جلست كعادتها بمفردها في نهاية اليوم لتتذكر كل ما ألم بها خلال ساعات طوال هي مدة تعاملها مع ( الناس )
توقفت عند مناقشات … جدال …. مواقف وأحداث
ابتسمت قليلا ابتسامة رضا عن النفس لكن سرعان ما تبددت تلك الابتسامة وظهر محلها نظرة مليئة بالندم … فهي على حد قولها مريضة … مريضة بعاهة التسامح !
عاهة لطالما أرقتها وأوجعتها بل الأغرب انها كانت على قدر ما تؤلمها على قدر تريح نفسها لكنها تعود فتتألم منها وتتألم …
لانها وبكل بساطة تشعر بان من حولها صار يدرك هذا الجانب فيها ويستغل هذا الخلق ..
إنه … خلق التسامح شردت قليلا .. ماذا لو أنني لم اكن كذلك
قررت ان تقرأ في هذا الخلق علها تستفيد وتهدأ نفسها
وبالفعل بدأت بالتصفح على الانترنت
دقائق قليلة وما عادت تشعر بأنها مصابه بعاهة … لكنها نعمة كبيرة ومنة من رب العالمين انعم بها عليها
قرأت عن خلق لم تكن تعي أو تدرك قيمته أو حتى تفكر حتى في اسمه .. هو خلق التغافل
التغافل عن الزلات وعدم الاهتمام أو الالتفات لها وعدم تصيد الأخطاء للآخرين سواء أساء لنا الآخر عن عمد أوعن غير عمد ..
حيث أن الترفع دائما عن سفاسف الأمور هو من خلق الكرام فقد قال الحسن البصري فيه ” ما يزال التغافل من فعل الكرام ”
كما ذكر الإمام أحمد هذا الخلق بقوله ” تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل ”
ولهذا الخلق أهمية من نوع خاص فهو من يقودنا بالتبعية للتسامح والذي يعتبر من أساسيات أخلاق ومعاملات الإسلام .
فالتسامح مع النفس أولا وعدم الضغط عليها في كثير من الأحيان … والعفو مع الغير يجعل الإنسان دائما في حالة تصالح مع النفس – حتى وان أساء البعض واستغل هذة المعاملة الكريمة – … وبالتالي ينعكس هذا على كامل جوانب الحياة .. مما يجعلها حياة هادئة مليئة بالنجاحات والانجازات … حيث ان التسامح يعتبر من أعلى درجات القوة الإنسانية
ناهيك عن انه خلق يرضي الله ورسوله .. فرب العزة يقول ” خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ”
……..
وهنا جلست باهتمام تدون بخطوط من نور كلمات جعلتها أكثر قوة وصلابة … بل وسعادة وفخر بخلق يجتاح كيانها كلة.. إنه وبكل الفخر …
أجمل أخلاق الإسلام …إنه … التسـامـح
المصدر | الشرقية توداي
مقالات الرأي تعبر عن صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن الشرقية توداي
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
