مقالات القراء

مقالات القراء | دكتور أحمد عوض بيصار يكتب : سلاسل من ذهب ..

a
دكتور احمد بيصار

السلسلة هى حلقات من الحديد يشد بعضها بعضا … ويقال سلسل الأشياء أى ربطها معا … ويقال سلسل الأحداث أى سردها مترابطة متوالية … ويقال ما سلسل من البرق أى ما استطال منه فى السحاب وما استمد !!! ويقال سلسل الحصان أى ربطه !!!
إذن هى حلقات من حديد شديد البأس ذلك هو ما نراه فى الشارع اليوم وغدا وبعد غد … بشر عقولهم كالحديد فكرا وعقلا وتنفيذا وهمة ونشاطا … ولكنها كحديد داود عليه السلام لينة الطبع تقول للآخر نحن هنا ولكننا لسنا هؤلاء ممن يتحدثون كثيرا ولا يفعلون …
ما نراه هم شباب أرادوا أن يحموا ثورتهم فاختاروا لها اسما … اختاروا أن تتسلسل الأحداث فى ذاكرة الأمة كما يتسلسلون معا … هم كالحديد فى سلسلة من البشر العاشقين لمصر … يسردون بتنوع ثقافتهم واختلاف أعمارهم ومرجعياتهم الفكرية جيلا بعد جيل حكاية أمة وشعب وشباب قاموا بثورة تكاد تختطف منهم كما يخطف الذئب الحمل الوديع …
هى ثورة وديعة ولكنها تريد لجاما كالسلسلة يروضها صانعيها تكاد تصطبغ بطبيعة الانتهازيين والمفسدين القدامى والجدد وصانعى العقول المتحجرة فيأخذونها حين غرة ويقولون نحن من نمتلك الثورة … إذن هى تحتاح من يروضها ومن يحكيها ومن يذكر انها كانت يوما من الأيام ثورة …

هيا كونوا فرسانا لثورة آمنتم دوما وأبدا بأنها حصان رابح لا محالة فى معركة يكون فيها الإيمان طرفا يحارب كل مايأتى على أخضرها ويابسها لترى طفلا يقول فى لافتة ما يعبر عن قلبه الطموح … إنه يريد مدرسة يعشقها ومستقبلا يعشقه وأمة يفتخر بها يوما ما … وترى الشاب من هؤلاء يترك ما لديه من عمل أو تحصيل درس ويكتب فى لافتة أنه يريد من يقدر اجتهاده يوما ما … وترى امرأة تحمل طفلها ترفع لافتة تقول أريد لهذا الطفل يوما ما حياة كريمة … وترى الشيخ العجوز يرفع ماكتب فيه أمام الناس أنه قد ضاع عمره ولا يريد لمن بعده أن يضيع عمره أيضا … لقد هرمنا !!!
هم كلمحة من البرق الخاطف يأتى على قلوبنا كأنه يريد للثورة أن تستمر وتستطيل كما السحاب فى السماء الممطرة أملا وخيرا على ربوع مصر .. 
يريدون بهذا الأمر ان يظهروا ترابطا بين شعب مصر لا فرق بين أصحاب فكر وآخر … كلنا نعشق هذا البلد … يريدون أن يظهروا صدقهم فرفعوا لافتات لا تندد بأحد ولا تخون أحدا ولا تشكك فى صدق أحد او نوايا أحد أو دين أحد أو أخلاق أحد … تلك مطالب ثابته …
نريدها جميعا ونحارب من أجلها كى نزرع الأمل فنسقيه من ماء ينبع من نهر بعيد أو قريب فى قلب جبل كالصخر الصلد تشقق فيخرج منه الماء كأنما كان استجابة لنداء فى حب مصر أطلقه شهيد يوما ما أو عاشق أزلى لتراب مصر فلبت الصخور ذلك النداء فروى الماء بذور الأمل فأنبتت من كل زوج بهيج … فأصبحت مصرنا حلوة مخضرة يأتيها رزقها ليلا أو نهارا هنيئا لشعبها …. 
سلاسل من أمل وعشق لتراب مصر …

انزلوا حالا وشاركوا فيها فالخير فى أمتكم إلى يوم الدين …
وعبروا بكل بساطة عما يجول بخاطركم يوما ما … عما يلبى نداء الوطن من مشاعر فياضة تنطق من وراء الحجب … وتذكروا يوم الخامس والعشرين ..

وتذكروا شهداءكم الأبرار …

تحيا الثورة للأبد …
فى قلوبنا وأصلابنا … فى كياننا وأرواحنا …

بقلم : د.أحمد عوض بيصار

(( جميع ما ينشر على الموقع من مقالات القراء تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي الموقع ))

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى