مقالات القراء

محمد فتحي الجابري يكتب سبحان المُعز المُذل


Photo 0062

مَن ذا الذي يصدق أنه قد يأتي يوم  ويتم حبس الرئيس السبابق ؟ أنا لم أكن أتخيل ذلك ابدا  ، بل كانت لي وجهة نظر تشاءومية  بدت في روايتي( العطش )  والتي لن أكمل كتابتها  لأني كنت أتحدث فيها عن مصر في عام 2053  ويعلم الله اني قد بدأت التحضير لهذة الرواية قبل قراءة رائعه دكتور أحمد خالد توفيق ( يوتوبيا ) ،  المهم في روايتي العطش  كان رئيس مصر يدعي أحمد جمال مبارك  أي انه مبارك سيسلم السلطه لجمال ثم يورثها جمال لإبنه  وكانت الصين هي القوة العظمى في العالم كما جف نهر النيل  لا اريد الدخول في تفاصيل الرواية  ودعونا نصدق اننا المصريون  فعلا نكتب التاريخ الأن  ، نظام بأكمله يتم التحقيق معه  ويتم حبسهم جميعا حتي لو كان حبسا علي ذمة التحقيق إلا انه يعتبر خطوة بمثابة قفزة علي الطريق نحو تنظيف البلاد .
لن أهاجم الرئيس السابق لأنه لم يعد ندا للمهاجمه  اصبح ضعيفا  ويعلم الله اني لستُ من الشامتين ابدا  وانما اشفق حقا عليه واتمني ان يتم التحقيق معه بطريقة تلائم رجل عجوز مريض .

اليوم الثالث عشر من ابريل تمت دعوتي لميدان التطوع  من قِبل جمعية صناع الحياة في الزقازيق فأن أحد اعضاء مكتب صناع الحياة بأبوحماد دثعيت لألقي شعر  وقد ألقيتُ في البداية قصيدة (شريفٌ أنت ونحن لصوص) وبعد انتهاء وجدتُ من يقول لي ( متغلطش في الريس  من مساوئ الثورة ديه انها اديت امثالك فرصه يقولوا اللي هما عايزينوا  كنتوا تقدروا تقولو كده قبل الثورة؟؟)

في الحقيقه انا ابتسمت لان الشخص ده اكيد ميعرفنيش وميعرفش ان كلمات شريف انت ونحن لصوص لا تأتي شئا في كلمات قصيدة ( مذكرات ثائر) والتي تصف الرئيس السابق بأنه امرأة تذهب كل عام لامريكا لتتم مضاجعتها  وكانت بالقصيدة مفردات جارحه  وقوية وقد نشرتُ هذة القصيدة علي المنتديات في عام 2007

اي انني من قبل الثورة  وأنا أهاجم بشدة .

لم يفهم الناس  بعد انني اشفق بشدة علي هذا الكهل المريض  وكم تمنيتُ ان يُحاسب قبل هذا الوقت قبل ان يهرم ويشيخ ويمرض  حتي لا تنشأ في نفوسنا متلازمة ستوكهولم  والتي قد بدأت تنشأ بداخلي .

مبارك كشخص  وكنفس بشرية أنا لا أعرفه ولم أهجمه ابدا انما طفقتُ عمري كله اهاجم رئيسا ظالما أغرق بلادة في بحر الفساد وأذل شعبه .

إن كان مبارك يعلم بحال الشعب في السنون الأخيرة وسكت فهو يستحق الإعدام وإن كان لا يعلم فتلك مصيبة  أكبر ، كان عمر بن الخطاب يقول ( أخشى إن تعثرت بغله في العراق أن يسألني الله لمَ لم تمهد لها الطريق؟)

وعمر بن عبد العزيز عندما اشبع حاجات شعبه كلها من طعام ودواء  وتزويج الشباب وجد مخزون بيت المال  كبيرا فقال ( اذبحوا الذائح وارموها علي الجبال حتي  لا يُقال أن النسور والسباع جاعت في عهد عمر بن عبد العزيز ).

هؤلاء قومٌ حسبوا حساب البغال والسباع وراعوا فيهم الله ، أنت يا مبارك في من راعيت الله؟ حسبت حساب مَن؟

بالتاكيد لم تحسب حساب هذا اليوم الذي تُسأل فيه عن أفعالك  ، ما يحدث الأن صورة مُصغرة مما سيحدث عندما يسألك عن أفعال المُعز المُذل  بعد عمرٍ طويل طبعا.
سيسألك الله عن جرائمك في حق شعبٍ كل ذنبه أنه رضخ لظلمك وظلم حاشيتك  واستكان لطغيانك  فما كان منك الا ان تجبرت أنت وأسرتك  وأخذتكم العزة بالنفس  وعندما ثار هذا الشعب  ضاعت عزتك  فسبحان المُعز المُذل.

هذا درس قوي للرئيس القادم  الذي سيحكم مصر  ، رجاءا ايها الرئيس القادم إحذر  كل الحذر  وإياك ان تفكر في أن تذل هذا الشعب  كما فعل أسلافك وإلا …..

خالص تحياتي

محمد فتحي الجابري

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى