منوعات

قصة «شهيد الفجر»: تُوفي بعدما قال «إني مُهاجر إلى ربي»

%D9%82%D8%B5%D8%A9 %C2%AB%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF %D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AC%D8%B1%C2%BB

 

بتاريخ 13 رمضان من سنة 1424، شدّ الشيخ الأزهري، عثمان الشبراوي، رحاله من بلدته «البيروم» في الشرقية إلى القاهرة، لتلاوة فجر يوم الجمعة، عبر إذاعة القرآن الكريم، من رِحاب مسجد السيدة نفيسة، رُبما بدت تلك التفاصيل عاديّة من يوم في حياة قارئ من قرّاء القرآن الكريم، ولكن ما حدث بعد ذلك لم يكُن عاديًا.

دخل الشيخ الشبراوي إلى رِحاب المسجد الواسع، وجلس بين المُصلين الذين كانوا يغالبون النُعاس من أجل أداء صلاة الفجر، قرّر الشيخ يومها أن يقرأ ما تيسر لهُ من سورة «العنكبوت»، بدءًا من الآية التى تقول «فآمن له لوط»، وعندما وصل في تلاوته إلى «وقال إنّي مهاجرٌ إلى ربّي»، بدأ يشعر بألم شديد، فيما اندهش المُصلون مما يحدث، اللحظات تمُر كالسنون، فتحول الأمر من «نغزة» خفيفة في القلب لأزمة قلبية شديدة.

تمُر اللحظات ولا يعرف أحد كيف يُنقذ الشيخ المُتألم، وسط استكمال إذاعة القرآن الكريم في بثها المباشر الذى بدأ مُنذ لحظات التلاوة الأولى، إلى أن اضطروا لقطع لحظات البث قائلين إنهُ «عطل فني»، واستكملوا لحظات البث المفتوحة بشريط مُسجل للشيخ فتحي المليجي.

وفي تلك الأثناء، وصلت عربة الإسعاف أمام مسجد السيدة نفيسة، ونُقِلَ الشيخ الشبراوي إلى أحد المستشفيات الخاصة في القاهرة، وظلّ ملازمًا لفراش المرض حتى تُوفي يوم الإثنين، الموافق 23 رمضان، لتتناقل حكاية الشيخ عثمان الشبراوي بين الناس كالأساطير، ولا تخلو مجالس الذِّكر من سيرة الشيخ الذي أطلقوا عليه فيما بعد لقب «شهيد الفجر».

وفي ديسمبر  2003، سجّلت جريدة «صوت الأزهر»، التابعة للأزهر الشريف، قصة الشيخ عثمان الشبراوي، قائلين إنه هاجر إلى ربه كما كان يقرؤها، وكأنّ صوته انتقل إلى السموات السبع وتحقق ما قاله على الفور، دون حواجز.

ويُذكر أن الشيخ عثمان الشبراوي ولد بقرية «البيروم»، محافظة الشرقية، وأتمّ حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، وتناول أحكامه في العاشرة من عمره، على يد والده الشيخ الشبراوي، الذى كان من الرعيل الأول في تعليم القرآن الكريم بالقرية الصغيرة.

وكان الشيخ يتمتّع بصوتٍ معروف برقته ونغمه الطيب، وكان سفيرًا للإسلام في دول كثيرة، خلال سهرات شهر رمضان، وقد أُعجب بصوته مفتي القدس، الشيخ عكرمة صبري، وقام بتكريمه ومنحه شهادة تقدير، كما ترك للإذاعة العديد من الأشرطة المسجلة.

%D9%82%D8%B5%D8%A9 %C2%AB%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF %D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AC%D8%B1%C2%BB2

 المصدر 

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى