سياسة

مصدر سيادى: جلسة الحوار كارثة.. والرئاسة لا تدرى حجم تداعياتها

مرسي يناقش أزمة السد الأثيوبي مع ممثلي القوى السياسية

فجرت إذاعة لقاء رئيس الجمهورية محمد مرسى مع عدد من رؤساء الأحزاب والقيادات الدينية لبحث ازمة سد النهضة الإثيوبى على الهواء مباشرة حالة من الاضطراب فى أوساط دبلوماسية وسيادية جراء تصريحات بعض المشاركين فى الاجتماع والتى حملت ما تصفه مصادر دبلوماسية افريقية فى القاهرة ما يعد «تعبيرا مؤسفا عن نظرة شوفينية مصرية لافريقيا» و«الاحتقار  المصرى الكامن لدول القارة».

الهم الاكبر فى اعقاب إذاعة وقائع الاجتماع الرئاسى كان لدى سفارتى مصر فى السودان وإثيوبيا لاحتواء تداعيات العبارات الخطيرة والمسيئة التى جاءت على لسان بعض المشاركين فى الاجتماع والذين لم يكونوا يدركون انه يبث على الهواء فانطلقوا فى احاديثهم متحررين من أى كلفة تفرضها اللياقة السياسية.

وقال دبلوماسيون مصريون إنهم يواجهون مهمة صعبة لمحو الأثر السيئ لما جاء فى الاجتماع وبخاصة العبارات السلبية والتحريضية ليس فقط ضد الحكومتين الاثيوبية والسودانية ولكن ايضا ضد مكونات الشعبين الاثيوبى والسودانى. وتقول مصادر دبلوماسية مصرية فى الخرطوم واديس ابابا لـ«الشروق» إن هذا الاجتماع «كارثة» و«مصيبة كبرى»، مشيرة إلى أن ما تردد فى هذين الاجتماعين اثار حفيظة الخرطوم واديس ابابا ليس فقط على المستوى الرسمى ولكن ايضا على المستوى الشعبى.

وتسعى سفارتا مصر فى اثيوبيا والسودان لنقل رسالة طمأنة إلى البلدين بعد دعوة بعض المشاركين فى الحوار إلى إثارة قلاقل داخلية واستعداء الدول الافريقية بعضها على بعض وتقديم رشاوى لقيادات سياسية وقيادات قبلية بل واتهام دول افريقية بالعمالة بصورة مباشرة. وتقول مصادر «الشروق» انها بادرت بابلاغ الجهات الرسمية وقيادات فكرية وشعبية أن ما طرح فى اجتماع الرئاسة لا يعبر عن الموقف الرسمى للقاهرة وانما عن اراء من تحدثوا، مع التأكيد على أن الرئيس لم يتبن اطلاقا ــ «لو بالايماءة» على حد قول احدهم ــ موقف المتحدثين وانما كان مستمعا فقط.

«اكدنا أن الرئيس مسئول عما يقول وعما يصدر عن مؤسسة الرئاسة فقط وليس عما تقوله المعارضة من آراء يآتى بعضها قاسيا فى ظل شعور قوى بالقلق لدى المصريين من احتمال تعريض مصر لموجة جفاف قاسية ونقص الطاقة،» بسبب السد الإثيوبى بحسب مصدر مصرى فى الخرطوم، الذى اضاف أن هناك حرصا مصريا كاملا على التواصل مع القيادات السياسية الرسمية والشعبية للتأكيد على «احترام مصر للدعم السودانى للقاهرة والامل فى استمرار التعاون المصرى السودانى فى كل ما يهم البلدين».

من ناحية اخرى اعتبر مصدر فى جهاز سيادى أن بث الاجتماع الرئاسى امس كان «كارثة بكل المعايير» وان ما قيل فيه «تسبب فى مشاكل لا يمكن وصفها لانه يضع مصر فى موقف الدفاع عن النفس وانه اثار حفيظة الكثير من الجهات فى افريقيا بل وساهم فى أن تتحرك اثيوبيا فورا لمخاطبة عواصم افريقية لدعم موقفها فى ضوء ما تردد فى هذا الاجتماع»، مضيفا «تم ابلاع الرئاسة بحجم الكارثة وندرس سبل التعامل معها واقعيا بعيدا عن أى بيانات رسمية لن ترضى احدا».

من ناحية اخرى ابدت مصادر دبلوماسية اجنبية فى القاهرة اندهاشها من قرار مؤسسة الرئاسة بث مثل هذا الاجتماع على الهواء، وعلى حد قول احدها «ان الامور فى مصر  اصبحت تدار بطريقة يصعب تفسيرها ونحن لا نفهم فعلا إذا ما كان هذا الامر هو خطأ غير مقصود ام انه خطأ مقصود للاساءة لاشخاص بعينهم»، بينما قال اخر «بالتأكيد فإن الجدل حول هذا الاجتماع يؤكد لنا ما نلمسه بالفعل من أن هناك ادارة فوضوية للامور فى مصر، وهذا هو مبعث القلق الحقيقى لدينا، فنحن قلقون من الفوضى فى مصر».

المصدر 

 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى