أعمدة

محمد عبد الرحمن | يكتب اختراق راديو مصر

محمد عبد الرحمن

لم تكن إدارتا «ردايو مصر» وإذاعة «9090» بحاجة إلى نفى شائعة اختراق البث التى انطلقت مساء الخميس الماضى، أقول هذا رغم أننى مع قيام أى مصدر مسؤول بنفى سريع لأى خبر غير صحيح ينطلق حول الجهة التى يديرها ولا يترك الناس الذين باتوا يصدقون كل شىء وأى شىء يتداولون الكذب لفترة طويلة دون تدخل.

لكن بالنظر إلى هذا الخبر تحديدًا، يمكن قياس حجم بحيرة البؤس التى يسبح فيها الواهمون بعودة المعزول محمد مرسى، يعيشون بحق فى عالم موازٍ منذ ثورة 25 يناير الذين ساعدوا نظام مبارك عمدا أو طمعا فى الالتفاف عليها، مجموعة منهم ربما يكونون الأوفر حظا فى ما يخص التخيل والابتكار، جلسوا سويًّا وسجلوا بيان الثورة المزعومة.

ورفعوه على الإنترنت عبر موقع «ساوند كلاود»، ثم وما أسهل ذلك فى هذه الأيام، رفعوا الرابط على مواقع التواصل الاجتماعى، واسمع يا جدع، لقد تم اختراق بث «راديو مصر» ومحطة «90 90».

طب ليه مش «نجوم إف إم»، ربما خوفا من رد فعل «تانت» دولت فتح الباب، والناس تتداول المقطع الصوتى وتصدق للوهلة الأولى، حنجرة تدعى الثورة، تلقى بيانا بروح وموسيقى الخمسينيات، بيانا انقلابيا رغم أنهم يكرهون كلمة «الانقلاب» أكثر من كلمة «الصهيونية»، ينتشر الخبر ولا يتوقف أحد للسؤال، هل من المعقول أن سكان السيارات، وما أكثرهم فى مصر، لم يستمع أى منهم للاختراق المزعوم.

لم يكتب أحدهم على حسابه الشخصى أن خطأ ما حدثَ فى جهاز الراديو القابع داخل السيارة؟ أين العاملون فى المحطتين بعد اختراقهما؟ وكيف تمت مواجهة الاختراق؟ ظنى أن البوساء المبتكرين عندما فكروا فى حيلتهم الجديدة اعتمدوا على ذلك، وهو أن تداول الشائعة يسبق بمسافات الرغبة فى التأكد منها، لكن يظل السؤال موجهًا إلى الغارقين فى بحيرة البؤس، لو فرضنا أن الناس صدقت لوهلة أن هذا حدث، لا، لا، بل صدقوا إلى الأبد أن اختراقا قد تم، ولم يصل لهم النفى، ما خطوتكم المقبلة؟

أن تنجز اختراقا عبيطا آخر يتم فيه اختراق بث محطة «الشباب والرياضة» خلال مباراة السوبر بين الأهلى والزمالك مع إخفاء صوت محمود بكر واستبدال صوت محمد مرسى به؟!

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى