مقالات القراء

مقالات القراء| دكتور أحمد عوض بيصار يكتب:مابين الآيتين حلم …

%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%89

بسم الله الرحمن الرحيم …( قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )…
بتلك الآية بدأ وكيل النائب العام مرافعته فى محاكمة القرن … وذكر ما ذكر ثم ختم مرافعته بقوله تعالى .. ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
هل تذكرون تلك الآية الأولى هل تتدبرونها ؟؟ أم هل تمر عليكم مر الريح العاصف فلا تجدون لها مثيلا …
أم تمر عليكم الثانية فتذكرون الثأر ولا تذكرون كلمة التقوى فى آخر تلك الآية …
نزع الملك موكل بالقدرة … قدرة الإله … و قدرة الإله يوكلها للبشر … وما يوكله للبشر عليهم أن يعدلوا فيه … والعدل أساس الملك !!! والملك ينزعه المالك … ثم يأتى القصاص فترى فيه خير تمثيل لعدل الإله الذى وكله للبشر ولكنه مرهون بالتقوى … وهدفه أن تتقوا الله …
مابين القدرة … والتقوى … حلم أردناه …
كان حلما … بدأنا بأن استخدَمَنَا الله واستخدمْنا تقواه … ثم نزعنا الملك ممن كان على رأس الملك ..
هو الآن قعيد لا حركة فيه … دعكم من قول من يقول لن يحاسب اليوم أو من قول من يقول بأنه يحيا فى رفاهية … وهل هناك مصيبة أكثر من نزع الملك عنه !!! إنه نزع للقدرة التى وكلها الله لعبد من عباد على سائر البشر فهى درس لنا جميعا !!!
أن نتقى الله فى وطننا … ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) … أن نعشق مصر فى عقولنا وقلوبنا … أن نبدأ الحلم …
هو الآن حيثما كان … وحيثما سيكون … هل كان هناك من يظن أن يحدث ما حدث منذ عام !!! لا والله لا يظن أكثر المتفائلين أو المتشائمين شيئا مثل هذا !!! بل قل وأكثر من ذلك هل هناك فى العالم أحد كان مستقبله مؤمن ومرتب له على مستوى دولة بأسرها أكثر من ابنه المحبوس حاليا !!! لا والله لم يكن أحد ليعتقد بهذا الأمر أبدا !!! 
إنها تلك الكلمات الأربعة … الملك … القدرة … القصاص … التقوى … وخامسها الحلم !!!
ابدأ أيها المصرى حلمك اليوم… كن قادرا على أن تبنى مصر وتكون لك الأمور على مايرام إذا كانت التقوى هى عملك … كن واثقا أن من ظلمك سيأتى يوم ويذوق ويلات القصاص … سيأتى ذلك اليوم لا شك فى ذلك …..
ولكن خذ العبرة من التاريخ … اقرأ وتدبر فيه جيدا … من عمل خيرا فسيورثه لأبنائه من بعده … ومن عمل سوء فسيلقى نفس المصير المظلم لمن سبقه …
ابدأ فى بناء مصرك .. اعشقها بلا حدود … اقرأ التاريخ جيدا .. وعلمه لأبنائك … مستقبلك مرهون بتقواك …
بقلم دكتور أحمد عوض بيصار  

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى