعة تلاميذ من مختلف الجنسيات، يقوم بتعليمهم من خلال تسجيلهم على الموقع ودفع رسوم الاشتراك التي تبلغ 50 دولاراً إلى جانب 50 دولاراً أخرى للمؤسسة.

وأكد أنه سيقوم بتوسيع هذه التجربة لتخرج عن النطاق الإلكتروني كي تكون على أرض الواقع “أول مدرسة لتعليم السحر والخداع البصري بمصر”، وتكون أيضاً لها رسوم واشتراكات وسيسبق ظهورها إعلانات عبر الفضائيات والمواقع الإلكترونية.

الفرق بين السحر وخداع البصر

وحول الفرق بين السحر وخداع البصر يقول “برجاوي”: “الفرق كبير فأنا أقوم ببعض الحركات التي تعتمد على خفة اليد وسرعتها أو بعض أعمال السيطرة على عقل الشخص الذي أمامي ومعرفة ما يدور في خاطره أو جعله يفكر فيما أريد أن أجعله يفكر فيه”.

ويضيف: “كنت مدعواً لحفل زواج في أحد الفنادق لإجراء فقرة من فقرات الحفل، وطلب مني العريس أن يقدم من خلال فقرتي شيئاً يبهر عروسه، وطلبت منه أن يلبس تحت بدلة الفرح تي شيرت أحمر اللون”.

ويكمل شرح الخدعة البصرية بضرب مثال، قائلاً: “أثناء الحفل طلبت من العروس أن ترسم صورة عريسها وهنا استطعت أن أسيطر على عقلها وأن أجعلها ترسمه يرتدي تي شيرتاً أحمر، وعندها طلبت منه أن يخلع جاكيت البدلة والقميص فكان التي شيرت الذي رسمته العروس باللون نفسه هو ما يرتديه العريس وهنا صرخت العروس وذهل الحاضرون”.

تفسير بعض الألعاب السحرية

ويشدد الساحر المصري على أن “هناك بعض الخدع يمكن الإفصاح عن طريقتها وهي تلك التي تعتمد على خفة اليد وسرعتها، ومنها حيل الكوتشينة التي تجعل المشاهد يختار شكلًا بعينه ويعرفه ثم يقوم بحركة سريعة في الهواء ليرى المشاهد أن الكارت الذي اختاره اختفى أو حل آخر محله دون أن يلاحظ المشاهد كيف غيره أو أخفاه”.

ويشرح ما يجري عندما تراه يغلق يده على عملة معدنية ثم يفتحها فلا تجد بها شيئاً، وهي لعبة سحرية معروفة، مفسراً اختفاء العملة المعدنية، بأنه ينقلها بسرعة وخفة إلى ظهر اليد ويلصقها عليه، قائلا: “هي حيلة بسيطة لكنها تحتاج إلى تدريب”.

ويقوم “برجاوي” بتحويل ورق الكوتشينة وأنت تمسك به إلى كتلة زجاجية ويجعل كتاباً ما أو موبايلاً أو نظارة بعد أن ينظر لها بتركيز شديد، تتحرك عن بعد وتمشي حسب القوة المغناطيسية ليده! حيث يحركها كيفما يشاء دون أن يلمسها وإنما ينظر إليها ويحرك يده في الاتجاه الذي يريدها أن تتحرك فيه، ولكنه يرفض كشف كيف يقوم بهذه الحيلة.

أيضاً قد يطلب منك الساحر “برجاوي” أن تفكر في شيء ما ولا تفصح عنه، ويفاجئك بمعرفة ما يدور بخاطرك، أو ما تفكر به، ويخبرك به، ولكنه أيضاً رفض الإفصاح عن طريقة هذه العملية السحرية، معتبراً أنه “سر المهنة”.

قراءة الكف “علم”

ويصف الساحر المصري “قراءة الكف”، بأنه “علم وليس خداعاً أو نصباً”، كما يعتقد البعض، “فكل خط من خطوط اليد يشير إلى شيء ما، فهناك خط العمر وخط الرزق، وخط معرفة طبيعة شخصية هذا الإنسان”.

إلا أنه أكد أن “قراءة الكف لا علاقة لها بمعرفة المستقبل بل تتم من خلالها قراءة شخصية الإنسان فقط”.

قراءة الفنجان “نصب”

ولا يعترف “برجاوي” بـ “قراءة الفنجان” لمعرفة المستقبل، قائلاً: “لا أعترف بها”، ويرى أنه “قد يُعرف من خلالها الماضي فقط أما ادعاء معرفة المستقبل من خلال قراءة الفنجان فهو نصب”.

قصة الساحر المصري

وحول بداية “برجاوي” مع هذا الفن الغريب، يقول إنه أحب مهنة الساحر منذ كان طفلاً في الثالثة من عمره، عندما أحضر إليه والده ساحراً في عيد ميلاده.
“فرحت بشدة عندما وجدته يخرج من جيبه أرنباً ويحول ورق الكوتشينة إلى أوراق مالية، ويخرج من فمه الذي رأيته فارغاً شريطاً طويلاً ملوناً فجذبني هذا الساحر جداً وتمنيت أن أكون مثله عندما أكبر”.

ويضيف: “عندما أصبحت في الثالثة عشرة من عمري بدأت أبحث على يوتيوب عن كيفية تعلم الخدع البصرية وبالفعل وجدت شرحاً مستفيضاً لكثير منها. وبدأت أدرب نفسي بنفسي على ممارسة هذه الخدع وأقوم بممارستها أمام زملائي وأصدقائي الذين كانوا يصابون بالذهول عندما أنجح في تحويل ورقة نقود فئة عشر جنيهات إلى ورقة بعشرين جنيهاً بعد ثني العشرة جنيهات وثقبها من الوسط. ولم أكتف بهذا بل اشتريت كتباً تشرح كيفية تعلم الخدع البصرية”.

حصل ” برجاوي” على جائزة “الميرلين” مرتين وهي الجائزة التي تقدمها مؤسسة “أي إم إس” وحصل عليها كأفضل فنان في الخدع البصرية.
وجائزة “الميرلين” للخدع البصرية أشبه بجائزة الأوسكار للسينما، وإيمي للتليفزيون، وقد حصل على هذه الجائزة عدد من أشهر فناني الخداع البصري والسحر في العالم ومنهم دوغ هينينج، دافيد كوبر فيلد، وكريس أنجل.

ورغم أن الساحر “البرجاوي” لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر، إلا أنه حقق نجاحاً في هذا المجال وسافر إلى الكثير من الدول لتعلم السحر مثل الصين وإنكلترا والمغرب وتونس ولبنان، وقدم هناك الكثير من عروض الخدع البصرية الناجحة.

ويقول الساحر المصري أنه بدأ مشوار احترافه في سن الـ 16، حين قدم أول عرض له في الصين، بعد أن دعاه صديقه للمشاركة في مهرجان هناك.

 المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى