مقالات

مصطفى حامد | يكتب: سياسة تبادل وجهات النظر

 

15036373 1165790010174299 5847012220090421622 n

كما هو معلوم الآن أن تبادل وجهات النظر بين عامة الناس أصبح أمر مخيف لما يسببه من خلاف و بغض و من ثم عدوانيه فحالة الشد و الجذب بين البشر أصبحت حالة عداء واضحة يتجلى كل فرد فيها فى إثبات وجهة نظره حتى وإن كانت خاطئة بدون علم منه أو بعلم المهم هو الفوز بمعركة النقاش وليس المهم الوصول للإتفاق ولكن لم يكن هذا هو حالنا فى عالمنا الإسلامى.

لم يكن هذا حال المسلمين في نقاشاتهم ولكن أصبح حالهم أسوأ رويدا رويدا حينما إبتعدوا عن تعاليم ونصوص وهدى ديننا الحنيف و كمثال بسيط كقبس نور من تاريخ المسلمين الأوائل حدث بغزوة بنى قريظه أن قال قائل لعامة المسلمين كلسان حال لأبا القاسم صل الله عليه و سلم يا معشر المسلمين من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا ببنى قريظه و بالطبع لبى القوم النداء وتحرك الجيش في طريقه للمعركة و إذ بالعصر يؤذن فقالت فئة من المسلمين حى الصلاة فردت عليهم فئة أخرى لقد أمرنا رسول الله صل الله عليه وسلم أن لا نصلى العصر إلا ببنى قريظه وعلى هذا تدخلت فى الأمر فئة أخرى تماماً كتوضيح للأمر وأفادت أن الأمر لم يكن أمراً ولكنه كان حديث لسرعة الإستجابة و شحذ الهمم ولكن جاءت من بعيد فئة أخرى أيضا لتؤكد رأيها و أن الأمر كان واضح و واجب النفاذ.

وهكذا إختلفت وجهات النظر بين صفوف المسلمين على أداء فرض الصلاة و لكن السؤال هنا هل تناحر القوم هل دبت البغضاء بالقلوب هل حدث شد و جذب مزق وحدة الصف؟ الإجابة ببساطة لا لم يحدث ولم يكن ليحدث بين أناس إلتزموا بدينهم الحنيف بل على العكس تماماً مر الأمر بسهولة تامة وصلى العصر من صلى و إنتظر من إنتظر و أتم صلاته ببنى قريظة ولم يحدث أي شىء سلبي على الإطلاق فأين نحن من ذلك التناغم و الود و حب الفضيلة و مكارم الأخلاق سؤال سيبقى طويلاً بدون إجابة

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى