مقالات القراء

مقالات القراء| شيماء رفعت تكتب:أشياء بداخلى

لا أعرف من أين أبدأ كلامى فالخيوط متشابكة أمامى والأفكار تتزاحم بخاطرى لتجد مقرها فى تناسق موضوعى لا أعرف من أين سأبد ولكن بداخلى خوف وترقب أمل ويأس حلم اراه قريبا بعيدا .عشت فى هذا الوطن أيام عمرى الذى لم يتعدى العشرينيات واشعر أنى مضيت سنين كثيرة فى هذا البلد عرفت معنى الغربة فى وطنى الذى بخل عليا بأشياء كثيرة وبرغم ذلك حبه لم يفارق روحى بل سكن بداخلها وفى أعماقها .رأيت فيه أشياء كاد عقلى الأ يدركها لحداثة أفكارى وخبراتى التى اصطدمت بعدما أنهيت دراستى بواقع لم أتخيله

كل ذلك كان بداخلى ولكن دائما كنت أرى الأمل فى فجر تشرق شمسه لتضئ كل ظلام كاحل مستشرى والان لا أعرف هل  يجب أن اشعر بالأمل مرة أخرى ام انه ذهب بلا عودة هل من حقى أن احلم بوطن آمن بعدما فقدت الأحساس بالامان هل من حقى أن احلم بوطن صالح بعدما رأيت فيه الفساد وصل الى اعماقه هل من حقى أن احلم بالحرية بعدما سلبت منى هل من حقى أن احلم بوطن لا يبخل عليا بأبسط حقوقى هل من حقى أن احلم بوطن أرى فيه أمالى محققه هل من حقى أن احلم بوطن فيه أشعر بمعنى ادميتى هل من حقى أن احلم بوطن لا يفرط فى كرامتى ويحترم كيانى بالداخل والخارج هل من حقى أن احلم بوطن فيه الحاكم يعرف معنى العدل ويحققه هل من حقى أن ارى وطنا فيه تتجسد كل معانى الرحمة والحب بين من يعيشون فيه هل من حقى ان ارى وطنى هادئ امن ناهض هل من حقى كل ذلك أم انها حقوق ضائعة لن تعود

عندما قامت الثورة وازيل الفساد شعرت بأنها حقوق مشروعة اما الان بعد كل هذة الاحداث التى عندما افكر فيها يوصلونى عقلى الى لاشئ بل أحيانا يوصلونى الى حائط سد لا أعرفه ولا أعرف لماذا وصلت اليه ولكن منذ بدء هذة الأحداث ورؤيتها متجسدة على شاشات التلفاز أصبحت أشعر بخوف شديد على هذا البلد أشعر بخوف على امنها واستقرارها أشعر بخوف الا اراها كما اريد

اشعر بخوف على اهلها الطيبين الا اراهم بعد ذلك طيبين بداخلى خوف لم أعهد اليه من قبل ذلك واتمنى الا اراه السنه القادمة اتمنى أن تاتى بدون دماء اشعر بخوف ولكنه خوف مشروع واتساءل الى متى سيظل هذا الخوف بداخلى؟

بقلم : شيماء رفعت 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى