مقالاتمقالات القراء

مصطفى حامد| يكتب: ما زاد عن الحد إنقلب للضد

إنها فعلاً لحكمة رائعه مفيدة لأقصى الحدود تناقلت عبر عبق السنين من خبرات وتجارب بنى الإنسان فكما هو واضح بدون تفصيل أن أى شىء زاد عن حده أصبح ضدا لمعناه الأولى فالشجاعة إن زادت أصبحت تهور و الحرص إن زاد أصبح بخل فما بين كل ضدين إلا شعرة بسيطة تفرق بين ما يؤول عنهم وينتج بتطبيقهم و من هذا المنطلق أردنا توضيح أمر هام يندرج تحت طائلة تلك الحكمة ألا وهو المغالاة فى الحب و الكراهية و مايترتب على ذلك من مصائب و أهوال .

لنأتى للحب أولاً فنعود إلى سنين ما وراء الميلاد بل و لأبعد من ذلك فنذكر أن البشر منذ هبوط سيدنا آدم إلى ما قبل سيدنا نوح كانوا على الفطره الدينية السليمة دون شرك أو كفر و ما كان يرسل النبيين إلا لتجديد التعاليم و النصوص و لكن ماذا حدث بعد ذلك ماذا حدث لبنى الإنسان كى يتطلب الأمر إرسال نبى لردهم لفطرتهم الدينية و إنهاء حالة الكفر بالله التى سادت حينها حدث ما لا يحمد عقباه حدثت المغالاة فى الحب و زاد الشىء عن الحد حيث عاش كلاً من ود و سواع و نسر و يعوق و يغوث بشر من أولياء الله الصالحين الذىن إرتبط الناس بهم إرتباط وثيق و أحبوهم حباً جمًا لصلاحهم و حسن عشرتهم فكانوا نعم العباد الزهاد الذين تنعم فى الصلاح كل من انتهج نهجهم و صار على دربهم وبعد وقت غير معلوم ماتوا الصالحين و فجع الناس لذلك و تألموا أشد الألم .

فأشار عليهم الشيطان بعد أن زاد الحزن عن حده الطبيعى و من منطلق الحب الزائد كما أشرنا من قبل أن يصنعوا لهم تماثيل يتذكرونهم بها و تكون أرضهم مباركه بالحفاظ عليها و هنا إتبع الناس خطوات الشيطان و مع مر السنين و تعاقب الأجيال تحولت تلك التماثيل لأصنام يعبدها الناس من دون الله و بعث سيدنا نوح لإعادتهم لرشدهم و لطريق الهدى فهكذا تحول حب الأولياء الصالحين إلى عباده و شرك حينما زاد عن حده و هذا مازال يحدث إلى الأن فى ثقافة الموالد و ما يعتنقه مريديها ولنذهب الأن للكراهية و التى يعج بها العالم أجمع فالأمثلة عليها لا تعد و لا تحصى و لكن لنعود إلى للوراء لنذكر أشد الفتن فى تاريخ دولة الإسلام و المستمره إلى الأن فكرا و أحيانا أفعال تلك الفتنه التى ضربت أركان الدولة الوليدة بعد مقتل سيدنا عثمان بن عفان و كيف تحول ذنب القتله لكراهية ملئت جنوب أقارب ذى النورين و تحولت مع الوقت لحالة إنتقام و رد شرف عائد لأفكار الجاهلية فكان فكرهم منصب فقط على القصاص وليس أى شىء غيره أو قبل تنفيذه و لهذا حينما حاول الإمام سيدنا على بن أبى طالب بتوطيد مفاصل الدولة أولاً ثم القصاص دبت الفتنة و تقطعت بسببها أواصر الود و تحول كل شىء إلى نتاج كراهية و إنتقام و تقاتل المسلمون فكان القاتل و المقتول فى النار و ظهرت الجماعات ذات التعصب الفكرى و التطرف الدينى مثل الخوارج و هكذا زاد الشىء عن الحد فإنقلب للضد و نتج ما لا يحمد عقباه دائما أبدًا و لم تنتهى تلك الفتنة إلا برحمة الله و فضله مع أن أثارها ممتدة إلى الأن.

و لهذا و بناء على كل ما سبق إحذروا المغالاة فى أى شىء و كونوا أمة وسط كما كتب لكم و أمرتم به فالمغالاة وابال و سوء و مصائب تستمر دائما كينبوع أهوال لا ينضب .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى