مقالات القراء

مقالات القراء | أحمد حلمي أيوب يكتب : وتعاونوا على البر والتقوى

 

untitledg 2
احمد حلمي ايوب

أتأذى  يوميا منذ الاستيقاظ  و متابعتي للأخبار و الأحداث التي تمر أمامي و أمام الجميع التي تخص أحوال البلاد هذه الأيام و خاصة الأحداث التي تخص الدين …
كنت معتقدا و مقتنعا قبل ثورة 25 يناير أن البلد بها قطبين متعاونين يمد كل منهم يده للأخر و هم المسلمين و المسيحيون ومقتنعا أن هذا الاعتقاد راسخا عند الكثير … و لكن للأسف اليوم  اختلفت الموازين والمسميات  و أصبحت غريبة و عديدة  و بالتحديد التي تخص  المسلمين …

ففي الماضي الذي ليس ببعيد كان المسلمون على مبدأ و نهج واحد بدا من المعاملات وإنتهاءا بالعبادات و كان يسود طبع مشترك ألا و هو الرباط ليوم الدين …وكان سعيهم لتطبيق قول رسول صلى الله عليه وسلم: ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى”.  و لكن للأسف بدأت بعض الأمور في الظهور و بانت متضحه  و غرضها هو اثاره الفتنه بين رباط المسلمين … فللأسف أصبحنا نجد المسلمين مقسمين داخل البلاد إلى أحزاب و جماعات و الأكثر إيلاما و أسفا هو تحفز كل جماعه منهم ضد الأخرى … أصبحنا نجد تحت مظله الاسلام  مسميات عديده كل منها يعتبر نفسه هو مصدر الإسلام في الوقت الحالى و لا حول ولا قوة الا بالله … فعندنا الاخوان المسلمون و السلفيون و البهائيون و أنصار السنة و الصوفيون و علماء  الأوقاف … بصرف النظر عن أى  شيء وذلك لعدم الخوض فى امور يطول شرحها…. إلا انه ما يؤلمني تحديدا هو عدم الاتحاد بين كل هذه الطوائف … فبالتأكيد لا مانع في أن ينتشر الإسلام و يجوب العالم عن طريق ملايين الجماعات و الأخوان ولكن باتفاق بينهم على توحيد الرسالة الدعويه و تطبيق كل ما أمر به الله و ذلك بدون أى اختلاف بينهم … ولكن للأسف أصبح من الممنوع ان تتدخل  كل جماعه في أمور الأخرى  أو في طريقه تفكيرها اقتناعا من كل جماعه انها على الصواب و لا يجوز أن تسير على نهج الجماعة الأخرى … و هذه هي الطامة الكبرى … أصبحت هذه الجماعات تسلك مسار الاستقلال عن فكر الجماعات الأخرى  في توظيف الدين و عباده الله … و للأسف الضحية في كل هذا هم الأبرياء اللذين ليس لهم في هذه الحياة سوى طمعهم في أن  يعبدوا الله لكي يرضى  عليهم وان يتبعوا أوامره و أحكامه  و أن  يطبقوا العبادات  متخذين في ذلك  مبدأ أن الإيمان بالله هو ما وقر في القلب و صدقه العمل
و يبقى السؤال … ما حل هذه الصراعات الدينية داخل المسلمين وهل هو بصعب أن تتوحد كلمه المسلمين داخل البلد … بل في العالم اجمع ؟

يجب على الجميع و اولهم رجال الدين ان يحذروا لأمر هام جدا و هو أن  هذه الصراعات  و إن كانت خفيه للكثير فهي موجهه لنا من أشخاص متابعين جيدين لأمور ديننا و عاكفين على إيجاد الثغرات التي من خلالها يقوموا بهدم الترابط الذي بيننا أو أنهم ليسوا سوى مخربين لعقول المسلمين و للدين ..

ففي الماضي كانت الفتوى تأتى من رموز الدين والأمة المبجلين و المذاهب الفقهية كالشافعي و المالكي و ابن حنبل و الحنفية و كان الدين يسيرا علما بأنه الأصل في ذلك هي سنه الرسول صلى الله عليه و سلم و التى جاءت مفسره لكتاب الله و قوله و ليست بالمكملة و اقصد ليست بالمكملة أن الرسول عندما بعث فهو بعث ليعلمنا ديننا و امور حياتنا و يضع لنا النهج الذى نسير عليه فهو الذى لا ينطق عن الهوى … و هو الذى قال انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق … و لكن للاسف الان نرى كل جماعه و كل حزب ( إلا من رحم ربى ) مستقلا باقتناعاته الشخصيه انه هو الاصح و البقيه للأسف هم المخطئون … فكل جماعه ترى نفسها هي الأجدر و هي الكفيلة بحمل رايه الدين و يجب على البقيه السمع و الطاعه دون جدال علما بأن الله تعالى قال  … بسم الله الرحمن الرحيم … و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الاسم و العدوان

فى الخارج فى دول الملحدين و دول اعتناق اغرب الاديان نجد الديانه الواحده ثابته و لا خلاف فيها … فما بالك بدين الواحد الاحد … لماذا يتم تعقيده و تلوينه على حسب الاهواء بداية من المعاملات فيه و انتهاء بالفروض و التكليفات

فعندما امرنا الله بان نتعاون امرنا بذلك لكى نتحد فى كل قول و فعل و لضروره علمنا لقوله تعالى  بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
يعلم الله انى اكتب هذه الكلمات لحبى الشديد لبلدى و لاهلها و كله لوجه الله … فأنا لست داعيا … فالله اعلم بحالي و حال كل العباد … ولكنى ضاق صدرى فكتبت هذه الكلمات لكى اريح قلبى من مسئوليه السكوت … يعلم الله انى محبا له و لرسوله طامعا فى عفوه و كرمه لى … و يعلم الله انى دائما اضع نصب عينى الأيه الكريمه يوم يفر المرء من اخيه و امه و ابيه و صاحبته و بنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه …  فحاشا لله ان اكون مظهرى عيوب الغير و لكنى محب لبلدى و لأهلها و لا اريد اكثر من ان نقف يدا واحده  فى وجه المعتدين باتحادنا فى الله ليس الا … اللهم انصر ديننا الذى هو عصمة أمرنا و الذى هو دينك الذى ارتضيته لنا و كفى به دينا … الله أعنا على القرب منك و من الأعمال التى ننال بها رضاك و شفاعه رسولك محمد صلى الله عليه و سلم … اللهم أعنا على توحيد كلمتك العليا و انت الغنى عن كل عبادك فى كل امورك
اللهم سلم يا رب من الاعداء و كيدهم لنا و انصرنا يا رب فى كل وقت و حين ضد اعدائك اعداء الدين
و صلى اللهم و سلم على سيدنا محمد و على اله و صحبه وسلم

أحمد حلمي أيوب

زر الذهاب إلى الأعلى