أخبار العالم

قصة «هدى» الإسكندرانية : أم مصرية تركت أولادها في قطر لعزاء والدها ومنعها الحظر من العودة

%D9%82%D8%B5%D8%A9 %D9%87%D8%AF%D9%8A

من بين قصص عديدة لمصرين متضررين من قرار قطع العلاقات الدولية مع قطر، تظل القصص التي تحمل معاناة اجتماعية وإنسانية هي الأكثر سوءًا، وبحسب روايات عدد من المصريين، فإن أزمة خطوط الطيران ومنع دخول طائرات مصرية إلى مطار الدوحة، أو العكس، هي الأكثر تأثيرًا على المصريين هناك بعد تطبيق القرار.

السيدة «هدى» عبد التواب مصرية تعيش بدولة قطر، وقصتها تجسيد حقيقي لحجم المعاناة الإنسانية، التي ترتبت على القرار، حيث تعيش قرابة 14 عامًا في الدوحة، ولديها ثلاثة أبناء في أعمار تعليمية مختلفة تركتهم وأتت للإسكندرية من أجل حضور عزاء والدها، الذي توفي قبل أيام من شهر رمضان المبارك، حتى حاصرها القرار بعدم العودة في الموعد المحدد.

وتقول هدى إنها عادت إلى مصر بعد غياب عامين قبل شهر رمضان بعدة أيام، وذلك بعد أن علمت بوفاة والدها، مضيفة أنها تركت أبنائها الذين لم ينهوا امتحاناتهم في الدوحة،حيث أن نجلها الأكبر في مرحلة الجامعة ويستكمل الآن امتحاناته، والابن الأوسط في المرحلة الثانوية ولم يكن قد أنهى أيضًا امتحاناته، فتركتهم مع زوجها على أن تأتي لبضع أيام وتعود إليهم.

وتضيف أنها كانت حجزت تذكرة للعودة إلى قطر، وموعدها كان في اليوم التالي لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية، وعندما استطلعت آراء عدد من المقيمين معها في البلد من إحدى الصفحات الإليكترونية التي تجمعهم، علمت بحدوث مشكلات عديدة مع جميع العائدين أو المسافرين من وإلى قطر، ولم تكن شركات الطيران حاولت حل الموقف واسترجاع التذاكر، فلم تستطيع العودة.

وترى السيدة المصرية أن العودة إلى قطر عن طريق خط طيران آخر، وعمل «ترانزيت» في دولة عربية أخرى، لم يكن الحل البديل الأمثل، وذلك لأن الذين سلكوا هذا الطريق لاحقتهم مشكلات، وخاصة في إمكانية إيجاد موعد حجز سريع، حيث أن الأماكن المتبقية للحجز قليلة جدًا وتم حجزها على الفور، وذلك لأننا في موسم الإجازات، ووجود ضغط على حركة الذهاب والرجوع بين للعاملين بين البلدان.

وتشير هدى إلى أنها تقيم مع زوجها في قطر، والذين يعمل مهندس كهرباء بإحدى الشركات القطرية، مضيفة أن عدد أبناء الجالية المصرية هناك يكاد يزيد عن أي جنسيات أخرى، موضحة أن العلاقات بين الشعبين القطري والمصري لا يدخل فيها الصراع السياسي، إلا أن الإعلام القطري دائمًا ما يكون مضاد للحكومة المصرية، وكذلك فالإعلام المصري أحيانًا لا يستطيع التفرقة بين الحكومة القطرية والشعب نفسه، مما يغضب البعض هناك، مشيرة إلى أن جميع تلك الأمور في النهاية لم تؤثر علي الشعوب؛ إلا خلال مناقشات قد تحتد وسرعان ما تعود لصوابها.

وتعتقد السيدة هدى أن قطع العلاقات بين قطر والسعودية سيكون له الأثر الأكبر في التأثير على المقيمين بقطر، حيث أن الأسواق هناك تعتمد بشكل أساسي على المنتجات السعودية، ويُفضلها الشعب القطري، وبالتالي فحركة البيع والشراء وتوافر السلع سوف يؤثر على المشهد.

وأعلنت أربع دول خليجية هي السعودية والبحرين والإمارات واليمن بالإضافة إلى مصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب “تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب”، بحسب بيانات رسمية، يوم الإثنين الماضي، فيما تبعتهم دول أخرى بقرارات مماثلة.

وأوقفت الدول التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر، الرحلات الجوية منها وإليها. وأغلقت السعودية كذلك حدودها البرية مع قطر، والتي تعتبر بمثابة خط إمداد حيوي.

ويأتي قرار قطع العلاقات مع قطر بعد أسبوعين من اندلاع أزمة خليجية بين قطر من جانب والسعودية والإمارات من جانب آخر، بعد اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، في 24 مايو الماضي، ونشر تصريحات منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اعتبرتها وسائل إعلام دول خليجية “مناهضة لسياساتها”، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران.

وفي أعقاب الاختراق، انطلقت حملة انتقادات غير مسبوقة من وسائل إعلام سعودية وإماراتية ومصرية ضد قطر.

 

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى