أعمدة

محمد عبد الرحمن | يكتب : تكريم لا قيمة له

محمد عبد الرحمنالمهرجانات نوعان، الأول له قواعد محددة أبرزها طبعًا وجود لجنة تحكيم، وبالتالى تكتسب جائزته أهمية خاصة، حتى لو تغيرت أذواق واتجاهات الحكام من عام لآخر.

النوع الثانى هو المهرجانات الاحتفالية غير المحكمة، التى يضطر القائمون عليها إلى توزيع جوائز تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، فقط من أجل جذب النجوم لقاعة حفل الختام، نحن هناك أمام إشكاليتين، الأولى أن هناك نجومًا كُثرًا يقبلون تكريمًا لا قيمة له، لأنهم اعتبروا أنفسهم كنادى الكرة، يجب أن يكون دولابه مليئًا بالبطولات أيًّا كانت قيمتها.

الإشكالية الثانية تكمن فى أن اضطرار إدارة هذا المهرجان أو ذاك إلى تكريم من وافق على الحضور من النجوم، يوقعهم فى «فخ» تسمية الجوائز والتكريمات، فيخرج كثير من الأوصاف العبثية لتلك الجوائز، عكس الجوائز الرسمية من المهرجانات المشار إليها قبل قليل، التى تنحصر فى أحسن ممثل وممثلة وفيلم ومخرج وسيناريست، وشهادات تقدير خاصة تمنح بعد تدقيق وتمحيص.

أما فى المهرجانات إياها فستجد مسميات من نوعية «جائزة خاصة عن مشوارها الفنى الحافل»، وهى جائزة يمكن أن تنطبق على عشرات الفنانين، لكن يحصل عليها من يوافق على تسلمها، وتكريم للفنانة كذا عن دورها الفاعل فى العمل المدنى، وقريبًا سيحصل فنان آخر على تكريم لدوره فى الدفاع المدنى، ومذيع يحصل على جائزة «نجم العمل المجتمعى»، ونجم كبير يكرمونه، لأنه شارك فى أوبريت كذا، ويمكن أن تجد فى الحفلة نفسها فنانة حاصلة على جائزة أفضل ممثلة، وأخرى تحصل على جائزة الأداء المتميز، فما الفرق؟ ومن المستحيل طبعًا أن توافق فنانة على جائزة أفضل ممثلة مساعدة، التى يتقاتل عليها نجوم هوليوود، لكن هنا يمكن قبول تكريم وهمى، نادرًا ما يكون مصحوبًا بإنجاز حقيقى.

لكن ما سبق كله كوم ومجاملة أعمال لم تحقق أى نجاح كوم آخر تمامًا، كما حدث فى حفل ختام مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام، عندما حصل مسلسل «المرافعة» على 3 جوائز دفعة واحدة، لكن عزاءنا الوحيد أن مصر التى فشلت فى الوصول إلى المونديال أقامته على أرضها حتى ولو فى مجال آخر.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى