ثقافة و فن

محمد منير: مستعد لمرافقة السيسي إلى إثيوبيا .. وهزيمة الجهل ضرورة وطنية

107

محمد منير لـ «الأهرام» :

  •  هزيمة الجهل ضرورة وطنية
  •  «الوحدة الوطنية» مصطلح ساذج أكرهه لإثارته حفيظة الناس
  •  غنيت من 36 سنة وسأظل منحازا للإنسان
  •  أنا «شغلتى مصري».. ورفضت الحصول على أي جنسية أخري
  •  العالم اهتز لـ«شارلي إيبدو».. وأين هم مما يحدث فى مصر ومن قتل «ناجي العلي»؟
  •  أغني في قطر لأن الشعوب هى التى تقود الحكام
  •  الألتراس يحتاج «طبطبة».. وأنا الوحيد القادر على التعامل معهم
  • «إزاي» عبرت عن المصريين و«متحيز» تعرضت لمؤامرة
  •  مستعد لمرافقة السيسي في زيارته إلى أديس أبابا.. و«ممكن أعمل مع فنانين اثيوبيا شغل حلو»
  •  أعشق ناجح إبراهيم وهو أقرب الناس إلى قلبى وعقلي

أكد الفنان محمد منير «الكينج»، في حوار خاص أجراه معه الكاتب الصحفي محمود موسى، وتنشره صحيفة الأهرام اليوم – الخميس- ، أننا لو هزمنا الجهل في مصر سنهزم كل شيء نعانى منه على كافة الأصعدة، وأتذكر مقولة الإمام على بن أبى طالب، التى تقول «لو كان الفقر رجلا لقتلته»، ومن هنا فإنى استبدلها بقول «لو كان الجهل رجلا لقتلته»، فأولا تحيا مصر بالعلم ومحاربة الجهل، لأن العقل المفتوح والمتفتح يفكر فى الخير ولا يفكر فى القتل والخراب .

وأضاف: أتمنى على الجميع ومن الجميع أن يكون انحيازهم الأول والأخير للوطن، لأننا فعلا «عايزين نبنى المواطن والوطن»، ونحدث نهضة حقيقية من خلال العلم وبناء العقول التى تستطيع بناء الحياة المصرية الحقيقية.

وقال منير إن لديه ملاحظات على مصطلح الوحدة الوطنية الذى تراكم استخدامه عبر سنوات طويلة، وتم استخدامه بشكل كبير فى عناوين الصحف خلال الأيام الماضية، وأيضا فى مناسبات أعياد الأقباط، والتى تصدرتها عناوين عن الوحدة الوطنية، وإذا كان كثيرون يعتبرون ذلك أمرا محمودا، فإننى أرى غير ذلك، فقد عرفت وصادقت عشرات الأقباط والمسلمين، ولم أعرف هويتهم الدينية، ومع ذلك أكن كل الاحترام للجميع، ومن هنا يجب أن نتوقف عن هذه العناوين الخاصة بالوحدة الوطنية، لأننا فعلا متعايشون فى نسيج وطنى واحد وشعب واحد، ولهذا لابد أن نتخلص من تعبير “الوحدة الوطنية” لاننى أراه مصطلحا غريبا وغبيا وغير مفهوم، فلماذا الحديث فى مصر عن الوحدة الوطنية.. هل هذا مقصود؟ سؤال أطرحه ـ

أستطيع أن أؤكد أن آباءنا وأجدادنا من مئات السنين لم يستخدموا هذا المصطلح، ولهذاعلينا أن ننتبه لمثل هذه المصطلحات التى تثير حفيظة الناس بتفسيره الساذج فى غالب الأحيان.

ويستطرد “خليني” أحكى لك حكاية خاصة، وسأعود بك إلى الوراء وأقول: لقد بدأت مشوارى مع هانى شنودة وأحمد منيب، وساعتها لو كنت تعاملت مع هانى القبطى وأحمد المسلم، ما كان محمد منير الذى بينكم، ولهذا فأنا أرفض بل أكره مصطلح “الوحدة الوطنية” ، لأننا فعلا شعب ونسيج واحد.

وأكد منير أنه يغني للإنسان، قائلا :«انحيازى الدائم وفى كل أغنياتى للإنسان، فقد غنيت من 36 سنة وقلت: “لا يهمنى اسمك ولا يهمنى لونك ولا عنوانك، يهمنى الانسان ولو ملوش عنوان”، ولهذا ساظل حريصا على أن إنحياز للإنسان».

نحن دائما لا ننظر إلا تحت أقدامنا، ولا نسمع حتى صراخنا لأنفسنا، فالعالم اهتز لجريمة قتل الرسامين فى فرنسا “شارلى إبدو”، وكلنا ضد القتل، ولكن أين العالم مما يحدث فى مصر؟ وأين كان العالم من جريمة قتل الرسام الفلسطينى ناجى العلى الذى اغتالته اسرائيل عام 1987 وهو يدافع عن الحرية وتحرير بلاده بالقلم والحبر والريشة، فمن سمح لكم بقتله بفعل هذه الجريمة وغيرها من الجرائم ، ولهذا فإننى أطالب وفى هذا الوقت تحديدا بأن نعيد التقدير والحق والتكريم للفنان الكبير نور الشريف، الذى قدم فيلما عن ناجى العلى قبل نحو 20 عاما، لابد للعالم كله أن يصفق لنور الشريف ـ شفاه الله ـ الذى تصدى لهذا العمل، وانتصر لمبدع ورسام كل هدفه المطالبة بالحرية لوطنه، فلماذا لم يلتفت أحدا له ؟، بل إنه وقتها تم محاربته فنيا وإعلاميا رغم إنه كان ينحاز للحرية، إذن عدو الانسانية هو الجهل كما ذكرت سابقا.

وعن رفضه الحصول على أي جنسية أجنبية، قال منير: كنت أستطيع الحصول على جنسية أخرى، ولكنى فضلت أن احتفظ بجنسيتى المصرية لأننى أحب أكون صناعة مصرية، ولأن مصر وجمهورى هو همى الأول، فأنا “شغلتى مصري”، وفى كل البلاد الاوروبية يعاملوننى بحب واهتمام، وهناك جولة غنائية كبيرة فى أوروبا نهاية مايو المقبل، والتى ستكون فرصة للمزج بين ثقافات مصر وغيرها وبدأت الدعاية والاعلانات فى الشوارع هناك وعلى مواقع الانترنت العالمية لهذه الجولة التى اعتبرها جولة مهمة ليس لى فقط بل للاغنية العربية فى هذا الوقت.

وعن حفلته القادمة في قطر، أكد محمد منير قائلا: “إن الفن ينحاز للشعوب والإنسانية، والموسيقى لاتعرف السياسة، ولأن الشعوب هى الباقيه، فضلا عن أن أغنياتى يسمعها الحاكم والمحكوم، ولهذا سأغنى فى قطر فى مهرجانها السنوى “سوق واقف”، نحن أمة عربية واحدة ، والشعوب هى التى تقود الحكام لأن تعمل لصالحها، ولدى قناعة أن الأمة العربية قوة، ولكى تكون قوة فاعلة ومؤثرة فلابد من وحدتنا وحبنا ومعرفة أن عدونا واحد”.

وعن ألتراس محمد منير، قال إن الألتراس موجود حتى فى أوروبا واسمهم “فانز – “fans وهى كل كلمة جاءت من كلمة ” fantic” أى ” المتعصب “، ومن حق أى فانز أن يحب محمد منير وحده ولا يحب غيره أو ينحاز لآخرين ، وهم عكس ما ظهر فى انجلترا، من مجموعات أطلق عليها “الهولجنيز”، وهذه المجوعات هى الأخطر والأشد تطرفا وتحدث مشاكل.

ويؤكد منير: لكن الألتراس المصرى كان دائما كالفاكهة وسط الطعام فى مباريات كرة القدم ، كان مثل الزهرية الحلوة الملئية بالورد، وتنشر رائحةحلوة ، لأن الألتراس أصلا مصدر البهجة فى الحفلات..

وأحب أن أوضح أننى مهتم دائما بملف الشباب، وأعتقد أن ملف الألتراس لابد أن يتم التدقيق فيه، ولايجب أن نضعهم محل شك، ورسالتى لهم واقولها بحب لأنهم أبنائى وإخوتي، وأقول لهم: مصر تحتاج بهجة ، فكل المصريين مجمعون الآن على عودة البهجة فى حياتنا وحفلاتنا، ولهذا أقول إن الألتراس محتاج “طبطة” حتى لو كانوا عاملين إزعاج للحكومة، وأعتقد أننى الوحيد القادر على أن يحدثهم و”الكلام معاهم” لأنهم تربوا على أغنياتي، وأستطيع أن أحدثهم دون خوف فهم لايطلبون منى إلا أغنية حلوة وحفلة جميلة، ولذلك لابد أن نعيد النظر فى التعامل مع الشباب، لأن مشكلتنا الحقيقية هى المصالحة مع الشباب، نعطيهم الخبرة ويعطوننا الطاقة والعمل، ولهذا أدعوهم أن يعودوا إلى روح البهجة التى يسعدوننا بها دائما، لأنهم طاقة حلوة وجميلة.

وأكد منير أن أغنية «إزاي» عبرت عما فى داخل كل مصرى وفى أعماقه، لأننا كنا نريد أن نرى نهضة مصر وجمالها، فكل مصرى كان يعانى من عدم رؤية نهضته ومستقبله، وأعتقد أن “إزاي” كانت صرخة وسؤال كل مصرى ، أما أغنية “متحيز” فأعتقد أنها تعرضت لمؤامرة .. ولا تعليق.

وأبدى منير ترحيبه بمرافقة الرئيس السيسي في زيارته المرتقبة إلي إثيوبيا ، قائلا :«اختلطت بثقافة قريبة منهم، ولكنى لست رجل سياسة ولا منظر فيها ، فقط “ممكن أعمل مع فنانين اثيوبيا شغل حلو، لأنى عايز المسألة تتحل بروح الفنانين وليس بروح السياسة، فالموسيقى لا تعرف السياسة، ولاتنسى أن القنوات العربية الفضائية أيضا القنوات المصرية أبعدتنا بعنصرية عن جمال الفن الأفريقى، الموسيقى ليس فيها عنصرية ولكننا لم نعط لأنفسنا فرصة أن نسمع الفن الأفريقى، وأعتقد أن الفنانين الأفارقة بداخلهم جرح من جانبنا، ولهذا لابد أن نهتم بهم، طالما سمعنا مطربين من شمال أفريقيا والخليج وغيرها فلماذا أبعدنا أنفسنا عن الفن الأفريقي”.

وأوضح منير أن الارهاب ينتهي عندما ينتهي الجهل، ففى اليوم الذى نعلن فيه أننا قضينا على الأمية والجهل لن يكون هناك إرهاب، والإرهاب له أشكال متعددة، وليس القتل “والعياذ بالله”.

وأشار إلى أنه من الجميل والعظيم أن يفتح الرئيس السيسى ملف الخطاب الديني، ولو أنه تأخر كثيرا، بسبب تراكمات السنوات الماضية، وأعتقد أن قضية الخطاب الدينى فى طريقها للحل ، وهنا أعرب عن عشقى وإعجابى بناجح إبراهيم، فهو أقرب الناس إلى قلبى وعقلي، وأرى أنه من أنضج العقول “اللى عندها اسلام مستنير” لأنه ذاق التجربة وأخذ عقابه، ثم عاش مع المجتمع، ثم اكتشف، ثم قام بتحليل التجربة، ثم كان خطابه الدينى فى شدة الاعتدال والاستنارة التى يجب أن يكون عليها الخطاب الديني.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى