رأي

محمد مصطفي | يكتب :عُهر المبدأ

 

محمد مصطفي
هو وحده الأصل وأساس التجرد فالتعددية اساس لوحدة الشخصية ولكن تجرد المبدأ من التمييز هو أساس صدق الشخصية .
ان التمسك بالمبدأ فى يومنا هذا اصبح شىء نادر حدوثه فما نشهده من واقع مؤلم هو عين العهر الفكرى.
سمعنا زمانا اساطيرا تروى وتحكى عظمة التمسك بالمبدأ فكم من شهيد سقط وكم من اقلام قصفت وكم من افكار سجنت من اجل اعلاء قيمة المبدأ.
سقط الشهيد من اجل فكرة تمثل له عقيدة ومبدأ واليوم سقط أناس كثر امام المبدأ الذى عراهم وجردهم من كل المعانى فهو لا يعرف الا درب واحد وهو درب سالك لمن تمسك به اما من حاد عنه فالتيه مصيره .
لايفرق المبدأ بين ذكر وأنثى ولا يعرف للبشرة لون فهو لا يميز بين أبيض وأسود فلا يعرف للعنصرية والتمييز مكان .
كان ومازال دربا سالكا للحق فمن اراد ان يحيد عن الحق فضحه المبدأ .
شهدنا وسنشهد العديد والعديد من الاحداث التى تنتهك المبدأ وتضرب به عرض الحائط .
عند حدوث واقعة ما لصالح فصيل ضد فصيل نلاحظ تباين واضح جدا ما بين التمسك بالمبدأ وبين التخلى عنه .
بالأمس القريب كانت واقعة طالب الازهر المنتميه لجماعة الاخوان المسلمين وتدعى سميه أشرف وقف الجميع معها ولم يتخلى عنها احد وكان للمبدأ عنوان وهو صاحب الحراك الرئيسى فدفاعا عنه تحرك الجميع فلا يعقل ان تنتهك كرامة انثى على يد رجل ولا يحرك احدا ساكنا .
مرت الايام وحدثت واقعة الاعتداء على أنثى على يد شباب الاخوان لايهمنى التفاصيل فالمبدأ ثابت ولا يجوز الاعتداء على انثى ايا كان السبب.
واقعة الاعتداء فى حد ذاتها انتهاك ولكن الانتهاك الاكبر ظهر فيمن روج مسرعا للتبرير ومازال يبرر ومن شوهه ومازل يشوهه ومن انتهك ومازال ينتهك .
سحقا لعقول سحقها العهر سحقا فلا طريقا للمبدأ عرفت ولا للدرب سلكت .
تدعى مرفت موسى ..لم أهتم بشكلها ولا مظهرها وقد لا اتذكر اسمها مستقبلا ولن سأظل للمبدأ حافظا .
حتى الاعتقال اصبح فى عرفهم مباح لايهمنى من اعتقل الى اى فصيل ينتمى ولكن يهمنى انه اعتقل من اجل فكرة حتى وان خالفته فيها الا ان المبدأ ثابت .
حتى الموت فلم تعد الضحية كما كانت بل تحولت الى تصنيف واذا خالفك التصنيف فلا تهتم وان حالفك التصنيف ثورت وكأنها النهاية .
بأى منطق تفكرون وبأى عقل تتدبرون ؟… هل نسيتم المبدأ ام انكم له متجاهلون ؟

 

بقلم | محمد مصطفي

 

مقالات الرأي تعبر عن صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقيه تودي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى