مقالات القراء

مقالات القراء|محمد فتحى الجابرى يكتب:عيناك

1

سُبْحانَ ربّي خالق ِ الأكوانِ

سُبْحانَ مُبْدع ِ هذه الأجْفانِ

وتبارك الخلاقُ فيما قدْ خلقْ

حُسناً مُحلَّى صنـْعة َ الرحمنِ

لا تُغْمضي عينيكِ إنّي عاشقٌ

أبصرتُ فيها منْـزلي ومكاني

ورأيتُ فيها غُرْبتي ليلاً علي

أهْدابـِها ومنــــــارةً لكياني

بسوادِ عينِكِ قدْ طليتُ مدينتي

فغدَتْ ليالي العُمْر ِ طيبَ جِناني

كمْ جِئتُ عينيكِ الحزينةِ سائلاً

وطنٍ لقلبي مُنْشداً لأغاني

هذا الهوى كحرائق ِ الأقدارِ ِ

تحْرقُـني وتُغـْرقني فلا ألقاني

لا تُسْبلي جفنيكِ كي أبْقى على

أسْري لعينٍ مُرُّها حلاني

تلك العيونُ غمامةٌ أمْطارُها

تحْوي حروفاً مثلَها ومعاني

في كُـلِّ عينٍ غابةٌ مُزدانةٌ

بزهور ِ عشقٍ قدْ أتى لزماني

هذي العيونُ ولادتي فيها كما

تلدُ الرياضُ مزاهرَ الريحانِ

هذي البلادُ متاهةٌ أقضي بها

شيخوختي وطفولتي بأمانِ

إنّي أهيمُ علي وجوهِ الشعْر ِ في

وَجَلٍ إذا أبْصرتُها تنساني

عيناكِ موطنُ كلِّ سحْرٍ خالدٍ

وبها صِفاتُ الوجْدِ في الأحْزانِ

فتقرّبي منّي بأمواجٍ علي

أطرافِها عبقٌ من الشُطآنِ

قدري عيونُكِ يا اميرةَ دُنيتي

أنتِ الربيعُ المورقُ الأغصانِ

عيناكِ تطلعُ لي مِن الأوراقِِ ِ ، مِن

قارورةِ العطر ِ الذي يهواني

ومن الليالي الخائفاتِ مصيرُها

ومن الصباحِ القادمِ السكرانِ

عيناكِ تزرعُني بأرضِ خُرافةٍ

مجْنونةٍ زهْري بها هذياني

فتعقـُّـلي وتخبُُّـلي وجميعُ

أحْوالي عيونُكِ دارُها عُنواني

ونعيمُ قلبي ، نارُ عُمْري لحْظُها

شوقٌ أمات مشاعري ، أحياني

إن كان حرقي من عيونكِ يا

غرامي ، مرْحباً بالويلِ والنيرانِ

بقلم: محمد فتحي الجابري

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى