أخبار العالم

ناجون مصريون يدلون بشهادتهم حول انفجار بيروت

مصريون بشهادتهم حول انفجار بيروت

لحظات عصيبة وأجواء مشحونة يعيشها اللبنانيون منذ مساء أمس، فلم تأبى الكوارث أن ترحم شعبا يعاني من ظروف استثنائية، بدءًا من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، لحقها تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وأخيرًا انفجار مرفأ بيروت الذي هز الرأي العام الدولي أجمع.

وفي خضم تتابع الأنباء، التي أكدت سقوط أكثر من 100 قتيل و4 آلاف جريح، كان للمصريين نصيبا من الكارثة التي حلت ببيروت، فعاشوا اللحظات الصعبة بمشاعر مختلطة، ما بين صدمة ورعب، وخوف من مستقبل ازدادت ضبابيته بعد هذا الانفجار.

«كنت ممكن أكون من القتلى»، بهذه العبارة افتتح المهندس محمد يوسف، المقيم في بيروت منذ 5 أعوام، حديثه عن الانفجار، قائلًا إنه كان في محيط المرفأ قبل أن يغادره لظروف خاصة.

يروي «يوسف»، أنه توجه إلى محيط المرفأ لتناول القهوة مع أحد أصدقائه، وكان لقاءهما على مقربة من المستودع رقم 9 الذي شهد الانفجار: «بقاله تقريبا خمس سنين مقفول، وبيقولوا فيه أشياء ممنوعة، وامبارح سمعت إنهم هايشتغلوا فيه».

وخلال جلوسه مع صديقه، علم «يوسف» بأن عددا من العمال دخلوا المستودع لبدء العمل فيه، وهو ما تزامن مع تلقيه لمكالمة هاتفية من أسرته، اضطر على إثرها إلى مغادرة المكان، ليفاجأ، بعد فترة من قيادة سيارته، من سماع دوي انفجار بسيط، تبعه آخر ضخم.

يستطرد «يوسف» حديثه: «الدنيا كلها اتهزت، حتى الآن وداني تعبانة منه، ونزلت حجارة على سيارتي ووقفت وأنا مرعوب، بصيت من العربية لقيت الدخان مالي الدنيا، وأصوات صراخ وعمارات كتيرة بيحصل فيها تكسير، كأنها حرب وطائرات بتضرب».

لحسن حظه، يقطن «يوسف» في منزل بعيد عن محيط الانفجار، رغم هذا أثر الحادث عليه سلبا، ففقد 2 من أصدقائه كانا يعملان في المرفأ، كما تضرر محل عمله بسقوط واجهة بنايته بالكامل: «الله أعلم إيه اللي هايحصل، كورونا جت وبعدها الانفجار».

ما شهده «يوسف» عاشه كذلك ياسر شهاب المقيم في بيروت منذ 20 عاما، فكان في محل عمله بمحطة الوقود التي تبعد عن المرفأ بـ10 دقائق فقط، وبطبيعة الحال رأى مشاهد صعبة تزامنا مع وقوع الانفجار.

خلال الحادث، فوجئ «شهاب» بانفجار ضخم دفع جميع المارة والسكان إلى الهرولة في الشوارع، إلى جانب تحطم زجاج نوافذ العقارات المحيطة حسب روايته .

وتأثر محل إقامة «شهاب» بالانفجار، حيث تحطم زجاج النوافذ، وهو نفس ما لحق مكان عمله: «من ضغط الانفجار الإزاز في العمارات نزل في الأرض، والشبابيك والبيبان طارت».

ويتابع «شهاب» روايته قائلًا إن عمله تأثر بما وقع مساء أمس: «حركة الشغل قلت لـ90%، النفسيات محبطة، والوضع الاقتصادي صعب والليرة منهارة، لبنان بتعاني من الأحداث، قبل كورونا كان في مظاهرات، والأحداث متسارعة جدًا، كل ما تهدا تشتعل من جديد».

كذلك كان أيمن عبدالغني قريبا من محيط الانفجار وقت حدوثه، أثناء عمله في أحد الأستوديوهات الخاصة بالدبلجة في منطقة الحمرا ببيروت: «فجأة سمعنا صوت ضعيف قولنا يمكن تكون أنبوبة بوتاجاز، لكت تبعه انفجار كبير جدا، حتى الأساسات المتواجدة في الأستوديو اتهزت كإنه زلزال».

فور وقوع الانفجار اكتست العاصمة بدخان كثيف حسب «عبدالغني»، كما امتلأت الشوارع ببكاء السكان في مشهد يعكس حالة الخوف التي تملأ نفوس اللبنانيين: «الشعب خائف من هوس الحرب غير المظاهرات، البلد في حال اضطراب كامل».

وتضامنا مع ضحايا الحادث، يوضح «عبدالغني»، أنه، مع مجموعة من المصريين، أعلن عن إمكانية استضافته لعدد من المتضررين من الحادث، بجانب الرغبة في التبرع بالدم لإنقاذ الجرحى.

جديرٌ بالذكر أن السفارة المصرية في لبنان أعلنت، عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيس بوك»، عن وفاة 3 مواطنين مصريين جميعهم من مركز سمنود بمحافظة الغربية، وهم رشدي رشدي أحمد الجمل، وإبراهيم عبدالمحسن السيد أبوقصبة، وعلي إسماعيل السيد شحاتة، مع تأكيدها على اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل الجثامين الى أرض الوطن.

من جهته، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب، أن 2750 طنًا من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ ست سنوات في مستودع خطير، كما كشف علماء الزلازل أن ضغط الانفجار، الذي اقتلع النوافذ في مطار بيروت الدولي الواقع على بعد 9 كيلومترات من المرفأ، يعادل زلزالا بقوة 3.3 درجات على مقياس ريختر.

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى