ثقافة و فنسلايد

مثقفون وفنانون يدينون الاعتداء على تماثيل طه حسين وأم كلثوم ويطالبون بإجراءات قانونية عاجلة

1

أثار الاعتداء علي تمثالي، أم كلثوم بالمنصورة، وطه حسين بالمنيا، ردود فعل غاضبة من قبل المثقفين والفنانين التشكيليين، الذين استهجنوا الهجوم علي تلك التماثيل التي تمثل رموزاً وطنية، معتبرين ما حدث اعتداء سافراً يمس بالثقافة المصرية وهويتها.

إلا أنهم رأوا أن الاستنكار هو مجرد فعل ناقص يستوجب إكماله بموقف جدي ليس من قبل المثقفين فحسب، ولكن من قبل المجتمع كله، معتبرين أن القضية قضية رأي عام وليست قضية خاصة بالمثقفين أو الفنانين التشكيليين.

واعتبر الفنان التشكيلي عادل السيوي، أن الاعتداء علي التماثيل له دلالة واضحة وهو أن الجزء المتخلف بمصر يحاول أن يسيطر علي الجزء المستنير في المجتمع وابتزازه، وأن هذا هو أحد أشكال الخصومة.

وقال السيوي إن القضية لا تتعلق فقط بالفنانين التشكيليين ولكن بالمجتمع ككل، وقال: المجتمع يجب أن يقف ويتصدي لهذه العقليات اليمينة القديمة التي تحاول السيطرة علي البلد.

وأضاف أنها مفارقة أن يتولي زمام البلاد بعد ثورة أرادت التحرك بها للأمام قوي رجعية من الماضي، تريد فرض إرادتها عليه، ورأي أن الحل هو يكمن في مواجهة تلك الإرادات ولكن ليس بالحوار معها، لن التخلف الذي تنادي به لا منطق له، ولا يمكن أن نناقشه أو نبرر له أي شيء.

من جانيه قال الناقد شعبان يوسف إن ما حدث هو اعتداء سافر يدل علي أن الدولة غير قادرة علي حماية ممتلكاتها وموروثاتها الفكرية، واعتبر أن الإطاحة برأس تمثال طه حسين أو تحطيمه هو بمثابة مصادرة كتاب أو فض مؤتمر أو منع فيلم، ويدق ناقوس الخطر حيث إن هذا يأتي في ظل صعود تيارات متطرفة إلي الحكم.

وقال إن هذا اعتداء علي الحريات العامة والحريات الثقافية يجب أن يجابه، ليس فقط بالاستنكار الذي هو عمل ناقص ولكن بوقفة جدية من قبل المثقفين، وأن تؤخذ إجراءات قانونية ضد من قام بالإعتداء علي التماثيلأ، ومحاكمته ومعاقبته، كما يجب اتخاذ إجراءات لحماية كافة التمثايل وتغليظ العقوبة علي مرتكبيها.

وأضاف شعبان: لولا طه حسين الذي نادي بمجانية التعليم لما تعلم هؤلاء الذين اعتدوا علي التمثال واغتالوا رأسه.

لكن الكاتب سعد هجرس يري أنه يجب التفرقة بين الحادثتين، قائلاً إن من قاموا بتنقيب تمثل أم كلثوم، لم يريدوا، بذلك تنقيبه ولكن السخرية من التيارات الدينية المتزمتة التي تريد أن تمنع الفن وتحرمه.

بينما ما حدث مع تمثال طه حسين عميد الأدب العربي طه حسين هو فعل متخلف ومعاد للاستنارة والعقلانية والفن وهو موقف ينبغي التصدي له وتقديم من ارتكبوه للعدالة، وأكد هجرس علي ضرورة أن يتم ملاحقة مرتكبي الحادث قانونياً ومعاقبتهم، كخطوة أولي في طريق الحفاظ علي تلك التماثيل.

ومن جانبه أكد صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية إدانته الكاملة للإعتداء علي التماثيل مستنكراً حدوث ذلك تحت بصر الشرطة مطالباً المحافظين بحماية التماثيل وحراستها لأنه فضلاً عن أنها قيمة فنية فهي تمثل رموزاً وطنية وثقافية.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى