مقالات القراء

لمياء خالد | تكتب : أمي.. مدينةٌ لكي بالفضل

أمي.. مدينةٌ لكي بالفضل
لمياء خالد

هناك مقولة شهيرة للشاعر حافظ إبراهيم دائماً ما نرددها على ألسنتنا وهي «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق»، فإذا نظرنا لها فسنجد أن الأم هي أساس بناء الحضارات من جيل ينمو ويترعرع من تحت يداها، فبالتربية السليمة ينتج جيل يرفع من شأن بلاده ويرتقي بكل ما حوله.

الأم هي الحنان والعطاء، والتي تتحمل المسؤولية وقسوة الحياه لإجل أن تصبح أفضل شخص في العالم حتى في نرها، وذلك بدعمها لك في كل مراحل حياتك، فهي إذا وقف أمامك العالم بأسره على خطأ ارتكبته، لن تجد من يسندك لتقوم مرة أخرى غيرها، ومن أمثلة أهمية حنان ودعم الأم لإظهار روح الإصرار والإبداع بداخلك، هي أم العالم الكبير «أديسون».

كان توماس كثير الأسئلة في غير مناهج الدراسة، فقد كان يسأل عن ما حوله من أمور الطبيعة،  وكان مُدرسوه يعتقدون أنه قاصر على الفهم، وقد حكمت طرق التفكير و طريقة التعليم آنذاك عليه بالبلادة والتخلف، حيث كان ينظر لتفكيره ونشاطه العقلي على أن اضطراب وجنون لأن تصرفاته كانت غريبة، لكنها بالنسبة له كانت مغامرات جريئة وحماسيه، ومن ثم تم طرده من المدرسة، باعتباره بليد ومتخلف عقلياً.

ومن هنا جاء دور الأم الحقيقي تجاه أطفالها، حيث لم تقم والدة أديسون بالصراخ به والتقليل من شأنه، بل باتت بجانبه ليل نهار تشجعه على ما يقوم به، علمته بالمنزل، وأظهر حباً شديدا بالمعرفة، وأبدى نضجًا مبكرًا وتقدماً عقلياً يفوق عمره، وقد ساعدته أمه على قراءة تاريخ اليونان والرومان، وقاموس بورتون للعلوم، وقصة حياة جاليليو، عندما بلغ سن 11 سنة درس تاريخ العالم الإنجليزي نيوتن، والتاريخ الأمريكي، وقرأ روايات شكسبير، أدركت ماري أديسون بذكاء أن أبنها لن تفيد معه طريقة التعليم التقليدية ، وأن ذهنه المتقد وعقله المتفتح ينبغي له أن يكون حراً في طريقة تعليمه على طريقته الخاصة وكما يحب.

قدم أديسون في نفس العام أولى براءات اختراعاته، وكانت عبارة عن مسجلة أصوات كهربائية لأصوات الناخبين، وقرر في عام  1896 الرحيل إلى مدينة نيويورك، و تعين مشرفا في أحد، توالت اختراعات توماس أديسون حتى بلغت حوالي 1093 اختراع ومنها آلة عرض الصور و المصباح المتوهج الكهربائي الذي توصل إليه بعد أن خاض 99 تجربة فاشلة حتى نجح في المرة المائة، ولقد كان الدافع القوي وراء هذا العبقري العظيم  تلك الأم ماري أديسون التي ندين لها ولابنها بضوء المصابيح التي تنير عتمة ليالينا.

فتلك القصة تلخص تماماً أهمية وجود الأم ودورها تجاه أبنائها، فكلمة تشجيع واحدة تستطيع أن ترفع من شأن طفلك إلى عنان السماء، وكلمة نقد أخرى تستطيع أن تسقطه أرضاً، فدور الأم كبير وعظيم جداً، فكل عام وأنتي قدوة وصديقة وحنونة يا أمي، فكوني مصدر دعم وتشجيع لأولادك حتى تفتخري بهم أمام العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى