ثقافة و فن

قصة إنقاذ «شكوكو» حفلات أم كلثوم من الإلغاء: «المسرح والفراشين وبتوع البوفيه كلهم تحت أمرك»

%D8%A3%D9%85 %D9%83%D9%84%D8%AB%D9%88%D9%85 %D9%88%D8%B4%D9%83%D9%88%D9%83%D9%88

 

«حفلات أم كلثوم مهددة بالإلغاء» كان ذلك العنوان الأبرز الذي اهتمت به الصحف بعدما نما إلى علمها أن كوكب الشرق قد لا تقدّم حفلاتها كما اعتادت بسبب وجود إصلاحات في مسرحي «قصر النيل – وريفولي». كل المحاولات لإنقاذ الموقف باءت بالفشل.

الجماهير تنتظر وحالة من الغضب تسيطر على أم كلثوم حتى اقترح أحد المقربين منها حلًا مؤقتًا لإنقاذ الموقف، مشيرًا إلى «مسرح الأزبكية» الذي يقدم عليه شكوكو حفلاته وأصبح صاحب فضل في إنقاذه من النسيان وتراجع الأرباح، فتعجب أم كلثوم بالفكرة شريطة أن يوافق شكوكو عليها.

لم يخف محمود شكوكو يومًا حبه الكبير لأم كلثوم، فهي الوحيدة التي كان يصر دائمًا على الغناء لها وتقليد أغانيها، رغم ما وصل إليه من شهرة كبيرة في خمسينيات وأربعينيات القرن الماضي، وكان يستأذنها ليقرأ عليها ما أدخله من تعديلات على أغنياتها من عنده.

تروي الكاتبة الصحفية سناء البيسي، في كتابها «سيرة الحبايب 55 شخصية من قلب مصر» أن ابنه سلطان -خريج مدارس الليسيه الحاصل علي ليسانس الآداب ويعمل في وزارة الطيران المدني- حكى لها عن خميس أول الشهر الذي لجأت فيه أم كلثوم تطلب من والده استئجار مسرح الأزبكية التابع له بسبب إجراءات التصليح القائمة وقتها في سينما ريفولي وقصر النيل‏، حيث اعتادت تقديم حفلاتها الشهرية‏.

ردّ عليها شكوكو «مش عيب ده المسرح والعمال والفراشين وبتوع البوفيه كلهم تحت أمرك، وما عليك يا ست الكل إلا التوجه مع فرقتك يوم الخميس لتجدي كل حاجة على سنجة عشرة‏».

وقبل الحفل مباشرة، قرر شكوكو إعادة طلاء غرفته بالمسرح لتكون جديرة باستقبال سيدة الغناء لتستريح فيها وتصلح مكياجها بين الوصلات‏، ووضع في الغرفة بوكيه ورد على هيئة «الطاقية» رمزًا لشكوكو‏، وعندما دخلت ثومة الغرفة وسط موكب الصحفيين والمصورين ووقع بصرها على البوكيه، سارعت تعلق ببديهيتها الحاضرة‏ ساخرة:‏ «البوكيه ده مشكوكو فيه‏».

وفي يوم الحفلة، ذهبت أم كلثوم للمسرح فوجدت كل شيء مجهزًا وشكوكو يشرف بنفسه على الإجراءات، وقدمت بالفعل عددًا كبيرًا من أغانيها، ولم يحصل الفنان على أي أجر من كوكب الشرق معتبرًا الأمر هدية منه لها.

 

 

توطدت العلاقة بعد هذا الموقف أكثر بين أم كلثوم ومحمود شكوكو، وكانت تطلب منه الاتصال بها لإخبارها بتعديلات أغانيها قبل أن يلقيها على المسرح حتى تكون أول من يستمع إليها، ومن بين الأغاني التي قدمها شكوكو: «يا حبيبي تعالى ده أنا ف حالة، زي البوتاجاز تحت الحلة، تعالى نقطع تذكرتين صالة، ونجيب لب أسمر نتسلى، ونروح بعدين أنا وأنت وحدينا، لحسن دي مامتك صعبة تبعدنا عن بعضينا».

وكذلك مقاطع: «يا حبيب إمبارح وعزول دلوقتي» وكذلك «حب إيه اللي إنت جاي تقول عليه هو فيه أحلى من الجنيه»، و«أراك عصي الدمع وعصي الدمع أراك، إشمعنى أنا سايل دمعي ياللي ملوعني هواك».

المصدر

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى