أخبار العالم

“قنديل”:هناك إعلاميون يتقمصون دور نشطاء سياسيين وانفعالاتهم مبالغ فيها

حمدى قنديل

أكد الإعلامى الكبير حمدى قنديل أن توترات الساحة السياسية تسير فى طريق ممتلئ بالأمل والتفاؤل، خاصة بعد أن تم إلقاء القبض على كبار رجال الجماعة الإخوانية التى صُدم الجميع فيها بدءا من أدائها السياسى، إضافة إلى ترويعهم للآمنين، وقتلهم للمواطنين بعد أن رفض الشعب استمرارهم فى حكم البلاد لفشلهم الذريع فى إدارتها.

وقال قنديل فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» إن الأفعال الوحشية التى اتبعتها جماعة الإخوان المسلمين خلال الأيام الماضية لم يسبق لها مثيل على مدار التاريخ السياسى للبلاد، مشددا على ضرورة إقصاء جميع الأحزاب ذات الخلفية الدينية، عن الساحة السياسية.

وحمّل الإعلامى الكبير مسؤولية شهداء رفح وسيناء بأكملها سواء من جنود الأمن المركزى الذين استشهدوا مؤخراً أو غيرهم من المدنيين هناك والذين يموتون هناك بشكل مستمر لمحمد البلتاجى، خاصة بعد أن خرج وهدد القوات المسلحة على الملأ بمثل هذه العمليات الإرهابية، مشيرا إلى أن الجماعة كتبت نهايتها الأبدية بأعمال العنف والتحريض على القتل، التى اتبعتها خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن الشعب المصرى بطبيعته مسالم ويكره كل من يسعى لإراقة الدماء.

وفيما يتعلق برأيه فى تناول الإعلام الخاص للأزمات خلال الفترة الماضية، قال قنديل، الإعلام تناول أحداث الشهور الماضية بشكل ضعيف للغاية، واصفا إياه بالأداء الرخو، حيث جاء غير مواكب لخطورة الحدث، مشيرا إلى أن هناك العديد من الإعلاميين قاموا بدور النشطاء السياسيين وظلوا يصرخون فى وجه المشاهد دون فائدة، حيث علق قائلا: ليس من المعقول حينما أشاهد برنامجا أجد نفسى أمام خطبة سياسية من مقدم البرنامج، وصوت مرتفع لا أفهم منه شيئا، موضحا أن المشاهد يحتاج إلى أن يتفهم بموضوعية القضية التى يطرحها البرنامج فضلا على إعطاء تفسير واضح له، وأن المشاهد إذا استطاع أن يتحمل برنامجا على هذا الوضع فلن يستطيع مشاهدة الآخر، حيث يريد أن تصل له المعلومة التى لا يعرفها من خلال شاشة التليفزيون، ولا يريدها أن تصل له بالصراخ.

وأكد الإعلامى القدير أن المغالاة و«السخونة الزائدة» فى تناول الحدث دائما ما تأتى بنتيجة عكسية، وينجذب لها المشاهد بعض الشىء ثم ينصرف عنها تماما، مضيفا أنه فى نفس الوقت ليس مع الإعلام البارد الذى يتناول القضايا العميقة بسطحية شديدة ودون إدراك لخطورتها، ولكن لابد أن يكون هناك انفعال من الإعلامى، ولكن بضوابط إعلامية مهنية تتناسب مع ما يقدمه.

ويرى قنديل أن الإعلام الحكومى «ماسبيرو» قدم خلال العام الماضى ما يستطيع عمله فى ظل تواجد وزير إخوانى أتى للمبنى ومعه أجندة خاصة أراد من خلالها أن يخفض الأصوات المعارضة، ويبعدها عن المبنى، مطالبا بضرورة تحويل وزارة الإعلام إلى مجلس وطنى حتى لا يكون تحت إدارة الحكومة، ويخشى العاملون بماسبيرو من تقديم النقد لها، مشيرا إلى أن جميع وزراء إعلام مصر منذ ثورة يناير وحتى الآن، جاءوا بشكل ليس فيه نوع من الكفاءة، ولكن من أجل وجود نوع من التوافق الفكرى مع من اختاروهم، موضحا أن أداء وزراء الإعلام السابقون جميعهم بما فيهم الوزير الإخوانى صلاح عبدالمقصود لم يتناسب مع خطورة المهمة الإعلامية التى كُلفوا بها. وأعرب قنديل عن أمله فى أن يتم إلغاء الوزارة فى القريب العاجل، وإن كان يلتمس العذر للوزيرة درية شرف الدين، التى انشغلت عن مهمتها الرئيسية وهى إلغاء الوزارة وتحويلها إلى مجلس إعلام وطنى، بسبب حساسيات الموقف الحالى. وأبدى الإعلامى القدير تعجبه واستياءه الشديد من استمرار بث قناتى «الجزيرة» و«الجزيرة مباشر» مصر، متسائلا لماذا لا تقوم الجهات المعنية بإغلاقها، فهذه القنوات ليست مؤسسات إعلامية على الإطلاق، وإنما جهات تخريبية تحريضية على المصريين، من أجل مصالح خاصة لأمريكا وقطر على حساب مصر.

وأضاف الإعلامى الكبير أنه يعتزم العودة قريبا إلى الشاشة الإعلامية، حيث يتواجد لديه أكثر من عرض، ولكنه لم يحسم الموقف بشكل نهائى حتى الآن، معربا عن أمنياته فى العودة لشاشة التليفزيون المصرى، الذى قدم معه العديد من برامجه الناجحة والتى حققت صدى كبيرا وملموسا مع فئات متشعبة من الشعب المصرى مثل برنامجه «قلم رصاص»، لافتا إلى أنه أبلغ وزيرة الإعلام درية شرف الدين عن رغبته فى العودة لشاشة ماسبيرو دون مقابل، ولكنه لم يأخذ الرد النهائى حتى الآن، سواء بالموافقة أو بالرفض.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى