مقالات القراء

محمد فتحي الجابري يكتب | شئ يدعو للأسف

Photo 0062

 

ظن العالم أجمع  أن مصر تغيرت  بعد الثورة  وأن المصريين  اصبحوا قوماً أخرين  ، وقال احمد المسلماني أن بعد ثورة 25 يناير مصر تحتاج طبقا للتقارير العالمية 12 يوما فقط لتصبح دولة متحضرة  ، ولكن المصريون خالفوا الظنون فبعد نجاح الثورة بدا أ المصريون فعلا رحلة التغيير  وبدأنا ننظف الشوارع  وحقيقةً  لم أر أي مظهر من مظاهر التغيير سوي تنظيف الشوارع الذي حتي لم يكتمل ما هي إلا ايام وخبى بريق التغيير ولم يعد هناك اي تنظيف للشوارع حتي اللجان الشعبية سئمت مما تفعله  وعدنا كما كنا روحا مُهملة يكسوها الصدأ .

لم نتغير  لم نتحضر لم نكن عند حسن ظن العالم بنا   فالشوارع عادت كما كانت مليئة بالقمامة وعاد الجهل يسيطر علي سلوكياات الشارع المصري ، الناس  التي كانت تحمي بعضها في غياب الأمن  اصبحت تنهش لحم بعضها الأن  واصبحت أرى العجب أطفال في سن السادسه والعاشرة  يحملون اسلحة بيضاء  وكأنها صارت  موضة وأصبح الناس قنابل موقوته  اذا تلفظت بأي لفظ لا يعجبه تجد الخنجر أو المطوه قد اُشهر في وجهك .
دعونا لا نتعمق في هذا الحديث ونتحدث عن نقطه بعينها  وهي الدليل علي أننا لم نتحضر بعد  ، ما حدث في استاد القاهرة  عقب مبارة الزمالك والإفريقي التونسي خير دليل ، مشهد مليئ بالهمجية  شوه صورة مصر أمام العالم  ولا تقولوا لي أن هذة القله الهمجية الغير مسئولة لا تمثل المصريين جميعا  فأي شخص في العالم سيرى هذا المشهد سيقول ( أنظر ماذا يفعل المصريون ؟) ..  والمصيبة أن كل هذا الأمر قد تم بسبب لعبة ، مجرد لعبة  شئ ترفيهي  ، لقد سقطنا من نظر العالم بسبب هذة الفعله الغبية  ، عرضنا أنفسنا علي شاشات العالم كشعب همجي غبي  أشبع كل حاجاته الأساسية  وأصبحت حياتة متوقفه علي كرة القدم .
أنا وأنتم نعرف  أن هؤلاء الهمج الذين اقتحموا  المستطيل الأخضر  وراحوا يضربوا في الاعبين التونسيين  ليسوا هم الشباب الجميل الذي  صرخ وأسقط النظام و أحنى قامة التاريخ أمامه  وانتزع الإحترام والتقدير من العالم أجمع  ، لكن العالم أجمع لا يعرف ذلك..
وبرغم أن المشهد كان مُحزناً إلا أن مخرج اللقاء قد ظل يعيد في لقطة هذا الشخص الذي يرتدي الجلالبية  بصورة جعلت الجميع ومن ضمنهم المصرييون يضحكون علي  هذا الشخص  ، ضحكتكم جميعا عليه أليس كذلك؟ ألم يدر في ذهنكم أن هناك ملايين أخرى غير مصرية تضحك عليه  بمنتهي السخرية ؟ ألم يدر بخلدكم  أن هذا الشاب قد يصبح صورة للمصرين في أذهان العالم  ؟ ما شكل ضحكاتكم عليه الأن ؟؟؟؟؟؟

كرة القدم لعبة جميلة  ممتعه مُسلية  ولكن لماذا أصبحت تقترن في مصر بالمصائب ؟

كرة القدم كانت  هي السبب في وجود شرخ قوي في العلاقات المصرية الجزائرية وها هي علي أعتاب فعل المثل بالعلاقات المصرية التونسية ..

لم نتغير ولم نتحضر لأم نفهم أن هذة الأفعال أفعال صبيه وأفعال حمقي إنما نحن كبار فلا يجب أن تصدر منا هذة الأفعال لأننا بالتأكيد لسنا حمقى .

اسرائيل كانت مستعدة أن تدفع مليارات الدولارات لتحدث شرخا في علاقات العرب ببعض  ولكن جاءت الساحرة المستديرة وفعلت ذلك  سهلت الأمر وفعلته  وبقوة ومجاناّ .

لماذا تناسينا أن من نضربهم بسبب مبارة كرة قدم هؤلاء اشقاءنا وثوار مثلنا بل ومن قبلنا  ، ما زالت في الروح المصرية بقايا من رواسب الجهل وبقايا من العهد القديم .

لماذا فعل مشجعوا الزمالك ذلك ؟ بسبب هدف ملغي . وا اسفاه إنه حقا لعذر أقبح من ذنب  ، أتقدم لكل اللعبين الذين اصيبوا والذين لم يحدث لهم شئ وللبعثة التونسية التي شرفت مصر وللشعب التونسي جميعا بخالص الإعتذار عما بدر من بعض الجهلاء منا وأوكد لكم والله العظيم أن مصر ليست هؤلاء  وأن الشعب المصري يحبكم فثورتنا قد خرجت من رحم ثورتكم لن ننكر أبدا  أن ثورتكم أيها التونسيون قد شجعتنا كثيرا يكفيكم أنكم أول شعب هتف بالجمله التي تهتف بها الجموع العربيه كلها حاليا ( الشعب يريد إسقاط النظام ) .

وأدعو الله  لكل متعصب كرة في مصر ان يهديه  لأن حقا ما فعلناه مع اشقائنا التونسيين في ستاد القاهرة هو شئ يدعو للاسف .

تحياتي

محمد فتحي الجابري

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى