مقالاتمقالات القراء

مصطفى حامد| يكتب: الاغتراب الديني

الإغتراب موضوع شائك متعدد الجوانب و المناقشات تكلم عنه العديد من الفلاسفة و أصحاب الفكر مثل كارل ماركس و فيلهلم هيجل حيث كان لهم أشد الأثر فى فهمه و تتبع نتائجه و لكن ما يعنينا هنا هو أن الإغتراب له مسببات متنوعة و دواعى حدوث كثيرة و بهذا تكون النتائج المترتبة علي حدوثه و ما ينتج عن استمراره نتائج متشعبة و متباينة فى أوجه عدة من وجوه الحياة المحيطة بالفرد المصاب منها الجانب النفسى و الإجتماعى و الدينى حيث أن الأخير هو موضوع هذا المقال و بإسم الله نقول .

الاغتراب الدينى ببساطة هو بعد الفرد عن معتقداته الدينية بعدا يشكل فيما بعد عائق شديد أمام طريق العودة و البعد هنا ليس معناه الكفر و لكن معناه الإهمال للنصوص و التعاليم المرتبطة بتلك المعتقدات إرتباطا يشد من عضدها يوما بعد يوم حيث أن الفرد يترك رويدا رويدا إيمانه يتحلل و يتبخر فى الهواء المسموم بالذنوب و المعاصى فيبتعد عن ربه و عن طريق الهدايه من هنا يدخل الإغتراب إلى قلب العاصى فيشعر نفسه غريب عن موطنه و مسقط رأسه ولنا فى ذلك شواهد كثيره إنظروا لذلك الشخص المار بجوار مسجد يقيمون به صلاة الجماعه تفحصوا نظرته لصفوف الجماعه و صوت الإمام أنها نظره الحنين نظرة المغترب عن الناس و الأهل لسان حاله هذا مكانى و أنا عنه بعيد هذه هى غربة الدين فالعاصى قلبه مفطور بغربة الذنوب فلذتها تنتهى فور إنتهاؤها و لكن يبقى الندم عليها بالقلب مصابا صاحبها بالإغتراب عن فطرته الأولى و مكانه الطبيعى بين الطائعين المؤمنين .

لهذا فالhغتراب الدينى أشد أنواع الإغتراب فهو بداية كل إغتراب أخر يؤدى إلى إغتراب النفس عن ذاتها الأولى الصافيه من كل شائبة ذنب أو معصيه و يؤدى أيضا إلى إغتراب الفرد العاصى عن المجتمع المؤمن الذى هو أحد أفراده ولكنه شارد هائم على وجهه فكما أشرنا الإغتراب موضوع شائك خطير و الإغتراب الدينى أشد أنواعه . عودوا إلى الله سبحانه وتعالى و إسكنوا موطنكم الأصلى.

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى