رأيمقالات

محمد حرب | يكتب : هذه هي مصر

1457633_757588754256837_1213446734_n

سأعطيك صورة عليك أن تتخيلها كماشئت إذا أردت أن تعرف مصر حق المعرفة.

دهشة هي او ربما صدمة تكون عندما اتمعن النظر مرارا وتكراراً في حال المصريين فيتوقف بي الحال إلى أن أضع نصب عيني حقا أنه لا مفر حتما من عبارة ” كما تدين تدان ” ربما لا يلقى الكثير لها بالاً وعندما أقرأ الآية الكريمة التي تقول ” وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون ” تذيدني دهشة في أن من كان يردد القرآن دوما على مسامعنا لم يلقى لها بالاً.

ما أسرع الأيام ! عندما تتذكر ايام كتابة دستور عام 2012 الذي كتبته جماعة الإخوان المسلمين وحدهم ومن أجل أحلامهم فقط _على حد وصف معارضيهم_ آن ذاك ، نعم للدستور او ” نعم للدستور .. العجلة تدور ” وكأنها القشة التي قصمت ظهر البعير عندما أصر الإخوان على دستور جعل الشارع شقين حوله ، فالسلطة ومن حولها تقول نعم وبقوة وأيما كانت القوة على حد قولهم.

فالاستفتاء قادم والتصويت عليه بنعم لا بديل عنه ايا كانت الوسائل والعواقب هكذا قال الاخوان وأكثر من ذلك عندما قال مرشدهم الدكتور محمد بديع ” أننا سندافع عن الدستور مهما كلفنا من تضحيات ” فكانت إشارة واضحة إلى أن الدستور سيقر ولو على رقابنا. شارك من شارك وقاطع من قاطع لكنه نهايةً أصبح دستور للبلاد مهما قال عنه المعارضون والمشككون بأنه أسوأ دساتير العالم بينما كان الرد بأنه أفضل دستور عرفته البشرية.

وُصف بأنه الأسوأ ، ” مش مهم ” الكثير يعترض ” مش مهم ” الكثير سيقاطع ” مش مهم ” الكثير انسحب من لجنة صياغته ” مش مهم ” !!!!!!! إذا ما المهم والأهم .. المهم والأهم أن يكتب الدستور ويتم التصويت عليه بنعم. هكذا كنا في سنة سيعجز التاريخ عن وصفها أو الكتابة عنها.

يمر الوقت وتنقلب الأمور رأسا على عقب فلم يعد هناك دستور حارب عليه الكثير ولم يعد هناك سلطة إخوانية من الأساس, عٌزل الرئيس ، عُطل الدستور …. سُجن كاتبوة إلا قليلا منهم ، وتشكل لجنة الخمسين لنعديل الدستور المعطل ويحدث ما حدث من قبل تماما ، فقيل ما قيل عنها من قِبل من كان مكانهم يوماً ما وكأن الفيلم تبدلت شخصياته بنفس الدوار والأحداث .

لجنة غير منتخبة ، تضم أشخاص لا علاقة لهم بكتابة دستور تحوي من الفسدة ما تحوي  مواد مصطنعة تؤثر سلبا على مصر مستقبلا ، فكل هذا ” مش مهم” فالأهم إذا أن يكتب الدستور ويتم التصويت بنعم ، لكنه هذه المرة في حماية من يدير الدفة بِرٌمتها والذي يشكل الأمور كيفما شاء ، فعن المجلس العسكري وقائده أتكلم.

لا أدري أَ إلى هذا الحد تتقلب الأمور أم هى مسرحية يحرك دٌماهَا محرك الدمي الذي يصنع ما يصتع فيها من أعلى مكان في المسرح الى أن تنتهي المسرحية.

أنهي من حيث بدأت فبمزيد من الدهشة والحيرة أمر عندما أجلس مع نفسي مسترجعا شريط أحداث ما قبل الثامن من فبراير 2011 فمجلس عسكري يدير فترة ليسلم إدارة البلاد إلى من انتزعها منهم في أقل من عام ثم نمر بها في الأيام الماضية ليدير المجلس العسكري البلاد ليسلمها الا ما لا نعلمه نحن إلى الآن.

هي ألغاز ربما وَجب علينا الإنصات إليها ومراقبتها عن بٌعد, ولن نقول إلا اللهم اجعل مصر بلداَ آمنا وسلم أمرها ووحد صفها وعليك بمن اردا سوءا بها.

المصدر | الشرقية توداي 

زر الذهاب إلى الأعلى