رأي

محمود عزو | يكتب : إما الإعتدال , وإما الإعتزال

 

محمود عزو
” لقد كَثُرَ شاكوك ، وقلَّ شاكروك ، إمَّا إعتدلت ، وإمَّا إعتزلت ” عمر بن عبد العزيز في كتابه لأحد الولاة .
إن للرئيس شرعية , وهي شرعية معترف بها , ألا وهي شرعية الصندوق .. ولكن هذا لا يمنع أن يُنتقَد الرئيس ويُحاسب بل ويُعامل كأي
شخص في الدولة .. فما هو إلا موظف عام فوضه الشعب أن يتصرف في إدارة البلاد وذلك في إطار حدود صلاحياته
وفي إطار ” ما يرتضيه الشعب لنفسه .. وما يرى فيه الشعب مصلحة له ” وضع تحتها ما أردت من خطوط .
ولا يجوز أن تكون تلك الشرعية هي “الشماعة” التي إذا إنتقدنا بها الرئيس رغبة في “تقويمه” كما طلب فنجد من يصرخ : كيف تنتقدون
من إختاره الشعب ؟! .. كيف تنتقدون رجلاً جاء عن طريق الصندوق .. ؟!
إن الرئيس صاحب شرعية قانونية يتصرف على أساسها ولكن هل تلك الشرعية تنص على أن يموت الكثيرون في الشوارع والميادين
ويعذبون في أقسام الشرطة إلى آخره من الإنتهاكات التي لا تختلف كثيراً عما كان يفعله النظام السابق . ؟
كل هذا ونحن لا نزال نتحدث عن شرعية الصندوق !
صندوق .. أغلبية .. شرعية .. تصويت و إستفتاء كل هذه المفاهيم تنهار أمام دماء الشباب .. كل هذه المفاهيم لا يجوز الإعتماد عليها
كلية في تحقيق العملية الديمقراطية .. فلو كانت الديمقراطية بالصندوق .. وبالإستفتاءات .. لظل السود عبيداً لأبناء الجنس الأبيض
في أمريكا .. حيث كانت الأغلبية من أصحاب البشرة البيضاء .
هل الشرعية تنص على أن يكون قانون الإنتخابات غير مرضِ لكل الأطراف السياسية ؟
هل الشرعية تقتضي أن تفرض الأمر الواقع ثم تدعوا إلى حوار بشأن خطوات قد بدأت أنت في تنفيذها بالفعل ؟
هل الشرعية بالنسبة لك يا سيادة الرئيس أن ” ترى ما لايراه الناس ” ؟
هل الشرعية يا سيادة الرئيس أن تخلف ما وعدت به .. وإذا خرجنا لنقول لك أين ما وعدتنا به .. فتتهمنا بالخروج على الشرعية ؟
هل تعتبر أنك تحمل الشرعيه .. ؟ فإن كنت كذلك فالأولى بحملها من حمّلها لك وهو الشعب .
سيدي الرئيس … إذا كانت إجاباتك على الأسئلة السابقةِ بنعَم فأنا لا أملك إلا أن أنصحك وأقول لك :
” لقد كَثُر شاكوك ، وقلَّ شاكروك ، إمَّا إعتدلت ، وإمَّا إعتزلت ” .

بقلم | محمود عزو

مقالات الرأي تعبر عن صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقيه توداي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى