مقالات القراء

مقالات القراء| مميد شعلان يكتب : لماذا دائما الإجابة.. الإخوان المسلمون؟

ميمد شعلان
إلي هذا اليوم أجد من له منطقا يصر علي التزييف في الواقع، بل ويعتبر أنه من العجيب ان يشترك الفكر الإسلامي.. إن لم يكن الحاكم بأمره أيضا في هيكلة البلاد المتهتكة بالأفكار الزائفة والتي تبنت رؤي محرفة مضمونا ومكنونا! فهل لنا أن ندرك بأنه حان الوقت أن نستقبل سلوكا جديدا.. حراكا نجيبا.. فكرا راشدا.. تحت مسمي جماعة الإخوان المسلمين!

معمولا بتلك المقدمة.. فقد لاحظنا بالفترة السابقة لغطا كبيرا في مفهمونا لمنهجية وأصولية الواقع الثوري.. وكأن الجميع أصبح سياسي لكن محلل سياسي في ليلة وضحاها، بل وأخذ يرسم أوهام وإفتعالات لنفسه بأنه زويلا أو هيكلا أو بشارة أو عمارة..! كما ظن البعض بأنه إذا كان قادرا مسبقا علي تحليل مبارة كرة قدم مابين شوطيها أصبح بإستطاعته التحدث عن المحظور.. محظور الخطوط الحمراء.. محظور النظام.. محظور الإستخبارات.. محظور العسكري.. محظور المنشورات والبيانات.. محظور المناقشات والجدالات.. حتي محظور الإخوان المسلمين! فلما لا..؟! وهم يتنغمون تحت مظلة الثورة فيشربون من رحيق أزهارها التي تفتحت في الميادين ويأكلون من عضد سواعد شهدائها التي زهقت دمائهم علي جدران الحواري وأزقة الحرية.. بل وأخذتهم أفكارهم البلهاء تعكف علي مواصلة الخطأ، حتي وإن تخيل الكثير منهم بأنهم علي الصواب..! الجدير بالذكر والأهم في القول هنا.. وأريدكم أن تتابعوا معي بعضا من تلك الحقائق التي بلا شك ستلمس جمود عقول الكثيرين فترشده إلي خلاصه وإستخلاصه من غيابات الجب…

ليس كما يقال لنا دائما بأن حرية الرأي والتعبير تأخذ في مبتغياتها الرأي والرأي الآخر دون قيود وشروط! فلو أخذنا علي سبيل الإعتبار والدراسة النقدية البحتة (جماعة الإخوان المسلمين).. وكم الهجوم الكاسح من كافة فصائل المجتمع علي هذا الكيان والغير مفهوم بالمرة! لوجدنا قصصا تحكي لعدة سنوات دون توقف يذكر…

فهناك من يقول: إن الإخوان المسلمين يتهمون من يخالفهم في الرأي بالخيانة أو العداء للدين!

الإجابة: بالعكس فهناك مقولة سائدة بداخل جدران الجماعة تثبت أحقية الإختلاف في الرأي حتي يرثي الجماعة..! فما اتفقنا عليه قمنا عليه، وما أختلفنا عليه عذرنا بعضنا البعض؛ فلن يكون وجودا للرأي الآخر وهو جاء راسخا علي التدليس والتهميش والتسويف والتنكيل! بمعني أكثر شمولا ووضوحا أعزائي القراء.. وروح الحاضر والمستقبل الذ ننشد لكم تاريخ الأمس والغد!

ومنهم من يقول: بأنهم يتقاضون تمويلا خارجيا.. فمنهم من يلقي بأصابع الإتهام لحكومات قطر والسعودية وبلاد الهند والسند وماوراء البحار ومنهم من يظنها أمريكا وشيكا بيكا وأحفاد السامية والحمية والمهلبية!

الإجابة: تمويل الإخوان ذاتي، بمعنى إن الإخوان يعتمدون على تمويل أعضاء الجماعة للقيام بالأنشطة المختلفة التي يمارسها الإخوان، ووفقاً للنظام الأساسي للجماعة فإن أعضاء الجماعة مقسمين، على حسب ماتصنفهم الجماعة، إلى مؤيد ومنتسب ومنتظم وعامل.. على التوالي ووفقاً لآليات تحددها الجماعة يتم تصعيد العضو من مرحلة إلى أخرى أو من تصنيف إلى آخر، وذلك بعد اجتياز عدد من الاختبارات السلوكية والتثقيفية داخل الجماعة، ومن ذلك يلتزم العضو بدفع اشتراك شهري للجماعة، يقتطعه من دخله الشهري ويستثنى من ذلك الإخوان المصنفين كمؤيدين والطلاب وأصحاب الرواتب الضعيفة. كما أن بعض الأنشطة التي يمارسها الاخوان تمول نفسها ذاتياً مثل المستشفيات ودور الرعاية التي تقدم خدماتها نظير رسوم الخدمة.

وهناك من يحدثه عقله الباطن.. بأنهم- الإخوان المسلمون- يمارسوا التقية السياسية دون خجل!

الإجابة: دائما وأبدا ما وجدنا التيار الكهربي يدخل البيوت.. والتيار الإسلامي يدخل السجون، فهل لنا أن نستعد بوجوده تحت قبة البرلمان؟! هذا هو مربط الفرس فعلا! فليس كما يعتقد أغلبكم بأن منظومة الإخوان المسلمين دعوي ككل، لكنه قبل أن يكون عقائدي فهو تفكيري تنظيمي ممثلا في حزبه السياسي.. حزب الحرية والعدالة!

ثم يأتي قطيع البهائم التي تخور بأفكارها الزائفة لتقول أيضا: لإنهم إنتهازيون ومكيافليون ومستعدون للتحالف مع الشيطان نفسه في سبيل تحقيق أهدافهم ومصالحهم الشخصية الخاصة!

الإجابة: إذا فانتم لا ولم يشغل بالكم بالجانب السياسي سوي من بداية الثورة والله أعلم! فمن تناسي أو تذكر وتعمد علي تهميش واقعية الأمس، فإن جماعة الإخوان المسلمين ومنذ نشأتهم في عشرينات القرن المنصرم لم تفتح أعينهم سوي علي ثلاثة.. الله.. الوطن.. والمعتقل! فقد فقدت الجماعة العديد من القيادات المؤثرة وتعرض المنضمون للجماعة للتعذيب في السجون والمعتقلات واختفى وجودهم العلني الذي كان يساعد على انتشار كلمة الحق في التغيير ومعارضة رؤرس الفساد وكلاب النظام.. وإرساء راية (فداء في حب مصر).. فدعونا لاننسي عبدالقادر عودة.. كمال السنانيري.. عبدالرحمن عبدالفتاح.. مسعد قطب.. أكرم زهيري.. طارق مهدي غنام! ومن لم تصله الفكرة إلي الآن..! فإن دورة 2005 التي تحصّل بها الإخوان المسلمون علي عضوية 88 كرسيّ تحت سقف البرلمان.. تشهد علي جندية الجماعة في حب مصر.. وهي حسبا وإختصارا كالتالي:

-مسائلة الحكومة وكلا من تسبب في غرق العبارة السلام 98 وماخلفته حينها من أضرار جسيمة للشعب كافة من الناحية النفسية بماتخص صدمة الواقع التي آلت إليه تلك الحادثة.. والمادية بما يخص تعويضات غرقي الفساد.

-توجيه أصابع الإتهام لنواب الرشاوي وشرذمة المماليك واعون الشيطان التي قدمت إلي مجلس التشريعات لتشريع وسن القوانين لما يلبي فسادهم الأخلاقي والإداري علي حساب الفقراء ومغيبي العقل في ماتشات المنتخب وحفلات الهضبة ونجم الجرجير.

-رفض التعديلات الدستورية والتي جائت لتخدم المخلوع ومن بعده إبنه المأمول.

-رفض الموازنة الحالية بوقتها.. وتشكيل ماهو مرجو وتخدم المواطن المطحون.

-رفض الضريبة المعمولة من قبل مصلحة الضرائب العقارية علي السكن الخاص.

-رفض المد بقاون الطواريء.. أقصد قانون التوتر الرجعي!

-تعديل قانون الأطباء لرفع من حالة الرواتب والأجور.

-مناقشة العمل بقانون التأمين الصحي الشامل.

-مناقشة قانون الصيادلة الجديد.

-تعديل قانون كادر المعلمين.

-مناصرة قضايا الأمة.. و و و و وإلخ مما قدمته جماعة الإخوان المسلمين حينها دون مقابل..! فقط لله وللوطن لنعود ونسمع من جديد بأن 40,000 من معتقلي الإخوان إبان حكم الطاغية- أبو جمال- يجدد عليهم من جديد.. ولا حياة لمن تنادي..! من حرائر مصر.. من أبرار الدم الواحد! لكن ماكنت أسمعه من الكثير والكثير من جموع الناس وقتها.. حينما أقص عليهم غزوات النضال والإعتقال والإفتراس والإضطهاد للإخوان المسلمين! لاأجد ماأسمعه منهم سوي.. (وإحنا مالنا ياعم.. ده مشكلة يحلوها بنفسهم مالناش فيه)..وآخر (اتكلم في حاجة تانية الله يكرمك.. غير السياسة.. لابنحبها ولا بنحب نسعم سيرتها) وأخير (أسكت ياعم.. إنت عايز تلبسنا الكلبوش)! لنستطرد بعقلنا الباطن وفكرنا الراجح لثوينات الثانية حتي نجيب بأنفسنا علي تلك التساؤلات التالية.. وهي إذا كان الإخوان المسلمون لايرون سوي مصالحهم وفقط..! فلما شعر كافة الأنظمة بداية من عبدالناصر مرورا بالسادات ثم المخلوع بالخطر الذي يحدق بهم؛ حتي ألقوا بهم في مهالك السجون؟! ولو كانوا يلقوا بهم في السجون لتخليص الشعب من شرورهم..! فلما أعطيت لهم الفرص لخوضهم الإنتخابات التشريعية لأعوام 1984 و1987 ثم 2005 ليشهد لهم كافة الساسة وكوادر الحركات والإنتمائات الحزبية وذوي الأيديولوجيات بماقدمه نوابهم بشكل يضمن لهم نزاهتهم وحسهم العميق في خدمة دوائرهم وضواحيها من قريب أو من بعيد؟! وإن كانت تلك طفرة تعيشها جماعة الإخوان المسلمين ..! فلما لم نسمع بأنهم انسلخوا عن بني جلدتهم من وطنهم ولم يشاركوا في ثورة الخامس والعشرين من فاتح تلك السنة ومن بدايتها..؟! ولم يقدموا أرواح شبابها ورجالها وشيوخها فداء لعزة الأمة وكرامتا؟! لأسمع همهمة من بعضكم تقول لي: إنت عايز توصل لإيه..؟! أقول لكم مستشهدا بتلك الطرفة.. ين الإخوان هما معندهمش ف :.. قالةحد من الشل واحد ليبرالى نزل الميدان ملقاش البرادعى ولا حمزاوى ولا(ين الإخوان هما معندهمش ف :قال ..!براهيم عيسىإسوانى ولا احد علمانى نزل الميدان ملقاش الأو ؟!نخوةين الإسلاميين هماف :واحد مسيحى نزل الميدان ملقاش ساويرس ولا فلوباتير.. قال ؟!نخوة… ؟!عندهمش نخوةهما معندهمش ..ن الإسلاميينفي :قال ..ايم ولا حد من شيوخ الطرقواحد صوفى نزل الميدان ملقاش ابو العزهما معندهمش ..! الإخوان.. فين كتبو زلش من بيته وقاعد على النتبو الرجاله منأمن احد ؟! زي ماونخوةشيء وبأي شيء..! كانوا علي حق أو بدون ؟!) وكأنهم يريدوا إفتعال المشكلة مع الإخوان المسلمين ومن لانخوة

أدني وجه حق! لأختم أطروحتي بتصريح القبطي الدكتور رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والذي قاله بما لم نسمعه من مسلم يردد وفقط شعارات الغير دون فهم مغزي أبعاده وحيثياته.. فيقول: (المشكلة ليست في الحواجز الموجودة بين المشروع الإسلامي والنخب العلمانية لأنها ترفض أسُس هذا المشروع.. والمشكلة ليست في الحواجز الموجودة بين النخب الحاكمة والمشروع الإسلامي لأن تلك النخب ترفض التداول السلمي للسلطة وترى في المشروع الإسلامي بديلا لها مؤيدا من الجماهير.. والمشكلة أيضا ليست في الحواجز الموجودة بين الدول الغربية والمشروع الإسلامي فتلك الدول ترفض التعددية الحضارية وتريد فرض هيمنة لذا تصبح المشكلة الجديرة بالبحث هي تلك الحواجز أو الهواجس التي تظهر لدى ،مالحضارة الغربية على العالفئة أو فئات من جماهير الأمة الإسلامية تجاه المشروع الإسلامي، خاصة أن أعداء المشروع من النخب . فيقوا ولاتموت عقولكم فتموت معها ضمائركم. دمتم في رعايتهأف .)العلمانية و النخب الحاكمة ينشرون هذه الهواجس.

( جميع ما ينشر على الموقع من مقالات القراء تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي الموقع ))

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى