منوعات

كيف سرقت الدراما الكورية عقول الفتيات؟

%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%b3%d8%b1%d9%82%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%82%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d8%aa
زاحمت الدراما الكورية في العقد الأخير نظيرتها التركية في اقتطاع ساعات البث على الشاشات العربية، واستطاعت تسويق نفسها في المنطقة بامتياز، وفي فترة وجيزة صار لها جمهورها المهووس بأصحاب العيون الضيقة، ومع هذا الهوس زادت وتيرة الإنتاج والضخ الدرامي المؤثر الذي يقدم نفسه في قالب رومانسي جديد لم نعهده، مغلفا بنوع من التهذيب والتضحية، ولم تحل اللغة دون توغل الكوريين الثقافي بصمت داخل المجتمعات العربية، والتأثير في شريحة واسعة من المتابعين الذين أتقنوا لاحقاً بعض المفردات الكورية، وعرفوا على سبيل المثال أن الكيمتشي من أشهر الأطباق على سفرة الكوريين، وأن الهانبوك هو زي المناسبات التراثية، وتعلقوا بالتفاصيل الصغيرة لدرجة أن هناك من يعرف حتى مواسم أزهار الكرز البيضاء التي تكتسي بها بلاد الشمشون.

موجة (الهاليو) تستهدف العالم

كوريا ليست سامسونغ أو إل جي فحسب، من هنا أتت روح الموجة الثقافية الكورية المشهورة بالهاليو التي أطلقتها الدولة عام 1990، وتولت مراقبة أداء هذه الموجة وكالة المحتوى الإبداعي التي تملك مكاتب خارج كوريا، وتتعامل مع الترفيه على أنه صناعة ولغة أرقام وعوائد، ومن مهام هذه الوكالة بناء شبكة أعمال مع عدد من الدول، والهدف الواضح والبسيط لهذه الثورة الفنية إن جاز لنا التعبير يتمثل في إيصال الثقافة الكورية إلى العالم.

وترتكز خطة العمل على 3 محاور: موسيقى الـكي بوب ثم المسلسلات والأفلام، وكانت أغنية غانغام ستايل التي حصدت أرقام انتشار غير مسبوقة، وتجاوز متابعوها على يوتيوب ملياري ونصف متابع ثلث سكان الأرض نتاج هذه الثورة، كما استطاعت تقديم دراما آسرة لمتابعيها، تطرق أفكاراً غير متداولة ومألوفة في الدراما، ويغلب عليها الطابع المحافظ، ومن أشهر المسلسلات الكورية Boys over flower الذي تمت ترجمته عربياً إلى أيام الزهور وتخصص المسلسل في إلقاء الضوء على الحياة في المدارس، وكذلك مسلسل Doctor strange” وهو مسلسل ذو تصنيف طبي رومانسي وهو من بطولة Lee Jong Suk و Kang Sora، وأيضاً لا ننسى مسلسل Healer من بطولة Ji-Chang-Wook و Yoo-Ji-Tae، إضافة إلى الترويج الثقافي عبر الفرق الموسيقية ومن أشهرها فرقة TvXQ وتأسست عام 2003، وهناك شركات متخصصة في استقطاب الممثلين لأداء الأدوار المرسومة بعناية.

دراما بلا ابتذال ولا تمطيط

عبدالله بن يحيى شاب جامعي في العشرينات من عمره يتابع بشغف الدراما الكورية وله مجموعة يهتم بأحداثها، وجهنا إليه سؤالاً عن أبرز الفروقات من وجهة نظره بينها وبين الدراما العربية، فقال: لديهم أفكار جديدة، وأداء بعيد عن التكلف، وتشعر بأن الحبكة الدرامية كتبت بأسلوب احترافي، وتابع: العنف لديهم طارئ على العمل، أما في الدراما العربية فالعنف حاضر في كل الأعمال، والتمطيط في الأحداث لا يخلو منه مسلسل، على عكس الكوريين قد ينتهي عملهم بعد 15 حلقة فقط.

وعن وجه الاختلاف بينها وبين الدراما التركية قال: الأتراك أبهرونا بطبيعتهم في البداية، ومن ثم اكتشفنا لاحقاً أن أداءهم مبتذل على عكس الكوريين تماماً، إضافة إلى أن طابعهم محافظ، ولديهم قيم إنسانية جميلة، ومعالجة درامية مشوقة لا تخلو من الرومانسية البريئة.

عسيري: الفن قوة ناعمة تصنع التأثير

من جهته، كشف الممثل والمنتج السعودي حسن عسيري الذي اقتحم السوق التركية عبر مسلسل البيت الكبير، أن على طاولته أيضاً دراسة لاقتحام السوق الكورية، إلا أنه رفض الإفصاح عن تفاصيلها، معتبراً في الوقت نفسه أن الدراما سلاح مهم، وقوة ناعمة يجب عدم الاستهانة بقدرتها على التأثير السياسي والاجتماعي للشعوب.

وقال: تأثير الدراما قد يتفوق على المراكز الثقافية والمعارض التي تقيمها الدول في الخارج للتعريف بنفسها، وهذا واقع وحقيقة يجب أن نؤمن بها. وتساءل عسيري: كنت أفكر لماذا يبيع الأتراك أعمالهم بينما نحن لا نفعل الشيء نفسه؟ وهذا الأمر دفعني للمبادرة التي وفقت فيها بحمد الله، مشدداً على المنتجين السعوديين بالحضور في مهرجانات الدراما الدولية، وصناعة تكتلات فنية قوية أسوة بالدول المتقدمة، على حد وصفه.

واستطرد: لاحظت في الكوريين أن لديهم توجها وصناعة واضحة هدفها تصدير ثقافتهم للخارج، عبر الدراما والموسيقى، والأمر ليس وليد اللحظة، بل الجميع شاهد ما فعلته قبل فترة ليست بعيدة أغنية غانغام ستايل، وكيف قلبت الموازين في الغرب.

وواصل عسيري: نريد أن نأخذ الجيد في هذه الصناعة ونحاكيه أو نتفوق عليه، فنحن بلد لديها إمكانيات تضاهي أكبر بلدان العالم.

وفي هذا السياق، استشهد بتجربة طاش ماطاش في وقت ماضٍ للنجمين عبدالله السدحان وناصر القصبي، مشيراً إلى أن السعودي أصبح عندما يسافر إلى دولة عربية يجد من يتحدث معه حول دراما بلده، ويحاول أن يحاكي أو يقلد لهجته أو بعض “الكركترات” التي كان يقدمها نجوم العمل، وهذا هو النجاح، والهدف الحقيقي هو صناعة التأثير، على حد وصفه.

 

المصدر   

زر الذهاب إلى الأعلى