أعمدة

محمد عبد الرحمن | يكتب : المعارض الشرس أحمد موسى!

محمد عبد الرحمن

أجمعت شهادات متطابقة خرجت من لقاء الرئيس الأخير مع مقدمى برامج التوك شو على أن السيسى أبدى انزعاجه من الرسائل السلبية التى يوفرها بشكل يومى بعض الإعلاميين محترفى انتهاك قواعد المهنية وتدوير ماكينة إنتاج الاتهامات بالعمالة والانتماء إلى الطابور الخامس وباقى الطوابير التى يحلمون بها فى إطار حربهم المزعومة لحماية مصر من مخاطر لا يعلمون أنهم باتوا من أكبر مصادرها.

شخصيًّا أتمنى أن تُذلل العقبات أمام المجلس الوطنى للإعلام حتى لا يضطر الرئيس بنفسه إلى الاجتماع بالإعلاميين، فهذا ليس دور الرئاسة فى كل الأحوال، بل دور المجلس الذى سيكون جهة مستقلة -حسب الدستور- مهمتها تنظيم المشهد طبقا لقواعد متفق عليها من الجميع وتسرى على الكل بلا استثناءات. حتى ذلك الحين أرى أن الرئاسة إذا أرادت بالفعل ضبط الفوضى العارمة التى اعترف بها الإعلاميون أنفسهم فعليها أن تخص أصحاب المصداقية عند الناس بالمشروعات والقوانين والأخبار الحصرية، لعل الإعلاميين المعارضين وفى مقدمتهم أحمد موسى يعرفون أن رئيس مصر سيدعم مَن يوجِّه برنامجه إلى ما فيه مصلحة مصر، وقبل أن تظن أن هناك خطأ فى العنوان والعبارة التى تصف موسى بالمعارض، أذكِّرك بأن بعض الظن هنا إثم، أحمد موسى معارض شرس لتوجهات الرئاسة الجديدة، فعندما يخرج من اجتماع كهذا ويتسلم راية نشر التسريبات الصوتية من صاحب «الصندوق الأسود» عبد الرحيم على، فكيف يمكن تفسير ذلك إلا بأنه يعمل على إفساد كل محاولات بناء حائط إعلامى جديد تتحطم على جوانبه الأسهم المعادية لمخطط عودة مصر الدولة لا مصر مبارك؟

قد لا يعرف أحمد موسى كيف استفاد الإخوان من التسريبات الأخيرة، وبعضها جعل نجل المعزول بطلا فى نظر الكثيرين، قد لا يؤمن بأن للحياة الشخصية حرمة، بالتالى ليس أمامنا أن ننتظر منه أن يُعدِّل من مواقفه، ولا يصح أيضا أن نكتفى بالدعاء بأن يقع فى «زلّة لسان» تغضب دولة شقيقة حتى يغادر الشاشة، لم يعد أمامنا سوى سؤال الرئاسة عن مبرر دعوة معارض عنيد مثله لحضور الجلسات، لم يعد أمامنا سوى أن يجيب مَن يهمه الأمر عن سؤال أحمد عز الشهير فى الإكسلانس: «البلد دى رايحة على فين؟».

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى