رأي

محمد مصطفي | يكتب : معادلات الإتزان

1908041_10203906996377055_7016299173220630134_n

يعنى ايه معادلات اتزان يعنى ببساطه عشان تقدر تحقق معادله مكتمله لابد من اكتمال كافه شروط المعادلة واطرافها عشان تقدر تحصل على الناتج الصحيح والهدف من المعادلة .

لكن مؤخرا من الواضح ان الاغلبية العظمى من الشباب افتقدت مفهوم الاتزان فى اى معادلة وبقى النظر منحصر ومقتصر على مجرد رؤية طرف واحد فقط فى المعادلة ويتم الحكم على كفاءة ودرجة صحة المعادلة من خلال الطرف دا وبس .

امور كتيرة جدا مؤخرا تقدر تحكم عليها من خلال تحقيق شروط الاتزان لكن السؤال هل انت نفسك تمتلك شروط الاتزان فى الحكم على الامور ؟!

لو اجابتك نعم اعتقد انك مش محتاج تكمل معايا قرايه المقال اما لو اجايتك لا فأتمنى انك تكمل المقال وتوصل لمبتغاه ولكن على اى حال لازم تكون صادق مع نفسك فى اجابتك على السؤال وهل انت فعلا شخص متزن فى الحكم على الامور ؟،  اعتقد انى فكرت كتير جدا قبل ما اقرر ادخل فى الجدال دا ولكن مكنش فى مفر الا الكتابة ، هنمسك مجموعة من القضايا نحكم عليها بتحقيق معادلات الاتزان ونشوف هل تستطيع معى صبرا ؟! .

قضية مهمة جدا وهى اننا كشباب اكثر من نعيب على مجتمعاتنا عاداتها وتقاليدها المتخلفه والمتخلفه دى مش شتيمة ولكنها وصف ، لكن لو هننظر نظرة محايدة هنكتشف اننا هربنا من مجتمعاتنا الحقيقية لمجتمع وهمى نسعى فيه لخلق حياتنا زى ما احنا عاوزين مش زى ما قدر لينا نعيش وهنا بتكلم عن الفيس بوك تحديدا ومواقع التواصل الاجتماعى عموما ولكن اللى حصل هو اننا نقلنا عفن مجتمعاتنا وركزنا مفعوله بشدة وبقيت كل عيوب مجتمعنا موجود ليها نسخه مصغرة فى المجتمعات الافتراضية واخلينا بالاتزان اللى كان مفروض بنسعى ليه طيب ليه دا حصل لاننا امتلكنا ارداة ولم نحولها لعمل حقيقى ملموس يعكس رغبتنا دى .

بنشوف كتير جدا اشاعة تكبر وتنتشر وتتحول لحقيقة والكل يصدقها وبنظلم ناس ونجرح ناس لمجرد انى عاوز اظهر نفسى الشخصية المثقفة اللى لازم تفتى فى كل حاجة وتكتب بوست عن كل حاجة لانى شخص عميق التفكير والتحليل .

اى موضوع لازم يكون ليا راى فيه حتى لو مبفهمش فيه بس هو انا اصلا داخل الفيس ليه ماهو انا لازم اكتب عشان اجيب ليكات وكومنتات وشير وابقى معروف وليا معجبين ومتابعين ، هو دا مش نقص دا مش مرض هل انت كدا شخص سوى ؟.

قضية التحرش اسرع قضية ممكن تنتشر على الفيس واكتر قضية هتلاقى فيها تباين فى الاراء لكن لو انت محايد رائك هيكون متزن اما لو انت عاوز تهرى وتظهر انك نصير للمرأة هتقول كلمتين محفوظين وهكذا لو انت عاوز تظهر محافظ ومتدين هتقول برضو كلمتين محفوظين.

لكن ابسط معادلات الاتزان بتقول ان الكون له سنن ومن سنن الكون ان فيه ذكر وانثى والعلاقات ما بينهم تبادلية بمعنى انك بتدور فى دايرة ملهاش حل ولا مخرج وعشان تحلها لازم تلزم كل اطراف المعادلة بالالتزام بما يجب عليهم الالتزام به والكلام مش غامض ولا محتاج تفسير لانه واضح للى عاوز يشوفه يواضح .

مفهوم الدولة عنوان يحمل فى طياته معانى كتيرة جدا وقضايا اكتر بكتير من المعانى دى كلها لكن المؤكد اننا مفتقدين وبشدة لتحقيق مفهوم الدولة والاغرب ان انسان يكون متأكد ان الحدث الفلانى ميصحش لانه انتهاك لمفهوم الدولة ولكنه يصر عليه لمجرد انه يخشى المزايدات او انه يظهر الثورى الهمام اللى معارض للنظام ويتناسى تماما قواعد الاتزان اللى بتلزم اطراف الدولة باحترام الدولة ومفهومها عشان نحقق ناتج المعادلة وهو ان يكون عندنا دولة وللعلم الحكومة من اطراف الدولة يعنى مينفعش تقولى معادلة تنتقص منها نفسك وتنظر للحكومة وبس او العكس لان دا اخلال بالاتزان .

مفهوم السياسة مفهوم لعوب ومطاطى للى عاوز يتعايش معاه ومفهوم واضح ومستقيم للذي يريد أن يتعلم مبادىء الاتزان فى السياسة .

من ابسط قضايا عدم اتزان معادلات السياسة هو انهيار الديموقراطيات الناشئة بسبب تصرفات من سعوا لتحقيقها ودا بيكون لعدم رؤيتهم لكافه اطراف المعادلة عشان يحققوا الاتزان فتنتج معادلة منقوصة يرى فيها الشباب العيب من طرف واحد بل منهم من يستعدى كافة الاطراف ولا يرى من المعادلة سواه ! .

مفهوم الاقصاء اصبح منهج مش مجرد مفهوم وللاسف موجود لدى جميع الاطراف بلا استثناء والجميع يرى نفسه على حق .

اصبحنا بنرفض اى فعل صواب لمجرد انه صدر من الشخص الخاطىء بالنسبالنا ونمجد اى فعل ونبرر اى فعل يصدر عن شخص بينتمى لينا لمجرد انه تابع لطرف المعادلة اللى تخصنا ودمرنا اى اتزان للمعادلة ! .

قبل ما تقول كلمه فكر واوزن معادلة القضية اللى ناوى تتكلم فيها وشوف هل انت حققت شروط الاتزان ولا لاء .

قبل ما تشير بوست او صورة او خبر افهم واوزن المعادلة وحقق شروطها .

قبل ما تقول رائيك فى اى حدث اسأل نفسك هل انت فعلا ملم بكافه اطراف ومعلومات الحدث دا ولا مجرد انك عاوز تتكلم وخلاص ؟!

قبل ما تعمل حاجة لازم تشوف نتاج تصرفاتك دى هينعكس على مين وازاى وهيأثر بالسلب ولا الايجاب ؟! .

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن الشرقية توداي


Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى