أعمدة

مصطفى النجار | يكتب : عفوا عصام حجى أنت لست عنتيل !

elnagar

نزلت بنجاح المركبة «فيله» ضمن المهمة الفضائية «روزتا» لأول مرة على سطح مذنب لتكون لحظة تاريخية للإنسانية كما وصفها رئيس مركز أبحاث الفضاء الأوروبي وسوف تقوم المركبة بدراسة العناصر الأساسية التي ساهمت في نشأت وتطور الحياة على كوكب الأرض.

ولم يشفع لهذا الإنجاز التاريخي أن تحمل المركبة أسماء مصرية تاريخية ووجود باحثين مصريين مشاركين بالمهمة لدى اعلامنا للإهتمام بهذا الحدث الذي يتصدر في هذه اللحظة كل وكالات الأنباء بينما تتصدر أخبار العنتيل والفضائح والسباب على الفضائيات وسائل الإعلام اليوم

بكل الفرحة التي أحسها أنا وزملائي المصريين المشاركين في هذا الإنجاز الذي نهديه لكل شباب الوطن عله يزرع الأمل ويؤكد أن شباب مصر الذي تتناوب وسائل الإعلام على الحط من قيمته قادراً على أن يساهم في أكبر وأعقد التحديات العلمية. المصريون في هذا اليوم: (1) د. رامي المعري، ٣٥ سنة (2) د. أحمد الشافعي ٢٨ سنة، (3) عصام حجي، ٣٩ سنة، (٤) د عصام معروف، ٥٦ سنة .

طموحات وأحلام وأمال تكسر واقع ملأته أصوات الجهل والكراهية التي بنت للإحباط معبدا خالداً، وللجهل حصناً منيعاً، وأسأل نفسي اليوم هل أصبحت نجوم السماء أقرب لنا من تراب الوطن؟ )

كانت هذه كلمات العالم المصرى الشاب عصام حجى مستشار رئيس الجمهورية السابق للشئون العلمية والذى تعرض لحملة تشويه قاسية وتخوين وشتم وسب وقذف واتهامات بالعمالة عقب انتقاده لجهاز علاج الإيدز الذي سبب فضيحة علمية دولية لمصر بينما كانت كتائب التطبيل والنفاق والجهل تدافع باستماتة عن وهم لا أساس علمى له وثبت بالأيام حجم الخديعة الكبرى التي تعرض لها الملايين من المصريين البسطاء الذين تعلقوا بأمل كاذب للشفاء ساعد على ترويجه إعلاميون فقدوا كل معانى الموضوعية واحترام عقول الناس

تحمل كلمات عصام حجى مرارة بلا حدود وهو يصف أولويات الإعلام في مصر التي تعبر عن الحالة العامة التي يمر بها الوطن، لو كان هؤلاء العلماء الأربعة من دولة تقدر قيمة العلم لهللت وسائل الاعلام لإنجاز أبناء الوطن وتشريفهم لبلادهم ولكننا مشغولون بالبحث عن سر شفرة أبلة فاهيتا وتتبع أخبار مؤخرة كيم كاردشيان وبمغامرات السبابين والشتامين على الفضائيات وبالتحليلات الخزعبلية التي يتحفنا بها السادة الخبراء الفضائيين وبحكايات الزواج والطلاق والحياة الشخصية للأخرين، نحن مشغولون بالبحث عن كل ما يضيع وقت الوطن في غير فائدة، فكيف نهتم بأى إنجاز علمى ؟

أتذكر هذه السيدة الكريهة التي ظلت على مدار أيام كثيرة تهاجم عصام حجى وتتهمه بالعمالة للغرب لأنه صرخ في وجه أنصار الجهل وعشاق الخرافة والدجل وقال ارحموا مصر من هذا العبث، أتذكر هذا الوجه التليفيزيونى السمج ذو الأفكار البلهاء والذى جعلوا منه فجأة مذيعا وهو يصرح ويمارس ( الحزق الوطنى ) ويقول إن عصام حجى يعمل لصالح الإخوان ويجب ألا يعود إلى مصر مرة أخرى

أتأمل المشهد الأن بعد انتهاء مولد التطبيل للوهم وأتفقد مكان كل طرف، رحل عصام حجى ورحل المخترع الصغير ورحلت ألاف العقول النابغة وبقىّ لنا الطبالون والمنافقون والمختلون يطلون علينا بوجوه كالحة يصرخون في وجوهنا بتفاهات وخزعبلات تزيد الوطن تأخرا وشقاقا وردة للخلف

فلتسامحنا يا عصام حجى فأنت لست عنتيل حتى يهتم بك الإعلام ولست خبيرا في حكايات المؤامرات وأساطير الفزاعات حتى يسلط عليك الاعلام الضوء، يا سيدى هنا قوم قرروا قطيعة العلم وتقديم الجهل وتقديسه فلا تلتفت إلينا، نحن باقون في مستنقعنا حتى إشعار أخر، أكمل أنت ورفاقك وكل علماء مصر رحلة علمكم فربما يقدر الله يوما الخير لهذا الوطن ويستطيع الاستفادة من علمكم وتفوقكم، ولا عزاء للمستقبل !

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى