رأي

مقالات | منصور عبد المنعم : يكتب |هل تحول الحلم إلي كابوس ؟

556795 10200201783826679 2095333152 n

كنا نحلم بثورة علي نظام فاسد ولم يكن أكثر المتفائلون أن مجموعة صغيرة من شباب مصر سوف تكون الشرارة الأولي لهذه الثورة ولم يتوقع أن ينضم لهم كل هذه الأعداد من الشعب المصري.
ونحج الشعب المصري في ثورته واستطاع أن يغير نظاما فاسدا استباح كل شيء باع كل شيء باع الوطن باع أحلامنا أفسد في البر والبحر.
كانت أجمل صورة للشعب مصري ثمانية عشر يوما لم نعرف فيها علماني ولا ليبرالي ولا أسلامي ولا مسيحي كنا نسيج واحد كنا مصريون أبهرنا العالم بوحدتنا بالحب الذي ظهر فجاءه بين جموع الشعب المنتشر في الميادين .
سقط النظام وبدأت أحلامنا تظهر علي سطح المشهد لكل منا حلمه ، من يحلم بأن تصبح مصر المدينة الفاضلة ، ومن يحلم بأننا نتغير وبدأنا نحب بعضا بدون مصالح وعادة لنا الوطنية وحب مصر مرة أخري ، والفلاح كان يحلم بعودته للأرض ليزرع بذورا غير مسرطنة ويجني خير أرضه ، والعامل كان يحلم أنه سوف يتقاضي أجرا يستطيع به أن يحيا حياة كريمة ، والطالب كان يحلم بتعليم يرقي به يحلم حين يتخرج أن يحصل علي فرصة عمل مناسبة ،
وأنتهت فترة الأحلام وأستيقظ الجميع ليرو من كان في الميادين أيد واحدة أصبح أعداء أصبح لكل منهم اتجاه ، واختلفت المصالح وأصبحت مصر قطعة كبيرة من الكيك كل طرف يرغب في أن يقتنص أكبر قدر منها تلاشت أحلامنا وسط هذه الصراعات لم نجد الحب الذي كان يربطنا ، هل سقط هذا الحب مع النظام الذي أسقطناه ؟ وهل فعلا أسقطنا هذا النظام ؟
هل حلم الفلاح البسيط تحقق أو هو في الأفق القريب سوف يتحقق ؟
هل العامل حصل علي أجر يحيه حياة كريمة ؟
هل …. هل …… ؟
كثرة الأسئلة عند المصرين ولا أجابه لهذه الأسئلة تحولت الأحلام إلي كابوس حين تحول أخوة الأمس إلي أعداء يتناحرون علي قطعة الكيك نسو أو تناسوا أحلامنا نحن البسطاء الكل يلهث خلف مصالحه كل طرف يسعي جاهد ليقصي الأخر
أمتلاءت الميادين مرة أخري وعاد إلي الأذهان مشهد ثورتنا العظيمة ولكنه مشهد مغير عن سابقه فالميادين مختلفة منقسمة بين مؤيد ومعارض سالت الدماء علي نفس الميادين ولكنها دماء من أجل لا شيء سوي البحث عن فرصة البحث عن قطعة من تلك الكيك ، كلنا مذنبون كلنا علي خطاء كلنا نبحث عن مكاسب سياسية واهيا ، أصبحت مصر ألان كالسفينة التي تريد أن تقلع ولكن هناك طرفان كل طرف يمسك بها من ناحية بل أكثر من ذالك بدأت أطراف كثيرة تقطع منها كي تبني قارب صغير لها حتي أنها أوشكت علي الغرق . بدون أن نعرف أو نشعر بعمد أو بدون عمد أضعنا أحلام البسطاء وسط هذه الصراعات أيقظناهم من حلمهم ليكتشفون أنه كان كابوس .

لم أكن يوما متشائم دائما كنت أري نصف الكوب ممتلئ ولكني اليوم أري نصف الكوب فارغ بل أكثر من ذلك أري الكوب فارغ

لكي الله يامصرنا

بقلم : منصور عبد المنعم

*مقالات القراء تعبر عن رأي كاتبها وليست بالضرورة تعبر عن رأي الشرقية توداي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى