رأي

محمد علاء | يكتب : نوستالجيا الحاضر

11174257_10152720274795741_939417762826674789_o

أنا فعلاً صعبان عليَّ الجيل اللي لسة في أول الطريق ده، الجيل اللي لسة يادوبك أكبر مشاكله إنه يحفظ لحد “عشرة” عشان يعرف يرد أما حد يسأله عنده كام سنة. صعبان عليَّ إن كل اللي عمرهم أقل من 5 سنين مش هيبقى قدامهم غير اليوتيوب عشان يشوفوا أو يسمعوا:

– الشـعــراوي و هو قاعد بيتكلم في الدين و بيفسر القرآن للناس اللي فـِهمها في الدين على أدها من غير ما يتمنظر عليهم بـ شوية مصطلحات مكعبرة محدش يفهمها غير اللي عاملين دكتوراة في الفقه و الشريعة، و من غير ما يتكلم بأسلوب ماسخ و إبتسامة صفرا و بـ بدلة كاجوال عشان يبان بس إنه “شيخ الإسلام الوسطي الجميل”، و إنه – قال يعني – بيخاطب الشباب الروش.

– عـمـار الشـريـعي و هو قاعد بيعزف ع العود و بيضحك ضحكته اللي تخلّيك تحب الموسيقى اللي بيعزفها من قبل ما تسمعها. مش هبقى ببالغ لو قلت إنه تقريباً مستحيل ييجي واحد تاني بنفس إبداع الشـريـعي، اللي كانت موسيقته سبب في نجاح مسلسلات كبيرة زي: “المال و البنون” و “رأفت الهجان” و “ألف ليلة و ليلة” و “زيزينيا” و “حديث الصباح و المساء”.

– جـلال عـامــر و هو كل يوم في عز الدربكة اللي في البلد بيبهرك بـ سطرين يلخصولك كل اللي بيحصل و في آخرهم كلمتين يضحكوك، و إنت مش مستوعب إزاي واحد دماغه شايفة الدنيا بالعُـمق ده و في نفس الوقت بيتكلم بالبساطة دي؟

– خـالـد صـالـح و هو بيبدع في كل لقطة بيمثّلها أكتر من اللي قبلها. الممثلين كتير، و لكن قليلين جداً اللي زي خـالـد، مشواره كله مكمّلش 15 سنة بس شارك في أفلام غيّرت و هتفضل تغيّر في شكل السينما لـ سنين بعدها زي: “تيتو” و “ملاكي إسكندرية” و “عمارة يعقوبيان” و “المصلحة” و “الجزيرة”. ده غير إنه كان من اللي يتعدّوا على صوابع الإيد الواحدة من ممثلين الجيل الحالي اللي غامروا قبل الثورة و إتكلّموا في أفلامهم عن مواضيع تخص حال مصر سياسياً زي: “هي فوضى” و “الريس عمر حرب”.

– أحـمـد فـؤاد نـجـم و هو بيقول أشعار بالعامية زي ما الكتاب بيقول، لدرجة إنك متبقاش عارف تحدد ده واحد محترف بيقول شعر ولّا واحد قاعد معاك ع القهوة في قعدة صفا. نـجـم مش بس عارض أنظمة بحالها و إتكلم بـ لسان حال الشارع المصري في كل وقت، لا ده من كُتر ما الحاجز اللي بينه و بين اللي بيسمعوه دايب، ماكانش بيبقى عنده مانع يشتمله كام شتيمة في النص و هو بيقول اللي على لسانك بس مش طايل تقوله.

– عبد الرحـمـن الأبـنـودي و هو بيحكي كل لحظة من تاريخ مصر عاشها من ساعة النكسة و حرب أكتوبر أما كتب “عدى النهار” و “أحلف بسماها” لـ عبد الحليم، لحد ثورة يناير أما شارك في “صوت الحرية” مع كايروكي! الأبـنـودي اللي من غيره ماكانتش “السيرة الهلالية” هتشوف النور، ولا كان هيبقى في حد بـ حجمه يكتب لـ شادية و صباح و محمد رشدي و وردة و ماجدة الرومي و أخيراً محمد منير.

– حـازم إمـام و أبـو تـريـكـة و هم بيمتعونا بـ كل لمسة و كل ترقيصة و مع كل مرة كان حد فيهم سبب في فرحة نص الشعب لو بيلعبوا في نواديهم، أو كانوا سبب في فرحة الشعب كله لو بيلعبوا في المنتخب. حـازم و أبـو تـريـكـة اللي من حبنا في أخلاقهم و في حرفنتهم فضلنا بعد إعتزالهم سنين مش عارفين نستوعب إن الكورة المصرية ممكن في يوم من الأيام تقوم من غيرهم.

– إبـراهـيـم الفـقـي و هو واقف ع المسرح قدام آلاف من المحبطين و المكتئبين و اللي في همومهم غرقانين، و كان برضو قادر يقنع كل واحد فيهم إن الدنيا هتحلو في وشه مهما إسودّت. إبـراهـيـم الفـقـي مش بس كان سبب في إن ناس كتير تتراجع عن الإنتحار بعد ما كانت على بعد خطوات منه، لا ده كمان إكتشف “عِلم قوة الطاقة البشرية” و “عِلم ديناميكية التكيف العصبي”، و العِلمين مُسجلين بإسمه و بيتم تدريسهم حالياً على مستوى العالم.

– بـاسـم يـوسـف و هو في التليفزيون بيحاول يوضّح الحقايق اللي كتير عارفينها بس بيخافوا يسمعوها، و بيكشف لنا حقيقة أشخاص كتير كانوا مستخبيين ورا ألف وش، و بيوصّل لنا كمية الفساد و الجهل اللي إحنا غرقانين فيهم و مش دريانين. أي نعم ظهر في 2011 و فضل 3 سنين لحد ما إتقفل في وشه الباب في 2014 (يعني مش أكتر من 3 سنين)، بس كان بيقعد قدامه ملايين في البيوت من الجمعة للجمعة عشان ساعة واحدة بس كل أسبوع.

أنا محظوظ إني واحد من جيل عاش فترة من عمره شايف قدامه كل واحد من دول و هو بيبدع في مجاله. كل واحد من الرموز اللي في الصورة دي كان ليه دور في تكوين شخصية و كيان للجيل الحالي اللي كسر حواجز كتيرة مقدرتش عليها أجيال قبلنا. شكراً لكل واحد فيكم على كل اللي قدمتوه. و شكراً لليوتيوب إنه هيعرّف الأجيال اللي جاية أد إيه إنتم عظماء، و إنه هيعرّفهم برضو أد إيه إحنا محظوظين إننا لِحقناكم في عز أمجادكم.

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن الشرقية توداي

زر الذهاب إلى الأعلى