أخبار العالم

ما هو مرض«إميلويدوزيس» الذي مات بسببه عمر سليمان؟

 %D9%85%D8%A7 %D9%87%D9%88 %D9%85%D8%B1%D8%B6 %D9%85%D9%8A%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%AF%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B3 %D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A %D9%85%D8%A7%D8%AA %D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8%D9%87 %D8%B9%D9%85%D8%B1 %D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%9F

ظلت وفاة اللواء «عمر سليمان» رئيس المخابرات المصرية الراحل لغزاً محيراً لدى الكثير من المحللين والكتاب، وهو ما دفع البعض إلى ترديد شائعات عديدة وكاذبة حول مكان وطريقة وفاته، حتى وصلت هذه الشائعات إلى القول إن الرجل لا يزال حياً، وأنه سيظهر في اللحظة المناسبة. وأعلن في مصر أن اللواء «عمر سليمان» توفي في الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر ناهز 76 عامًا، بعد مروره بأزمة صحية مفاجئة، جراء أزمة قلبية أثناء إجراء فحوصات طبية.

كان سليمان يعاني منذ أشهر من مرض في الرئة، كما حدثت له مشكلات في القلب، بالإضافة إلى أن صحته تدهورت فجأة قبل ثلاثة أسابيع من وفاته مما استدعى نقله إلى مستشفى في كليفلاند بولاية أوهايو حيث توفي هناك.

ووسط شكوك وتضارب في المعلومات عن سر وفاة رجل المخابرات المصري، وفي ظل رفض أسرة اللواء عمر سليمان أنباء تشير إلي وجود شبهات ودلائل تؤكد مقتل سليمان، صدر تقرير طبى مختصرا ومكثفا للغاية لمستشفى كليفيلاند الجامعى بولاية أوهاويو الأمريكية عن وفاة عمر سليمان. وقالت المستشفى إن سليمان الذي توفى عن عمر يناهز ٧٦ عاما وصل المستشفى يوم الاثنين.

حيث تم اكتشاف إصابته بمرض «أميلودوسيس»، هذا المرض معروف في الأوساط الطبية العربية بداء النشوانى، بعد خضوعه لفحوص طبية متعددة في المستشفى، وتوفي اللواء «عمر سليمان» متأثرا بمضاعفات المرض النادر الذي يصيب أجهزة متعددة بما فيها القلب والكلى. وصمت مستشفى كليفيلاند الأمريكية التي توفي بها سليمان بعد ذلك، لم تضيف كثيرا ولا قليلا بشأن وفاة رجل المخابرات المصري، ولكن تحملت المستشفى الأمريكي مسؤولية أن عمر سليمان أصيب بمرض نادر ضرب جهازه المناعى، فانهار القلب وانهارت الكلى، لتنزل كلمة النهاية على مشوار حياته. وقالت« رانيا» أبنة اللواء «عمر سليمان »التي رافقته خلال رحلة علاجه من أبوظبى إلى ألمانيا إلى لندن وأخيراً فى مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة أن الأسرة لم تكن تدرك خطورة المرض قبل 2012 لأن الوالد كان يمارس الرياضة بين الحين والآخر ويتردد على مستشفى وادى النيل للفحوصات وتلقى العلاج الطبيعى، وسافر إلى ألمانيا للعلاج بعد إبعاده عن الترشح للرئاسة.

و تزايدت حدة المرض لديه، كان لديه قلق شديد على مصر بعد أن لاحت في الأفق إمكانية سيطرة الإخوان على شئون البلاد، وترشحهم لانتخابات رئاسة الجمهورية.

وحقيقة مرض إميلويدوزيس النادر الذي أعلن عنه المستشفى الأمريكى عن وفاة اللواء عمر سليمان بهذا المرض. طبقا لتوصيف طبى أن إميلويدوزيس أو ما يعرف عربيا باسم النشوانى هو مرض يعطل أجهزة الجسم، حيث يعمل الجهاز المناعى ضد نفسه نتيجة بعض الالتهابات المزمنة التي أصيب الجسم بها عبر سنواته المختلفة، مما يثير الجهاز المناعى، فيعتبر أن أجهزة الجسم الحيوية أعداء له، ويبدأ في مهاجمتها من خلال ترسيب البروتينات في تلك الأعضاء، ما يؤدى إلى تلفها وتدميرها تماما باعتبارها أجساما غريبة على الجسد والإصابة بالنشوانى تقلص كذلك من قدرة الأنسجة الأخرى مثل الكلى على القيام بوظيفتها.

وهناك رؤية طبية لهذا المرض الذي قال المستشفى الأمريكى أن سليمان مات به، فهو أحد الأمراض المناعية النادرة التي يحدث فيها اختلال بدورة تمثيل البروتينات في الخلايا ما يؤدى إلى إنتاج نوعيات من البروتين يصعب على الجسم إذابتها عن طريق ما يمتلكه من إنزيمات، وهو ما ينتج عنه ترسب هذه البروتينات بداخل الأنسجة المختلفة والتأثير سلبا على وظائفها.

وعندما تترسب تلك البروتينات في النسيج العضلي لأحد الأعضاء مثل القلب على سبيل المثال، فإنها تسلب هذا النسيج قدرته العضلية المرنة وتحوله إلى ما يشبه المواد اللدنة أو البلاستيكية أو كأنه تم وضعه في النشا ومن هنا جاء الاسم العربي له النشوانى.

الإصابة بالنشوانى تقلص كذلك من قدرة الأنسجة الأخرى مثل الكلى على القيام بوظيفتها في ترشيح الدم من المواد التي يريد الجسم التخلص منها، أو تقلل من قدرة الرئة على تبادل الغازات بشكل سليم، وقدرة الأمعاء على امتصاص الأكل المهضوم، إضافة إلى أنها تعوق النسيج نفسه من التغذية بشكل صحيح وتؤدى إلى خلل وقصور حاد بوظائفه.

ولمرض النشوانى نوعان الأول هو النوع المنتشر بالجسم والآخر هو النوع المحدود، ورغم أن الأول قد يبدو أكثر خطورة، إلا أن الثاني يبقى أكثر شراسة وخاصة في حالة الإصابة به في إحدى الغدد الصماء.

من أشهر أعراض النشوانى تأثيراته المختلفة على القلب، مثل الأزمات القلبية الحادة أو ضربات القلب غير المنتظمة الارتجاف، كما أنه قد يتسبب في الفشل الكلوى أو الفشل الرئوى، وكذلك له تأثيراته على الجهاز الهضمى التي تصل إلى النزيف المعوى، إلى جانب تأثيراته على الجهاز العضلى العصبى والتي قد تشمل التأثير على الحركة أو آلاما عصبية حادة إلى جانب أنه قد يظهر في صورة بقع لامعة على جلد المريض شبيهة بالشمع. ويتم تشخيص هذا المرض عبر عدة طرق معقدة منها أخذ عينة صغيرة من عضلات جدار البطن وتحليلها نسيجيا لاكتشاف وجود ترسبات من تلك البروتينات غير المذابة داخل الأنسجة.

ومن بين ما تتعارف عليه الأوساط الطبية العالمية أن النشوانى وكغالبية الأمراض المناعية لم يتم التوصل إلى علاج شاف له، وكل ما يحاوله الأطباء فقط هو إيقاف تقدم المرض ووقف تأثيراته على مختلف الأنسجة بقدر المستطاع.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى