ثقافة و فن

مديحة كامل.. نجمة الإغراء التي أقنعتها ابنتها بالحجاب

2014_8_3_18_45_44_690

واحدة من أشهر وأجمل ممثلات الإغراء في السينما المصرية، عشقت التمثيل منذ صغرها واختارتها مدرستها لآداء دور رابعة العدوية على المسرح المدرسي، فحازت على إعجاب الجميع وحصلت على كأس الجمهورية في التمثيل وسلمها الكأس الفنان حسن مصطفى، ومنذ تلك اللحظة تعلق قلبها بالتمثيل، وبات حلمها أن تسير في طريق الشهرة والنجومية، فبدأت حياتها كعارضة أزياء، وبعدها قدمت عدد من الأدوار الصغيرة التي استطاعت بها أن تلفت إليها الأنظار.

الصعود إلى الهاوية

مرت مديحة بالعديد من المراحل الفنية، كان أولها وقوفها أمام النجم فريد شوقي في فيم “30 يوم في السجن”، بينما يعتبر كثيرون من النقاد أن النقلة الحقيقية في حياة مديحة الفنية هي إسناد المخرج كمال الشيخ لها دور “عبلة” الجاسوسة في فيلم “الصعود إلى الهاوية”، حيث نقلها الفيلم من الأدوار الثانية إلى أدوار البطولة، وهو الدور الذي عُرض على عدد كبير من الفنانات ورفضن القيام به خوفا من رد فعل الجمهور.

الميلاد

ولدت مديحة في محافظة الإسكندرية، وانفصل أبويها لتأتي مع والدتها للعيش في القاهرة، وتتخرج من كلية الآداب.

تزوجت ثلاث مرات، الأول وهو والد ابنتها الوحيدة “ميرهان” وكان رجل أعمال، والثاني مخرج، أما زيجتها الثالثة فكانت من محامي.

لمديحة شقيقة واحدة كانت ترفض عمل شقيقتها في الفن، وتعتبر عملها بالفن “حرام”، وهي التي ربت ابنة مديحة، فنشأت بعيدة عن والدتها لسنوات طويلة كانت لا تراها سوى مرات قليلة في المناسبات والأعياد، تزورها محملة بالهدايا، فتناديها بـ “طنط”، فلم تكن تعرف لها أما سوى خالتها، حتى اكتشفت أن مديحة والدتها، وعندما بلغت سن الثانية عشرة أخذتها مديحة لتعيش معها في بيتها.

طريق الإعتزال

كانت مديحة كثيرا ما تفكر في الابتعاد عن الفن، وأن يكون لها مشروعا تقوم عليه وتنفق من خلاله عليها وعلى ابنتها، لكنها سرعان ما تعود للتمثيل مرة أخرى.

وعن إعتزالها نشرت إحدى المجلات، سببا نسبته إلى مديحة كانت قد قالته خلال إحدى الجلسات الدينية التي واظبت على حضورها بعد الإعتزال “زهدت العمل والدنيا، كنت أتحاور مع نفسي وأنا فى غرفة الماكياج استعدادا لمشهد أقوم بتمثيله فى البلاتوه، وأقول لنفسي أنا بعمل إيه إلى متى، وكنت أشعر أنني غريبة عن الوسط الفني كنت أذهب يومياً للاستديو، ولم يستطع حب الناس لي القضاء على إحساس الغربة الذي أشعر به” ، فبدأت تشعر برغبتها في ترك مجال التمثيل، ليس إساءة في الوسط الفني لكنه شعور بدأ يستحوذ عليها، حسب قولها.

واعتبرت مديحة مرض والدتها جرس إنذار ينبهها بأن المرض ليس له ميعاد، وتضيف “بدأت رحلة التأمل وإعادة الحسابات مع نفسي، أدركت أن المرض ليس له ميعاد، من هنا شعرت أن الحياة ليس لها أمان”.

صدامها بابنتها

انتشرت العديد من التصريحات نُسبت لابنة مديحة “ميرهان” روت خلالها كيف كانت والدتها شديدة الحنية معها ولم تحرمها من شيء، ورغم ذلك ظلت الابنة رافضة لحياة والدتها وتخجل من مصارحة زملاءها بحقيقة الصلة التي تجمعها بالممثلة مديحة كامل، وطلبت من أمها أكثر من مرة تغيير نمط حياتها والابتعاد عن شرب السجائر والخمر وعن تصوير المشاهد المثيرة، وكانت تقابل مديحة كلمات ابنتها بثورة وغضب، مؤكدة لها أن هذه المشاهد هي التي تجعلها تُجيب كل طلباتها.

استمرت الحياة بينهما في شكل صدام لا ينتهي حتى سقطت مديحة فريسة للمرض وأجرت أول عملية جراحية، ووقتها شعرت بالخوف من الموت، وطلبت من ابنتها الدعاء لها بالشفاء، ووعدتها بتغيير حياتها إذا شفاها الله، وبالفعل ابتعدت عن الخمر والسجائر، ولكن هذا الابتعاد لم يدم طويلا، ليعود الصدام مجددا بينهما.

حاولت الابنة إقناع والدتها بحضور جلسات دينية، وبالفعل وافقت على حضورها، وفي يوم طلبت من ابنتها أن تصلي بها الفجر، واختارت الابنة أن تقرأ قول الله تعالى “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين”، ووفقا لهذه الرواية انهارت مديحة من البكاء وقررت وقتها إرتداء الحجاب، والإعتزال والابتعاد عن الفن تماما، وذلك عام 1992، حتى أنها رفضت استكمال مشاهدها في أخر أفلامها “بوابة إبليس”، فاضطر المخرج الاستعانة بدوبليرة، وتغيير مشهد النهاية، والتي كان من المقرر لها أن تكون نهاية سعيدة تعرف فيها البطلة أن ابنتها لم تمت، ويعود لها حقها، لكن بعد قرار مديحة لم يجد مخرج الفيلم مفرا من إنهاء الفيلم بموت البطلة.

توفيت مديحة في ليلة رمضانية بعد آداءها لصلاة الفجر مع ابنتها وزوج ابنتها، في يناير عام 1997.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى