مقالات القراء

محمد فتحي الجابري يكتب .. المجنون وكتابه الأخضر

Photo 0062

هو أكثر الحكام العرب إثارة للجدل  وحتي المقربون منه  لم يستطيعوا فهم شخصيته  أو كيف يعمل عقله ، إنه معمر القذافي  إسما وصفةً فهو معمر في الحكم منذُ أمدٍ بعيد ، حتى وإن كانهوأعدل أهل الأرض  فلا يجوز أن يظل قابعا كل هذةالمدة علي صدر الشعب الليبي  فالتغيير هوسنة الحياة إلا إذا كان القذافي فرضاَ وليس سُنة.

يخرج علينا القذافي ماسكا ببلاهه كتابه الأخضر الذي ألفه شخصيا  ويخبر الجميع  أنه ليس حاكما إنما هو قائد وزعيم الثورة وأن ليبيا ليست كمصر وتونس متوعدا كل المحتجين والمتظاهرين بالإعدام  ثم بمنتهى الصلف و الصفاقةيقول أنه لم يستخدم القوة بعد ، أكثر من ثلاثة ألاف قتيل  وإحراق المدن الليبية وقصف المحتجين بالصواريخ  وإدخال المرتزقة الأجانب لتجول وتصول في البلاد لتروع أهلها وتغتال أمنها   ويقول أنه لم يستعمل القوة تُرى ماذا سيحدث إن استخدم القوة ؟
هذا الرجل بكل تأكيد كما قال السادات  مجنون ، كنا ننتظر إجتماعات هذا الجسد الميت الذي لا حراك فيه والُُمسمى بجاعة الدول العربية لنرى القذافي ونضحك علي حماقته الغير معهودة فهو تارةً يهين الرؤساء ويخرج من الإجتماع ويزيع علي الهواء البيان الختامي  كان الأجدر به أن ينصحهم أن بيانهم لا قوة فيه بدل من هذه الفضائح ثم تارةً أخري يواجه ملك السعودية بإدعاءات كاذبة  من أن السعويه تسعي لتقبيل قدم بوش ومستشارته السوداء  ، في علم النفس هناك نظرية عن كشف كذب المتحدث بسبع علامات وقد رأيت أكثر من خمس علامات علي القذافي وهويواجه ملك السعوديه عن المكالمه الهاتفيه التي جرت بينهما  وتساءلت تري ماذا يريد القذافي من كل هذه الأفعال ؟ هل مزيدا من الشهرة ؟ أم إثارة البلبلة ؟ أم أن دماغه طلبت كده؟
توم مليونوفيسكي من هيومن رايتس يقول أن هناك جرائم ضد الإنسانية في ليبيا وأن القذافي لابد أن يُحاكم علي ما يفعله بحق الشعب الليبي  ، ثلاثين ألف تونسي ومصري يغادرون ليبيا  وجحيمها الذي أشعله القذافي بعد كل هذا يخرج علينا سيف الإسلام والساعدي وعائشة أبناء القذافي ليعلنوا أن الأجواء أمنه تماما في ليبيا والحياة تسير بشكل طبيعي وليس هناك أي شئ يدعو للقلق والحياة زبادي في الخلاط  وكل ما يُذاع كذب لأن هذة القنوات عملية وخائنه علي حد تعبير عائشة القذافي .

أليس هذا جنون ؟

أماعن جنون القذافي فحدث ولا حرج  تمتلئ افريقيا بحكام جهلاء وحمقي منهم عيدي أمين دادا ديكتاتور اوغندا الذي اقترح عند زيارته مصر أن ينتظرة اسادات علي الضفه الأخري من القناه وأنه سيأتيه سابحا ليظهر له مدي قوته ، وهيلاسلاسي   حاكم اثيوبيا الذي حكم البلاد 35 عاما وهوجاهل وأمي تماما  ولم يمضِ أي وثيقه في حياته   وجان بيدل بوكسا حاكم افريقيا الوسطي الذي يعتبر نموزجا لخلطه من الجهل والحماقه والقسوة  حيث أنفق ميزانية الدوله في تنصيب نفسه امبراطور  ثم أعدم بعض تلاميذ المدارس  أما القذافي  فهوحكاية يفلسف الحماقة، ويجعل من الجهل منطقا،كان العقيد وقحا كعادته عندما اتهم الأستاذ فهمي هويدي بالجهل في معرفة فلسفة الكتاب الأخضر، وأكثر وقاحة وهو يحاول اهانة المفكر الكبير مستخدما تعبير ( يا ابني ) رغم أن الكاتب الصحفي أكبر منه سنا.

وبعد خطاب زوارة المشهور امر العقيد معمر القذافي, على مرأى ومسمع من العالم بحرق الكتب الاجنبية والالات الموسيقية في ساحات المدن الليبية, كما امر بالغاء مهنة المحاماة. وطالب بالزحف الثوري على المؤسسات والبيوت , تطبيقا لمقولته الشهيرة البيت لساكنه وحرص على تصفية ;اعداء الشعب واعتماد الفوضى الشاملة اسلوبا للحكم والادارة. وامر بتاسيس لجان فكر وتوعية والبدء في انشاء اتحاد اشتراكي ولجان شعبية وبالطبع لجان ثورية.
وكانت هذه اللجان هي اهم الادوات لتنفيذ فكر العقيد. فهي جهاز سياسي يقوم بدور الحزب الحاكم, وهي جهاز تحريضي يستوعب ارشادات القائد. وهي جهاز عسكري واخباري وامني, وقضائي وتعليمي وتربوي ودعائي. وقد وصفها قائلا : اللجان الثورية هي الثمرة النهائية لكفاح الشعوب من اجل الديمقراطية.
وبالتالي اسبغت هذه اللجان لقبين جديدين على العقيد واسمته صانع عصر الجماهير وقائد مسيرة الانسانية في رحلة الانعتاق النهائي وتأثر العقيد بهذا التكريم خاصة وصفها له بانه نبي العصر
الكتاب الاخضر كان بالطبع العامل الرئيسي في شهرة العقيد وظاهرته. وبين دفتي هذا الكتاب بفصوله الثلاثة خط النظرية العالمية الثالثة وهذا الكتاب كما ورد في فصله الثاني: لا يحل مشكلة الانتاج المادي فقط بل يرسم طريق الحل الشامل لمشكلات المجتمع الانساني , ليتحرر الفرد ماديا ومعنويا تحررا نهائيا لتتحقق سعادته ووصف القذافي الكتاب الاخضر ونظرته العالمية حيث قال: هذه النظرية ستجعل لنا دينا, لان الناس في هذا العصر محتاجة الى دين الى كتاب يوحدها (من خطاب القاه في المؤتمر الدولي للحركات السياسية لشباب اوروبا والبلاد العربية وفي مقدمة الطبعة الروسية من الكتاب الاخضر , كتب القذافي اقدم لكم كتابي الاخضر, الذي يشبه بشارة عيسى او الواح موسى, او خطبة راكب الجمل القصيرة, الذي كتبته في داخل خيمتي التي يعرفها العالم بعد ان هجمت عليها 170 طائرة وقصفتها بقصد حرق مسودة كتابي التي هي بخط يدي.

نستطيع القول انه من الصعب فهم اسرار شخصية العقيد القذافي المتشابكة, او الاقتراب من مفاجأته المزاجية التي تبدو عفوية في الظاهر . وقد يتساءل البعض: هل العقيد مصاب بجنون العظمة ؟ او بانفصام الشخصية؟ ام انها حركات مسرحية مدروسة لاخفاء ذكائه؟ ام انه زعيم نستطيع اعتباره فلتة عصره وزمانه؟ وللاجابة على هذه الاسئلة نفرد هنا اجابة للقذافي للصحافية الايطالية ميريلابيانكو, التي سألته خلال حديثها معه الذي نشر في كتاب القذافي رسول الصحراء :يا رسول اكنتم راعي غنم؟
-نعم..فلم يكن نبي لم يفعل ذلك.

الحديث عن جنون القذافي وكتابه الأخضر يحتاج مئات الصفحات  لن نتحدث عن الفتاه التونسية  ميشكا حنين وعن جنون القذافي بها حيث احتجزها ي ليبيا واسكنها قصرا

ولن نتحدث عن دفع القذافي ملايين لأنديه اوربية وامريكيه جنوبية للدعاية لكتابه الأخضر  أو عن إجبار أساتذة علي عمل رسائل علمية ودرجات دكتوراه في الكتاب  الأخضر  أو حتي عن حكاية إقامته في خيمه في حديقة إحدي الفنادق مدعيا أنه أمير عربي لا يسكن إلا الخيام

كل هذا يستلزم وقتا طويلا لأننا نتحدث عن مجنون يصر علي فرض جنونه وصبغه بالعقلانية .

أعترف أني أطلت اليوم ولكن سامحوني

كل التعاطف مع الشعب الليبي

تحياتي

محمد فتحي الجابري

[email protected]


t 1297984072


زر الذهاب إلى الأعلى