مقالاتمقالات القراء

مصطفى حامد | يكتب : النار الساكن في الضلوع

نعم إنه النار المتأجج المتغيظ دائما الساكن بين الجنبات و الضلوع حارق جدران القلب بلهيب لا ينتهى يأكل الأخضر و اليابس إنه الحسد و العياذ بالله الرحمن بعباده من الحسد و ما ينطوى عليه من نار تأكل القلوب كما تأكل الجياع فرائسها.

فالحاسد يحيا جحيم يومى لا ينتهى كاره لنفسه و لحياته ناقم على الأخرين و ما معهم جاحد لأنعم الله عليه تتأرجح مشاعره بين الحقد و الغل و الجحود فالحاسد يتمنى زوال النعمة عن الآخرين و ذهابها إليه فقط و إن تعذر ذلك فتزول عن الأخرين و كفى فكل ما يهمه و يشغله زوال النعمة عن الأخرين .

أما إن تمنى له مثل ما للأخرين دون تمنى زوال النعمة عنهم فهذا التمنى يعرف بالغبطة و هو حسد إيجابى يدفع صاحبه للإجتهاد و العمل و لكن الحسد الذميم المقصود هنا هو ذلك الذى ينطوى على ذنب عظيم نسأل الله عزوجل أن يحفظنا من شركه ألا وهو الإعتراض على قدر الله و قضاؤه .

فنعم الله علينا واجب شكرها و حمدها كى تبقى و تزيد و تستمر و صحيح أن الإنسان العادى يألف النعمة و يعتادها و يفقد الشعور بقيمتها تدريجيًا لكن يبقى المؤمن الحق وحده لا يركن لذلك الاعتياد قدر استطاعته فهو كثير الشكر و الحمد فأنت تبصر و تسمع و تتذوق و تشعر و المزيد العديد الذى لا يحصى من النعم ولكنك ألفت ذلك فما عدت تشعر بقيمته وهذا خطر يجب إجتنابه بالشكر و الحمد.

أما الحاسد فهو يعتاد النعم التى يملكها و يمتنع عن الشكر و الحمد حتى يملؤه الجحود و من ثم الحسد فالإعتراض على قضاء الله و كل ذلك مقترن ببعضه متزامن وقت الحدوث فلو علم الحاسد أن نصيبه من نعم الأخرين يزيد عن نصيبهم لكف عن الجحود و لرحم روحه و ذاته من ظلمه لها و لأضحت حياته غير تلك السوداء التى يدور فى فلكها دون مأوى.

فإنظر للعالم المنعم عليه بالعلم و للممثل المنعم عليه بخفة الظل و الكاتب المنعم عليه بملكة الشرح و التوضيح و المتصدق المنعم عليه بوفرة المال و المرأة المنعم عليها بالأدب و الحياء و حلاوة الوجه و الروح .

كل هؤلاء نصيبهم من نعمهم أقل من الأخر المتلقى عنهم فأنت الذى تنتفع بعلم العالم و تسر بخفة ظل الممثل و تتزوج من المرأة الجميله و يصيبك مال المتصدق فأنت المنتفع حقا و ليس هم ولهذا نقول للحاسد علام تحسد الأخرين على نعم يحملوها لك انظر كيف تؤذى نفسك و تظلمها و تترك الحسد نارًا تأكلها فيا حاسد كفاك هما و غما بحياتك تحسس طريق العوده لله جل شأنه توب عن ذنوبك و إشكر لنعمك و إحمد الحق سبحانه و تعالى فى كل مرصد تعود لك حياتك الجميلة و يزول عنك الحزن و الإغتمام.

كن مشغول بنفسك وإترك ما قد يحملك على العدوان و الشر لا تركن لنفسك و هواك و تحين محاربة الشيطان لك دائما فتحصن بالإيمان و حسن الظن بالله كفاك ظلما لنفسك فأنت تملك ولكنك فى غفله عن ما تملك فإنفض غبار الشر و إرجع لصوابك.

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى