أعمدةمقالات

محمد عبد الرحمن | يكتب : لماذا أنا مش مقاطع؟

10402395_10154167662370343_7051671129331031000_n

أتمنى أن يقرأ هذا المقال بعض ممن سألوني قبل شهر تقريبا عن موقفي من الانتخابات الرئاسية وقلت لهم وقتها أنني أفكر في استغلال يومي التصويت وأيام الفرز للحصول على اجازتي السنوية بعيدا عن القاهرة.

لماذا تراجعت إذا وقررت المشاركة ودعم حمدين صباحي بقوة، كما فعلت في الجولة الأولى لانتخابات 2012؟

لأنه لم يكن هناك فيس بوك قبل الثورة كما هو الآن، يشرفني الاعتراف بأنني شاركت في كل الانتخابات التي وعيت عليها، وقلت لا على تعديلات الدستور اياها، وانتخبت من هم ليسوا أعضاء حزب وطني، فشلت فقط في عدم التصويت ضد مبارك 2005 لأنهم شددوا على استخدام البطاقة الانتخابية، كنت أنتخب أصلا بدون بطاقة انتخابية، ومكان شخص يدعى “محمد عبد الرحمن ذكي” وكان الموظف بيعديها .

مين محمد عبد الرحمن ذكي دة؟

المهم، لم أعتبر أن عدم مشاركتي في التصويت لمرسي أو شفيق سلبية لأسباب يطول شرحها، لكني لم أتوقع أن اقرر عدم التصويت على دستور 2014 ، بل فكرت في عدم الذهاب لأي انتخابات مرة أخرى ولو حتى نقابة الصحفيين التي كنت أشارك في انتخاباتها حتى قبل الحصول على عضوية النقابة، كنت دائما أختار مرشحا أرتاح له وادعمه حتى لو لم يطلب مني.
أعلم أن أسباب مقاطعة الكثيرين للانتخابات المقبلة، هي نفس أسباب مقاطعة التصويت على الدستور، لكن عز علي أن أركن للسلبية وكأن ثورة لم تقم، فتراجعت قبل التصويت للدستور وذهبت وأبطلت صوتي، لم أقل نعم أو لا.

أعترف أن أسباب المقاطعة لها الكثير من الوجاهة، لكن تعالوا نتكلم انطلاقا من دروس 3 سنوات مضت .

الثورة مستمرة حتى تحقق مطالبها، هذه حتمية تاريخية، لا تسقط دماء على الأرض وتضيع هدرا، هذه قاعدة ربانية .

الانتخابات المقبلة مجرد جولة، الهدف في رأيي هو قياس حجم المعارضة الحقيقية لسياسات لا نعرفها بدقة لأنه لا يوجد برنامج للمرشح الأوفر حظا حتى الآن ، معظم أنصاره بالمناسبة يقولون أنه سيفاجئ الجميع بسياسات متوازنة، سنرى، لكن يجب أن يروا هم مبكرا أن ردة الفعل لن تكون عادية ويسهل محاصراتها، يجب أن يكون لدى حمدين صباحي أو أي زعيم معارضة القدرة على الكلام باسم المحتجين، وبعدها إذا لم يستجب النظام فالشارع موجود .

تنتظرون خروج الجموع للشوارع لتعديل المسار حتى لو تأخر المعاد، ونحن ننتظر معكم، صحيح ساعتها لن يصوروها بالطائرات كما في يونيو 2013، لكن وهل احتجنا لطائرات أصلا في يناير 2011؟

لا داع للقلق فلو انطلقت موجة ثورة جديدة لن يقال من شارك في الانتخابات لا يحق له النزول للشارع
لا أرى رابطا بين الموقفين، وإلا يجب على من سيقاطع ألا يقول رأيه أصلا فيما يجري ويسخر من كلا المرشحين، طالما مش فارقة معاك المسرحية كلها .

ترى أنها مسرحية حسنا، لكنك ستشاهدها رغما عنك، أنت داخل المسرح فعلا، وقوفك بجوار الباب خلف كل المقاعد لا يعني أنك لست مشاركا في العرض .

من جانبي أرى أنه من مميزات عدم المقاطعة وجود نقطة التقاء ثالثة مع أنصار المشير السيسي، النقطة الأولى أنه طبعا تحيا مصر، والنقطة الثانية أن اللمبة الموفرة فعلا موفرة.

مميزات عدم المقاطعة بالنسبة لك قد تكون مختلفة، ألم تشتاق مثلا لوقفة الطوابير والمزاح مع المصريين والاجابة على السؤال غير القانوني “هتنتخب مين”، عقلة السبابة وهي تنغمس في الحبر الفسفوري، الاختلاء بنفسك خلف الستار ولو لربع دقيقة، أن يحالفك الحظ وتشاهد العسكري الذي يحمل الرجل العجوز رؤي العين .

مكملين أيا كانت نتيجة الإنتخابات، المشاركة أو المقاطعة لا تصادر ماذا سيحدث في المستقبل القريب، والشرعية تأت من العدل، لا من الصناديق حتى لو امتلأت عن أخرها لصالح مرشح بعينه .

عزيزي المشارك، أشوفك عند الصندوق
عزيزي المقاطع : أشوفك في الميدان ..إذا لزم الأمر.
ويظل السؤال قائما : مين محمد عبد الرحمن ذكي دة؟

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى