رأيمقالات

احمد الدويري | يكتب : الطفل السوري … إلى الله المشتكى

 

احمد الدويرى

حذاءه الصغير المغسول بماء البحر ووجه البرئ مُنكب على الارض .. الاطفال بفلسطين والعراق وسوريا وبورما وغيرها تختلف البلدان والمسمى “عربي” تختلف طرق القتل والنهاية واحدة ، الطفل السورى الذى لم يتخطى عمره الثلاثة سنوات أصبح هو وأسرته من اللاجئين السوريين الذى استقلوا قاربا للهرب من شبح سوريا ولكن لايدرى أنه يهرب الى الموت.

فصورة الطفل التى يقال عنها أنها هزت قلوب الملايين تكررت أكثر من مائة مرة على مدار الأعوام الماضية ويبقى العرب هم صم بكم عمي لا يعقلون ، سيبدا الناس فى قول شعر فى هذا الطفل ويرثونه أحلى الرثاء ولكن أين الرحمة فى الدنيا اين الذين يدعون أنهم عرب هل العروبة بالرثاء والبكاء … لا والله أبدا .

فصورتك تأتى بعد أسبوع دام على اللاجئين السوريين الباحثين عن أمل للخروج من نفقهم المظلم لكن الامل تحول الى ألم.

إن ماحث للطفل السورى هو مجرد تحريك لمشاعرنا ليس إلا وأنا على يقين أنه لن يتحرك أحد نظرا لوجود أكثر من هذا الطفل بمختلف البلدان العربية يعانون من تخبط فى بلادهم فقد أصبح القتل والحرق والغرق مصير أبرياء لم يعرفوا معنى هذه الكلمات … فعذرا ياصغيري السوري فقد ماتت كرامتنا قبل موتك أنت لأنك مشهد تكررت ونحن صامتين خائفين ففبل أن تموت على شط البحر ماتت الإنسانية فينا فلا نلوم البحر ولكن نلوم أنفسنا.

ياطفل فقد هربت من موت مع المهاجرين إلى أوربا فوجدت موت آخر ينتظرك ويختصر مشهد بات معتاد عليه ، وياأيها البحر لا تبكي على شعب أبكى الصخور ولم تبكى السلاطين … كل البلاد بوجه الضيف مقفلة إلا السماء أراها رحبت فيه…….. فإلى الله المشتكى

 

مقالات الرأي تعبر عن صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى