مقالات القراء

مقالات القراء |محمد فتحي الجابري يكتب : رمضانُ لا تأتينا

كنت علي يقينٍ وأنا أكتبُ تلك القصيدة أني سأُهاجم بشراسة ممن لن يفهمون رسالتي
لكني اعتدتُ علي المهاجمة والنقد اللاذع ودأبتهُ  . موقع الشرقية توداي قد رفضت في البداية نشر القصيدة
إلا أنها وافقت بعد الإستماع لوجهة نظري  فأنا لم ولن أجرؤ أن ارفض استقبال هذا الشهر الكريم
ولكني بت خائفا من أنفسنا  فأغلبنا صار ينتظر هذا الشهر لمشاهدة المسلسلات الجديدة  وأكل الحلوي بمختلف أنواعها والسهر بخيام رمضان ، أعلم جيدا أنه مازال هناك القليل ممن يستقبلون هذا الشهر كما يجب ولكني لا اريد رمضان أن يأتي ويري هذة الحال التي وصلنا إليها …… أتمنى منكم فهم وجهة نظري والقصيدة في النهاية تعبير عن رأيي الشخصي وليست بالضرورة تعبير عن رأي الصفحة المنشورة بها و لا أعتقد أبدا أن بها اساءة للدين .

رمضانُ لا تأتينا ، ما عُدتَ شهر
العبادةِ ما عُدتَ شهر الصيام
رمضانُ أوقف سفينتك في عرض
البحر وارجع فالمسلمون نيام
أيها الشهر الكريم  لا تقترب فما عُدنا
نعرف كيف نستقبلُ الشهور الكِرام
صرنا حيارى في الدُنا  وبات الشهرُ
الكريمُ غابةً للأوزارِ والأثامْ
أيها الزائرُ المُشتاقُ ألم تعرف حقيقتنا؟
إنا نسينا أننا أمةُ الإسلام
فصرنا نستقبلك يا شهر اللهِ
بالمسلسلات المُخلةِ والأفلام
ما عُدتَ تُعرفُ في بلادي بشهر
الصيام وإنما لُقبتَ بثورة الإعلام
فتلك راقصةٌ تختصك برقصها
وعيوننا وا أسفاه ما عليها لجام
رمضانُ كنت جسراً نعبرُ عليه للهِ
فكيف صرت في الليل خيمة من الخيام
يتعالى فيها الطربُ  والرقصُ
وتصدح الاصواتُ والأنغام
*********
علمتني أمي في طفولتي أن أصوم نهارك وأقوم الليل أُصلي
علمتني أمي أن أتصدق وأتسامح ويكون فعل الخيرِ فيك كظلي
علمتني أن أختم القرأن  وأظلُ مناجيا كالطفل ربي في ليلي
كانت تقولُ : في رمضان الأجرُ مُضاعفا فتقرب لله أكثر يا طفلي
إني أختم القرأن خمساً ، فهل تقدر أن تكون يا ولدي مثلي؟
********
كانت جدتي المريضة تصوم رغم الإعياء
وتقولُ : ما أحلى في طاعة الله الشقاء
كانت جدتي تنتظرُ رمضان بفارغ الصبر
وتظلُ يداها مُتجهتان للسماء
كنتُ أنتظرُ رمضان لأنعم بالسَحرِ
في ليالي الإعتكاف
كنت أخشي الخطيئة جدا
ومن أي ذنبٍ صغيرٍ أخاف
كنتُ استقبلُ رمضان كالمستقبل للسنين
الثِمانِ والمودع السنين العجاف
***********
أمة الإسلام ماذا دهاكم ؟  رمضانُ ما كان نهاره
للنومِ وما كان ليلهُ للمسلسلات
رمضانُ مِنحةٍ من الخالق الرحيم
فكيف تُردُ الهدية وتُتبعُ النفس والملذات
نسينا أن النهار للصيام
والليل للقيام
وبتنا نتنقلُ بين القنوات
وخمسة عشر مسلسلا يُعرضن في ليلةٍ واحدة
فبالله عليكم متي تكون العبادات؟
وهذي ترتدي بذلة رقصٍ إسلامية
وهذي ترتدي مايوها شرعيا
وصار الدينُ لعبة في ايدي عاهرات
عاهرات يلقبن أنفسهن خطأً بفنانات
ويظهرن ببجاحةٍ علي الشاشات
ويقلن اننا نحتفظ بأعمالنا  كي تعرضُ
في رمضان شهر المسلسلات .
***********
رمضان الذي علمتني اياه أمي ، رمضان
الذي أحببته ما عاد يأتينا
فبلادي أغلبها  بات ينتظر  موسم الأكل
وليس الصيام ومعانقة الدينا
فهذا ينتظر رمضان ليرى (سمارة)
وهذا يتساءل ماذا سيفعل التلفاز فينا؟
وشهرذاد والفوازير  وبرامج اللهو
والليالي مهما طالت ما عادت تكفينا
بتنا ننام النهار أكملهُ  ونستيقظُ علي المدفعِ
لنذهب للخيام قاضين ليالينا
ونسهر حتي الفجر نأكل كل ماجاد به
رمضان ولأنفسنا الأمارة بالسوء مُطيعينا
والشيطانُ في أسرهِ يضحكُ
فبعد الإفطار قليلٌ منا مُصلينا
ونذرٌ يسيرٌ منا من يصومون حقا
ويقومون صدقا
ويتمنون لنا الهدايه والنفحات تحتوينا
رمضانُ إنا عطشى
وما عاد قدومك يا شهر الله يروينا
كنا نستهلّكَ بالفرحةِ والشوقِ
فلمَ ما عُدتَ تؤثر فينا؟
قلوبنا غلفٌ  فاسأل الله
أن ينقذنا من أنفسنا ويهدينا
تغيرنا  أم تغيرتْ الدنيا
قست قلوبنا  وعميتْ أعيننا
وغفلتنا تستهوينا
اللهم يا أرحم بالعباد من الأم برضيعها
طهر قلوبنا ونقينا

صفي نفوسنا إليك  وأعفنا واعفو عنا

ومن شهواتنا يا اللهُ نجينا

رباهُ إني أبث إليك شكواي من قومٍ
حولوا شهر القرأن إلي ليالٍ بها السامراتُ تُُغَنينا
فالشيطان المسجون بسجنه يقضي عطلتهُ
فرِحاً ويشمتُ فينا

رمضانُ لم نفق بعدُ من غفلتنا
قف مكانك لا نستحقك فلا تأتينا
***************** 

بقلم محمد فتحي الجابري

زر الذهاب إلى الأعلى