مقالات القراء

محمد فتحي الجابري يكتب… بين الشعب والشرطة

Photo 0062

كيف هي العلاقة بين ضابط الشرطة ورجل الشارع ؟  وكيف هي العلاقة بين ضابط الجيش ورجل الشارع ؟

في علاقة الشرطة بالشعب نرى عجائب وهنا نتحدث عن الشرطة كمؤسسة وليس كأفراد من شرائح الشعب نفسه ، سنجد أن  ضابط الشرطة متعالي جدا  وهذا بسبب الدراسات المتخلفة في كلية الشرطة  حيث يتم تعليمهم  أنهم ليسوا كسائر البشر  لأنهم لو أشخاص عاديين ما دخلوا هذة الكلية اللعينة لذلك لابد أن يمشوا مرفوعي الرأس  ولا يجوز أن يركبوا المواصلات العامة  ولا الجلوس علي القهاوي ولا مخالطة العامة في الشارع  ولا الأكل علي عربة فول مثلا كل هذا من المحرمات في عُرف رجال الشرطة بل ومن الكبائر. ليتني أعرف السبب .

لا يوجد أي نوع من الثقة بين الشعب والشرطة لأن الشرطة نزعت من الشعب صفة الأدمية والشعب أضفي خائفا علي الشرطة صفة الألوهية .

المواطن الذي يدخل القسم  للإبلاغ عن شئٍ ما  يحصل علي الإهانة مجانا  أما إذا كانت أمة داعيةً عليه في يومٍ أسود  ودخل متهم بأي شئ ، أي شئ حتى لوكان تحري   فحدث ولا حرج  يُعامل بطريقة لا تُعامل بها الكلاب في المجتمعات المُتحضرة .

تجاوزات الشرطة في حق الشعب لا تُحصى ولا تعد  حدث في مدينتي أبوحماد منذ حوالي ربع قرن  حظر تجوال  وانقلبت الدنيا لأن ضابط القسم أرسل أحد مخبريه إلي المخبز ليأتي له بالخبز وفي المخبز أخبر الفتي البائع  المخبر أنه لابد أن يقف في الصف فثار المخبر وقال له ألا تعرف من أنا أن فلان المخبر ثم ضرب الفتي بقبضته في صدره وكان الفتي مصاب بالقلب فمات فورا  ثار أهل الفتي وهجموا علي القسم  ، هرب الضابط وأُصيب المأمور في عينه  وانقلبت الدنيا .

لم يفهم جهاز الشرطة أنه لا قبل له بثورات الشعب  ، الشرطة التي هي المفروض تخدم الشعب نراها تتفنن في إذلال وإهانة هذا الشعب ، نتحدث هنا عن عامة الشعب أو بمعنى أدق من لا ظهور لهم  .

عرفنا جميعا قضية عمادالديب هذا الفتي الذي أدخل أمين شرطة عصا في مؤخرته وصوره بالهاتف الجوال  ، والضابط الذي اغتصب فتاه جاءته تبلغ عن عدة اشخاص إغتصبوها  والضابط المتهم حاليا في إطلاق النار علي سائق الميكروباص  وكان تبرير الضابط أن السائق إستفزه وحاول أن يسبقه ،  حقا إنه عذر أقبح من ذنب .

بالتأكيد هي نفسية بشرية غريبة تلك التي يتمتع بها أفراد جهاز الشرطة في مصر .

على الجانب الأخر  نجد الشعب يحب جدا ضباط الجيش  فهم بالنسبة لهم مصدر أمان  ، في أحداث الثورة الأخيرة رأيت علي التلفاز صورة عقيد في الجيش يمسح بضماده الدماء التي تسيل من  رأس أحد الشباب

بالله عليكم لو كان هذا عقد شرطة هل كان سيفعل المثل ؟ لا أعتقد أبدا ، الناس تحب ضابط الجيش  تخشى ضابط الشرطة  حتى حينا إحتاج الشعب لضباط الشرطة في الأحداث المنصرمة لم يجدهم فرت الشرطة وترطت البلاد للبلطجية واللصوص  وحمى الشعب ضباط الجيش .

أعترف بأني لا أكره في حياتي أكثر من ضباط الشرطة نظرا لتعاليهم الغير مبرر  واحتقارهم للشعب  واحب جدا ضباط الجيش لتواضعهم وانهم دوما ودوديين .

تري هل ستظل العلاقة هكذا بين الشعب والشرطة فيما بعد 25 يناير  أم أن الأمور ستختلف؟؟

سؤال يبغي الجواب .

محمد فتحي الجابري

زر الذهاب إلى الأعلى