أخبار العالم

كاتب بريطاني يوضح كيف جرى احتجاز الحريري في السعودية؟

%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A

قال الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، إن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لم يتوقع ما حدث له، أو أن يستقيل بهذا الشكل، لاسيما أنه حدد موعدًا لمقابلات مع مسؤولين من البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ورتّب لإجراء مجموعة من المناقشات حول تحسين مياه الشرب، مشيرًا إلى أن هذه ليست خطط رجل يسعى للاستقالة من منصبه.

وأشار فيسك، في مقال بصحيفة الإندبندنت البريطانية، إلى أن رجال الأمن السعوديين حاصروا طائرة الحريري قبل نزوله منها في المطار بالرياض، موضحًا أنهم صادروا هاتفه الجوال، وأبعدوا عنه حراسه الشخصيين.

ويرى الكاتب البريطاني أن تلك اللحظات المثيرة تتناسب مع الأوضاع الدرامية التي وقعت في المنطقة الأسبوع الماضي، بعد احتجاز 11 أميرًا، من بينهم الوليد بن طلال، أحد أغنى الرجال في العالم، وأربعة وزراء، والعشرات من المسؤولين الحاليين والسابقين، وتجميد ما يصل إلى 1700 حساب مصرفي.

وبحسب فيسك، فإن “ليلة حسم” ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، 32 عامًا، بدأت بعد ساعات من وصول الحريري إلى الرياض.

تساؤل عما يريده الأمير الشاب

وقال: “أراد بن سلمان من خلال قضية الحريري، تقويض الحكومة اللبنانية في بيروت، والإطاحة بحزب الله، ثم بدء حرب أهلية في لبنان”، مستطردًا أن خطة الأمير السعودي لن تنجح، إذ إن اللبنانيين، رغم أنهم أقل ثراءً من السعوديين، ولكنهم أكثر ذكاءً، وتريد كافة الأطياف السياسية في البلاد، ومن بينها حزب الله، عودة الحريري إلى بيروت.

أما بالنسبة للسعودية، فإن الذين توقعوا أن تصل ثورات الربيع العربي إلى الرياض يومًا ما، ليس عن طريق الشيعة، ولكن بوقوع صراع داخل العائلة المالكة، فكانوا يراقبون أحداث الأسبوع الماضي في صدمة ورعب.

وبالعودة إلى الحريري، يقول فيسك إنه كان في اجتماع بمجلس الوزراء في بيروت يوم الجمعة، 3 نوفمبر، وتلقى مكالمة هاتفية من السعودية، تدعوه للذهاب إلى الرياض للقاء مع الملك سلمان بشكل عاجل. انطلق رئيس الحكومة اللبنانية، الذي يحمل الجنسية السعودية مثل والده، إلى المملكة، بالرغم من أنه اجتمع به قبل فترة قصيرة.

وقال إن اللبنانيين فوجئوا باستقالة الحريري، وبإشارته إلى إمكانية اغتياله، وذلك في خطاب مُتلفز عُرض على قناة العربية التي تملكها السعودية.

وأضاف فيسك أن الكلمات التي استخدمها الحريري في خطابه “غريبة عليه، ولم يستخدمها من قبل، ما يُرجح أنها كُتبت له”.

ولفت إلى أن عائلة سعد الحريري في الرياض حاليًا، فإذا عاد إلى بيروت فسيكون قد ترك زوجته وأبناءه رهائن في الرياض.

وأشار فيسك إلى أن القيادة السعودية سمحت للحريري بلقاء مع الملك سلمان، وقد كان هذا السبب الرئيسي في زيارته الرياض بالمقام الأول، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل سافر إلى الإمارات، والتي منعته من العودة إلى بيروت، البلد الذي من المفترض أنه يحميها.

يقول فيسك إن لبنان دائمًا ما تمر بأزمات كبرى، إلا أن هذه المرة الأزمة كبيرة وحقيقية.

المصدر

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى