رأي

محمد مصطفي | يكتب : جعلونى مجرما

 

487724_10200763233664952_1279852934_n
افتقد المأوى والأهل وافتقد الحنان والأمان هو الرحاله والمهاجر هائم لايدرك الا القليل ولا يعرف عن حقوقه شىء ولا يأخذ اى شىء .
ضحية أنظمة متعاقبة نتيجة واقعية لفقر وجهل وغياب ..فقر الأب وجهل الأسرة بالحنان وغياب دور الدولة .
هو طفل أسمه احمد يبلغ من العمر 8 سنوات لايعلم عن الدنيا شىء يخرج يوميا فى السادسة صباحا ويعود السادسة مساء .
انه يعمل ويذهب يوميا لعمله دون انقطاع ولا اجازات فطبيعة عمله لا يمكن ان تتوقف الا بالموت .
مكان العمل غير محدد فأرض الله واسعه وهو على باب الله ….!!
احمد هو احد اطفال الشوارع يخرج يوميا حتى يعود بالقليل من المال لوالده ليس له اخوه اشقاء ولكن له اخوه وزملاء عمل فهى مهنة واسعه تضم من اقصى الى اقصى .
له حلم وطموح لديه رؤية لمستقبله لكن سحقا لظروف جعلت منه طفل شارع .. كان بيحلم يكون مدرس كان بيحلم يكون انسان محترم .
كلام قد لا يدركه سنه ولكن الشارع خير معلم وخير دليل ..مازال احمد يمتلك الفرصة من الممكن اللحاق به الأن من الممكن ان نصحح مساره من الممكن ان نعدل له حياته لكن يا ترى هل من مجيب .
أنظمة تتعاقب وتتوالى واحدة تلو الأخرى ولا تخلف الا المزيد والمزيد من أطفال الشوارع.
كلنا مسؤل وكلنا يجب ان يحمل على عاتقه قضية أطفال الشوارع .
تخيل نفسك يوما واقفا مثله تخيل يوما ظروفك كما ظروفه وحالك كما حاله ..لن يفرق مصيرك عن مصيره الكثير وقد يكون اسواء منه.
لماذا يتعامل المواطن معه على انه متسول او بلطجى او متحرش او فاسد او مستأجر أنعدمت الرحمة من قلوبكم ؟ ام قست حتى تحجرت ؟
لما تعاملوهم هكذا ؟ لما لم تفكروا فى حل لمشاكلهم ؟
هل تعلم ان حل مشاكل يتمثل فى اخذ حقوقهم ؟ …تخيل لو ان والده يعمل ويجد مصدرا للرزق هل سيترك ولده الوحيد شريدا هكذا ؟
الحلول أمام اعيننا ولكننا انشغلنا بما هو زائف وراحل ..ياترى مصير احمد ايه ؟
لن يختلف كثيرا عن مصير من سبقوه بالمهنه اما متسول او حرامى او بلطجى او مجرم او … احمد انسان وطفل لايعلم معنى الطفولة ولا الانسانية لقد افقده المجتمع كل المعانى فلم يعد يعلم الا معانى الذل والغاء الكرامه حتى يستطيع ان يتحمل نظراتنا وسخافتنا واهانتنا له .
اول الطريق هو الاعتراف بالمشكلة وتغيير أسلوب التعامل من المجتمع قبل الدولة فنظرة حنان وعطف أهم من ان تعطيه مالا.
اما الدولة فيجب ان تلغى قانون التسول للأطفال فلا يعقل ان نحاسب طفل على جريمة نحن المتسببون فيها .
هم أخوة لنا ومواطنون مثلنا فالترحموهم بنظراتكم ولتعطفوا عليهم بحنانكم ولتعطوهم حقوقهم .

بقلم | محمد مصطفي

 

مقالات الرأي تعبر عن صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقيه توداي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى