رأي

مقالات | محمود سعيد : يكتب | نفيسة وفتح الباب

215197 202118323154981 4886860 n1

كان أول يوم لـ “نفيسة ” فى الجامعة، كانت لابسة الطقم الجديد، والجزمة الجديدة معذباها وهي ماشية، اشترت شيبسي وشيكولاته وازازة مية من الكافيتريا وفضلت تبص للناس وتستكشف الأماكن زى ما تكون هبطت فجأة على سطح المريخ، مبانى كتير ومدرجات ومعامل وسكاشن ومكاتب وكافيتريات وناس كتير أوى كلهم لابسين اللى على الحبل، ناس بتضحك فجأة بصوت عالي، واحد بيعمل شقلباظ قدام شلة بنات، شباب بيرشوا بعض بالمية، والمية جت عليها هي، وكله كوم والمواصلات كانت كوم تاني، الشوارع كانت زحمة جدا والأتوبيسات عامله زى علب السردين، والتاكسيات مبتروحش الجامعة.

كانت داخله الجامعة بكل اللى شيلاه فى دماغها من مسلسلات وأفلام وحكايات إسطورية سمعتها من قرايبها الأكبر منها، “منى ذكي قاعدة مع احمد السقا عند الشلال، والسقا بينط فجأة فى الشلال علشان يثبت لها انه بيحبهاااااااااااااااااااااااااا … زى ما قال لها وهو بيقع فى الشلال” ..”مصطفى شعبان بيجر الحصان وبيقول برضه لمنى ذكي انه محدش بينجرح اوى غير لما بيحب اوى ..” .. (تحس ان منى ذكي دى مش بنى آدم عادي .. دى كانت مرحلة سنية زى الطفولة والمراهقة كده).

المهم “نفيسة” بدأت الدراسة وانخرطت فى المحاضرات والسكاشن وامتحانات وكويزات، وبقى لها شلة، ومرت الأيام وذكريات الحكايات الأسطورية مبتفارقش دماغها، لحد ما ظهر فارس أحلامها، “فتح الباب”.. “فتح الباب” كان زميلها فى الكلية، هو صحيح اسمر حبتين ورقبته طويلة شوية وعينيه فيها غباء صعب التكرار، إلا أن “نفيسة” أول ما شافته حست أن هو ده “أحمد السقا” و”مصطفى شعبان” متجمعين فى بعض، مكانتش شايفة فيه أي عيوب، فضلت تبص عليه من بعيد وخجلها منعها أنها تقرب منه، “فتح الباب” كمان كان له شلة، أصحابه لاحظوا أن “نفيسة” بتبص عليه كتير من بعيد، ولما يبصوا عليها، (بتعمل ميتة) – بتعبيرهم طبعا- “فتح الباب” بدأ يتابعها، ولأنه كان شايل فى دماغه نفس الميراث الثقافي اللى فى دماغ “نفيسة” من أفلام ومسلسلات وحواديت، فحسّ أن “نفيسة” هي فتاة أحلامه.

فضلوا يبصوا لبعض فترة، ويسمعوا أغاني ويرسموا فى خيالهم حياة أسطورية من وجهة نظرهم.. (“نفيسة” ماشية لوحدها متأخر – رغم أنها آدان العصر بتكون فى البيت- .. وفجأة يهجم عليها أربعة ويخطفوا منها الشنطة.. طبعا تنشق الأرض ويطلع “فتح الباب” .. يضرب الأربعة ويرجع لها الشنطة .. وهي تبص له برومانسية وتقول له .. يالهوى لاهو إنت إتعورت؟؟) .. فتح الباب اللى عامل زى عصاية المقشة يضرب أربعة .. تخيلوا ..

وتحلم “نفيسة” بـ “فتح الباب” وهو بيتقدم لها، وأبوها يرفض وهي تعمل (إضراب عن الطعام)، وتقفل على نفسها أيام .. وتتعب وتتنقل للمستشفى – دى دراما لابد منها .. ساسبينس يعنى..- وفى الآخر أبوها يقتنع وتتجوز “فتح الباب”.. ويخلفوا عيال فى منتهي الرخامة بس هما هيشوفوهم ملايكة.

وييجى اليوم الموعود ، ويروح “فتح الباب” لـ “نفيسة” بين المحاضرات.. ويبتسم فتبان سنانه الصفرا ويقول لها برومانسية “ممكن أستلف منك كشكول المحاضرات؟؟” .. نفس الدخلة اللى دخلها “اوزوريس” على “ايزيس” فى جامعة الملك خوفو.. و”نفيسة” وشها يجيب ألوان وتديله الكشكول وهو طبعا يرجعه لها وفيه جواب غرامي مليان أخطاء إملائية، زى “هاذه”.. و”أحوبكي منزو فطرة طويلة”.. وهكذا .. وتتطور الأمور ويبقى فى مكالمات موبايل طول الليل، وكلام ع الفيس، وكل الناس تعرف إن “فتح الباب” و”نفيسة” (In a Relationship) ..

ولأن كل ده كان قبل أوانه، ولأن ده مكنش له إطار شرعي، بتتفركش العلاقة دى بمرور الوقت وبيتحول “نفيسة” و”فتح الباب” لفانز دائمين فى صفحات على الفيس بوك زى (الوسادة الخالية) و(مش نصيبي لكن حبيبي).

“نفيسة” مكانتش تعرف أن المشاعر الإنسانية هي أغلى شييء بيملكه الإنسان، وأن الحب شعور نبيل وجميل بيحول العالم كله لشييء حالم ونضيف، “نفيسة” سلمت لـ “فتح الباب” قلبها ومشاعرها وإهتمامها وكل التفاصيل الصغيرة اللى بتحتل أكبر مساحة من القلب والذكرى، “نفيسة” وهي بتعمل كده مكانتش عارفة إن مفيش حد بيتعب فى حاجة بتيجي له ببلاش، وإن ربنا – سبحانه وتعالى – لما حدد إطار شرعي للعلاقة بين الراجل والست، إختار لهم بحكمته أفضل طريق يصون كرامتهم ووجدانهم.

أما “فتح الباب” فغالبا مكنش قد المسئولية، “فتح الباب” قلـّـد إللى هو بيشوفه وبيسمع عنه كل يوم، من غير ما يفكر أن اللى بيحب مبيغامرش بكرامة وسمعة حبيبته ويخليها عرضة لكلام اللى بيتكلم، مكنش يعرف إن الحب مش اللى هو بيشوفه فى الأفلام واللى بيعمله أصحابه اللى أكبر منه، مش مكالمات سرقة، وهدايا ومقابلات من ورا الأهل..

الحب هو إنك تقف قدام العالم كله وتقول أنا عايز أقضي بقية عمري مع البنت دي، قدام كل الناس، وفي إطار شرعي يخليك تعرف تحميها وتكون قد المسئولية.

لكل “نفيسة” .. وكل “فتح الباب” .. إرحموا نفسكم من وجع القلب ومرارة الذكري، لإن الحب كائن نهاري، مبيعرفش يعيش غير فى النور.

إنتظروا حلقات أخري من “نفيسة وفتح الباب”..

وتبقين يا بلادي في دمي

بقلم : محمود سعيد

 

مقالات القراء لا تعبر بالضرورة عن راي الشرقيه توداي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى